أقامت الجمهورية الفلسطينية قبل 45 عاماً.. في ذكرى عملية الشهيدة دلال المغربي
“وصيتي لكم جميعا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني”.
بهذه الكلمات أوصت الشهيدة دلال المغربي الملقبة ب”عروس يافا” رفاقها في المقاومة قبيل استشهادها 1978، وتابعت في وصيتها “استقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة لكل الفصائل أقولها لإخواني جميعا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه”.
ولدت دلال في عام 1958 في أحد مخيمات بيروت لأسرة فلسطينية من يافا، لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948، والتحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية وهي على مقاعد الدراسة، وشاركت عام 1973 في الدفاع عن الثورة الفلسطينية في بيروت.
وخضعت دلال لعدة دورات عسكرية، وتدربت على مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، كما تطوعت بصفة ممرضة، وفي سن العشرين اختيرت لتقود عملية فدائية للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين.
وعُرفت العملية باسم “كمال عدوان” حيث كانت رئيسة لفرقة “دير ياسين” المكونة من 12 فدائياً للقيام بالعملية التي تقضي بالسيطرة على حافلة عسكرية صهيونية ومهاجمة مبنى “الكنيست”.
وتسللت الشهيدة برفقة فرقتها يوم 11 آذار 1978 من الأراضي اللبنانية، ونزلت المجموعة من الباخرة التي مرت أمام الساحل الفلسطيني بعد أن قذفت قاربين مطاطين ليوصلاها إلى الشاطئ.
ونزل الفدائيون إلى الشارع العام واستولوا على عدد من السيارات كان آخرها سيارة ركاب كبيرة اتجهوا بها مع رهائن كثر نحو “تل أبيب”.
وخاطبت دلال الرهائن “نحن لا نريد قتلكم، نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر”، ثم أخرجت من حقيبتها علم فلسطين وعلقته داخل الحافلة وهي تردد “بلادي بلادي لك حبي وفؤادي فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود”.
وبعد أن أصبحت دلال وفرقتها على مشارف “تل أبيب” كلف الكيان فرقة خاصة من الجيش يقودها “باراك” بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين.
وقامت وحدات كبيرة من الدبابات والطائرات المروحية بملاحقة الحافلة إلى أن تم توقيفها وتعطيلها قرب مستعمرة “هرتسليا”، واشتبكت الفرقة مع قوات العدو فاست شهدت دلال مع زملائها وأسر واحد بعد أن جرح، وسقط من العدو عشرات القتلى والجرحى واحترقت سيارة الركاب بمن فيها.
وأقبل “باراك” على الأسير الجريح يسأله عن قائد المجموعة فأشار بيده إلى دلال، وهي متخضبة بدمائها فلم يصدق، وأعاد سؤاله على الأسير الجريح مهدداً ومتوعداً فكرر الأسير جوابه، فاقبل عليها “باراك” بحقده يشدها من شعرها ويركلها بقدمه.
واعترف رئيس وزراء العدو وقتها “مناحيم بيغنفي” في اليوم الثاني للعملية بمقتل 37 من المستوطنين، وأكثر من 80 جريحاً، لكنه لم يفصح عن عدد القتلى في صفوف الجيش.
وكتب الشاعر الكبير نزار قباني حول استشهادها “إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة على طريق طوله 95 كيلومتراً في الخط الرئيسي في فلسطين”.
يذكر أن الاحتلال تهرب من تسليم جثمان الشهيدة دلال خلال عملية “الرضوان” التي قامت بها المقاومة اللبنانية عام 2008، بحجة اختفاء الجثمان جراء سحب التيارات الأرضية له من مقبرة الأرقام، وتقدم رئيس وزراء العدو “نتنياهو” في آذار 2016 إلى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية لاحتفائها بذكرى استشهادها.
تلفزيون الخبر