العناوين الرئيسيةمجتمع

“يوسف الشامي”.. أقدم صيادلة حمص وعميد هذه المهنة

في المكان نفسه وسط شارع الحميدية قرب الساعة القديمة، و لأكثر من ثمانين عاما ً، استلم الدكتور يوسف الشامي راية (صيدلية الصحة) في مدينة حمص، والتي تعتبر إحدى أقدم وأشهر صيدليات المدينة على الإطلاق.

dav

مع أدوات طبية تشير إلى مراحل تطور مهنة الصيدلة، ترى في صيدلية الصحة الميزان القديم البدائي والإلكتروني الدقيق في الوقت نفسه، ليحكي بعدها الدكتور “يوسف الشامي” لتلفزيون الخبر عن تاريخ هذه الصيدلية.

dav

“تأسست في عهد الانتداب الفرنسي”، يقول الدكتور يوسف، وتحديداً في العام 1943 على يد الدكتور “جمال السطلي”، وتعتبر أقدم صيدلية في حمص مستمرة في العمل منذ تاريخ إنشائها، فقد كان هنالك عدد من الصيدليات أقدم منها، لكنها لم تستمر في العمل واضطرت للإغلاق لأسباب متعددة.

dav

وأضاف الدكتور “الشامي” لتلفزيون الخبر: “تعتبر صيدلية الصحة من حيث الطراز نموذجاً للشكل الأول للصيدليات في سوريا، وتعاقب عليها ثلاثة من الصيادلة أولهم الدكتور “جمال السطلي”، ثم الأستاذ الدكتور “واصل الفيصل”، وأخيراً اشتريتها منه في عام 1971”.

dav

ويعرج الدكتور يوسف إلى تاريخ مزاولته لمهنة الصيدلة، قائلاً: “تخرجت من كلية الصيدلة عام 1965، وفتحت أول صيدلية في منطقة عين العجوز بريف حمص الغربي، وكانت حينها أول صيدلية في المنطقة”.

dav

ويكمل الدكتور “الشامي” لتلفزيون الخبر: “بقيت في صيدلية عين العجوز حتى عام 1970، واشتريت صيدلية الصحة وبقيت فيها حتى هذا التاريخ، وهي أكبر صيدلية في حمص بمساحة تقارب 80 متر ومؤلفة من طابقين”.

وعن مراحل تطورها، أشار الدكتور يوسف إلى أنها: “مرت بعدة مراحل خلال سنواتها، فقد كانت صيدلية بدائية في مطلع أربعينيات القرن الماضي، وتطورت مع الوقت إلى شكلها الحالي الحديث”.

 

“لعبت فيها هذه الصيدلية دوراً مهماً في فترات معينة”، يؤكد الدكتور يوسف، مضيفاً أنها: “حدت من انتشار بعض الأمراض في حمص كمرضي السل والتيفوئيد، كما لعبت دوراً هاماً بتزويد الجيش العربي السوري بمختلف الأدوية بشكل مجاني وطوعي خلال حرب تشرين”.

 

ويعود الدكتور “الشامي” في ذاكرته إلى مرحلة قديمة، عندما كان علم الصيدلة في حمص متواضعاً في بدايات القرن العشرين، ولم يتجاوز تعداد الصيدليات في حمص حينها ست صيدليات، وكانت تركب الأدوية يدوياً بواسطة أساليب وأدوات ومواد كيميائية وصيدلانية قديمة، وهذا واضح من خلال الأدوات المخبرية الموجودة في مخبر الصيدلية حالياً”.

 

وتابع الدكتور الشامي لتلفزيون الخبر: “تتألف الصيدلية من عدة أقسام، أقدمها المخبر الذي كان يستخدم قديماً لتركيب الأدوية، وتوجد فيه إلى الآن الأدوات القديمة وقوارير الدواء القديمة، ونحن الآن نحاول أن نحافظ على هذا التراث الذي يربط حاضر الصيدلية بماضيها العريق”.

 

وأردف الدكتور يوسف لتلفزيون الخبر: “قمت بوضع قانون تقاعد الصيادلة في سوريا عام 1975 بعد أن كلفت بذلك، وهو القانون الذي لا يزال سارياً حتى يومنا هذا”.

 

وعن واقع الصيدلة عموماً، بين الدكتور يوسف إلى: “وجود بعض الصعوبات والأزمات أحيانا ً نتيجة الحصار المفروض علينا، إلا أن الدواء في سوريا يعتبر الأرخص عالمياً، لكن المشكلة أن الوضع المعيشي والدخل ضعيف”.

 

“أملك إقامة فرنسية دائمة لكنني لا أترك سوريا”، يؤكد الدكتور “الشامي”، ويتابع: “أملك كافة مستلزمات السفر لكنني لا أتخلى عن بلادي بأي ثمن، لأن سعادتي في وطني فقط”.

 

ويوجه الدكتور يوسف الشامي رسالته بأن: “سوريا مستهدفة بشكل كبير، وعلينا أن نحافظ على بلادنا بأغلى ما نملك، لأن كرامة الانسان تبقى في وطنه”.

 

“محبة الناس ثروتنا الحقيقة”، يتابع الدكتور يوسف، مضيفاً: ” كل شي إلى زوال ما عدا السمعة الطيبة في العمل، ومستمر بالعمل طالما أنني قادر على العطاء لأن صيدليتي هي حياتي التي تمكنني من خدمة المرضى بكل أمانة”.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى