الدمشقيون يرقصون “ الزومبا “ هرباً من الحرب
ست سنوات من الحرب لم تمنع الدمشقيين من ممارسة طقوس الحياة ، رقص الزومبا ، اخر صيحات الحياة المختبئة داخل صالونات الرياضة في أحياء دمشق الراقية ، تحول إلى شكل فني جديد تحت عباءة الرياضة.
ويُعرف الرقص بشكل عام على أنه واحد من أنواع الفنون، التي يتم تأديتها من خلال سلسلة من الحركات المتناسقة والمتناغمة لجسم الإنسان، ويكون لها دلالات تعبيرية ورمزية يتم تصويرها بمرافقة الموسيقى،و يتم الرقص بغرض ممارسة الرياضة وصقل الجسم في حالات معينة.
و ابتدأت “ الزومبا “ عام 1990 وكانت على يد الكولومبي البيرتو بيريز “بيتو” وهي حركات رقص لاتينية تمثل مجموعة من أنواع الرقص اللاتيني (كالسامبا– سالسا-ريقيتون-كومبيا– ميرينغي– بيلي دانس) وهي من أسرع أنواع التمارين الرياضية انتشارا في العالم
وهي عبارة عن مجموعة من الرقصات لكل رقصة تصميم معين على إيقاع الألحان اللاتينية وبإمكان الزومبا حرق ما بين 500 إلى 800 سعرة حرارية في الساعة ، بإلإضافة إلى أنها تقضي على الاكتئاب.
ولا يكاد يخلو حي من أحياء دمشق من وجود أحد الأندية الرياضية التي منها مايكون للشبان فقط ومنها للسيدات ومنها ما يجمع الجنسين ، وتحولت مؤخرا ، في معظمها ، لتدريس الزومبا .
وتحدثت مدربة الرقص الرياضي في دمشق، هالة بركات لتلفزيون الخبر عن أنواع الرقص قائلة: “هناك العديد من أنواع الرقص المنتشرة حول العالم، ولكل منها خصوصية معينة وحركات مميزة”.
وأضافت المدربة: “هناك رقصة الهيب-هوب، أو كما يطلق عليه اسم رقص الشوارع، والذي تم ابتكاره في العام 1970م، حيث تتميز حركات هذا النوع من الرقص بأنها قريبة على الأرض، وهناك موسيقى الهيب-هوب الخاصة التي يتم الرقص على أنغامها”.
وأكدت المدربة أن أكثر أنواع الرياضات الراقصة التي تلقى رواجاً هي رقصة “الزومبا” والتي عرفتها بأنها رقص عالمي، قادر على حرق كميات كبيرة من السعرات الحراريّة والدهون، وفيه من الحيوية والترفيه الكثير.
وتابعت: “تعتمد رقصة الزومبا على دمج عدّة أنواع من الرقص اللاتيني، كالسامبا، والسالسا، والكومبيا، والبيلي دانس، والريجاتون، وأدائه على شكل تمارين رياضيّة مع موسيقى لاتينيّة، وقد انتشرت هذه الرياضة بسرعة كبيرة في كل نوادي العالم الرياضيّة، التي تتفرع لكل الفئات العمرية كلٍ بما يناسبها”.
وأشارت المدربة إلى فوائد تلك الرقصة ( الزومبا) متمثلة بالإحساس بالمتعة والسعادة، والترويح عن النفس، وتقليل حدّة موجات الغضب والاكتئاب من خلال أداء تمارين رياضيةٍ بأسلوبٍ راقصٍ في ظل وجود موسيقى مفعمة بالحيوية والنشاط.
وبدأ رقص “الزومبا” مؤخرا يلقى رواجاً في حلب، حيث قال مدرب الرقص حكمت سنجان في حلب، لتلفزيون الخبر: “يقبل الشبان والشابات على “اللاتين دانس” كالسالسا، تشاتشا،و التانغو”.
وأردف: ” لكن تبقى رقصة “الزومبا” هي الأهم بالنسبة للكثيرين، حيث نتبع نظام جديد لرقصة “الزومبا” ندمج فيه الرقص المغربي و الخليجي و الشرقي، من خلال الاغاني الراقصة”.
وتقول الشابة الدمشقية ياسمين لتلفزيون الخبر “الرقص اللاتيني بأنواعه ممتع جداً، فبعيداً عن فوائده في حرق الدهون، هو يحرق الكثير من شحنات الغضب السلبية التي أشعر بها، وأكدت أنها وصديقاتها لا ينقطعن عن النادي الرياضي الذي يرتادوه دوماً”.
وربما تشكل تلك الفسحات التي يقبل عليها الشباب السوري على هامش حياته التي يعيشها مؤخراً والتي تعجّ بأحداث الحرب ومصطلحاتها،متنفساً لهم بأخذهم إلى عالم آخر، ينسجه الخيال،وقد يكون ذاك الخيال ضيقاً يحلم بالوصول الى قوام رشيق، أو يتسع أكثر ليتجاوز ذلك حالماً ببلدٍ آمنٍ يسوده السلام.
روان السيد – تلفزيون الخبر