ما هي مادة التورين التي تدخل في تصنيع مشروب الطاقة؟
تحتوي مشروبات الطاقة على مادة التورين بالإضافة إلى العديد من المكونات الأخرى، لكن الدراسات اهتمت بفعالية التورين كونها مادة مهمة في كثير من عمليات الأيض التي تحدث في الجسم، كما يعتقد أن لها خصائص مضادة للأكسدة.
ومادة التورين هي كيمياء مشابهة للأحماض الأمينية الأخرى، ينتجها الجسم بشكل طبيعي.
لكن حول آثار استخدام مادة التورين المكمّلة على المدى الطويل، واستخدام جرعات كبيرة منها، لا يُعرف إلاّ القليل عن آثار ذلك وحول إذا كانت آمنة لحد الآن.
وتوجد مادة التورين بصورة طبيعية في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان وحليب الأم، بالإضافة إلى توفرها بصورة مكمل غذائي أيضاً، حيث توصلت بعض الدراسات إلى أن إضافة مادة التورين يحسّن من الأداء الرياضي.
وذكرت تلك الدراسات أنّ المصابين بفشل القلب الاحتقاني ممن يتنالون المادة بصورة مكمل لمدة 3 مرات في اليوم بمعدل اسبوعين، أظهرو تحسناً في قدرتهم على أداء التمرينات الرياضية.
وتوضح دراسات أخرى أنه عند جمع التورين مع الكافيين فإن ذلك المزيج يحسّن الأداء الذهني.
وبحسب دراسة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا نشرت في مجلة “ساينس”، فإن التورين أظهر قدرة على إبطاء عملية الشيخوخة لدى الديدان والفئران والقرود، وأنه يمكن أن يطيل العمر الصحي للفئران في منتصف العمر بنسبة تصل إلى 12 في المئة.
وأشارت الدراسة إلى إن التجارب الناجحة على الحيوانات لا بد أن تكون نتائجها ذات صلة بالبشر في نهاية المطاف”.
وقال قائد الفريق البحثي: الدراسة تخلص إلى أن التورين يمكن أن يساعدنا على العيش حياة أطول وأكثر صحة.
وأشار إلى وجود أدلة أخرى على أن مكملات التورين قد تكون لها بعض الآثار على البشر، حيث أجريت تحليل لأكثر من 12,000 أوروبي في عمر الـ60 عاماً أو أكبر.
ووجد فريق البحث أن أصحاب معدلات التورين العالية تنخفض نسب إصابتهم بالسمنة والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، مع معدلاتٍ أقل من الالتهابات. وذكر الباحثون أن جلسات التدريب الشاقة على دراجة التمارين تُعزز معدلات التورين.
وتقف جمعية المشروبات الأمريكية إلى جانب سلامة مشروبات الطاقة، مشيرة إلى أن العديد من مكوناتها موجودة أيضاً في الأطعمة الشائعة، وتمت دراستها بشكل صارم من أجل السلامة.
بالإضافة إلى مادة “التورين”، وفائدتها، إلّا أن المكونات الأخرى في مشروب الطاقة، قد تكون ضارة للكثير من للأشخاص بشكل غير مقصود، إذ يدخل في تركيبها السكر، الكافيين، المنشطات القانونية، الفيتامينات.
حيث توصلت أبحاث أخرى إلى عدم وجود معطيات علمية كافية لدعم مزاعم مشروبات الطاقة بتحسينها للأداء الرياضي أو الجسمي أو العقلي، ولا تناسب الكثير من الأشخاص مثل الحوامل والأطفال والمرضى، كما قد تكون خطيرة حتى على الأصحاء.
وذكرت تلك الأبحاث أنّ عدة حالات وفاة ربطت بتناول مشروبات الطاقة، وأصبح واضحاً أن هناك العديد من المخاطر التي ترتبط بها مقابل عدم وجود دلائل علمية كافية لدعم أن هذه المشروبات تعطي شاربها الطاقة حقاً.
وحذر خبراء الصحة مثل منظمة الصحة العالمية من مشروبات الطاقة التي قد تشكل خطراً على الصحة العامة، وبالنسبة للأطفال، تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنهم لا يجب أن يستهلكونها.
يذكر أنّ اتهامات طالت الشركة المصنّعة لمشروب الطاقة Red Bull، باستخدامها مادة التورين من الحيوانات المنوية للثور في تصنيع المشروب.
إلّا أنّ الشركة نفت ذلك، وأكدت أن حمض التورين موجود بالسائل المنوي للثيران، لكن التورين الموجود في مشروبها يُنتج بطرق صناعية من قِبل شركات أدوية وذلك على أعلى معايير الجودة.
تلفزيون الخبر