حيوانات “منقرضة” تعود في منطقة “تشرنوبل”
اكتشف علماء من المملكة المتحدة أثناء عملهم بمشروع دراسة كيفية تعافي كوكب الأرض بعد حادثة انفجار مفاعل “تشرنوبل” النووي في أوكرانيا، أن “الحيوانات البرية بدأت بالتكاثر في منطقة الحظر، بل ظهرت العديد من الأنواع التي كانت تعتبر منقرضة في المنطقة منذ أكثر من قرن”.
وأوضحت الدراسة الهادفة لمعرفة الوقت التي تستغرقه الطبيعة للعودة إلى المسار الصحيح للتنمية، والتي قام بها العلماء في “المنطقة المحظورة” بتشرنوبل التي تعرضت لحادثة انفجار منشأت نووية، أن “الإنسان يدمر العالم أكثر من الانفجار النووي، و”الإشعاع النووي يؤثر على الطبيعة أفضل بكثير من ما يؤثر الناس عليها”.
وقال العلماء، بحسب وكالة “سبوتنيك”، أنه “تم وضع 45 كاميرا لمراقبة المكان، ووجدت حيوانات مثل الخنازير البرية والذئاب والغزلان والثعالب تقطن في غابات تشرنوبل، وتعيش في المنطقة بأمان”.
وكانت حادثة انفجار المفاعل النووي في تشرنوبل حصلت يوم السبت 26 نيسان من عام 1986، أثناء إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة، حيث وقع انفجار نتيجته أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الغرافيت، والتي بدل أن تقوم بتبريد المفاعل زادته لوهلة قبل أن تشرع في الانخفاض.
وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار، أدى هذا العامل إلى إعوجاج أعمدة الغرافيت فلم يعد بالإمكان إسقاطها في قلب المفاعل، فارتفعت الحرارة بشكل كبير واشتعلت بعض الغازات المتسربة، لتنفجر بعدها المنشآت.
والاعتقاد السائد في المنطقة كان بأنه “لن تنمو هناك النباتات أوتعيش الحيوانات لقرون، ولكن نتيجة الدراسات الأخيرة أظهرت عكس ذلك بل أكثر.
وأظهرت الدراسات أنه “ليس فقط النباتات عادت للنمو جيداً، بل ظهرت كذلك حيوانات، بالإضافة للأصناف المذكورة سابقاً، لم تر من قبل في المنطقة وتعتبر منقرضة منذ مدة طويلة، كالوشق الأوروبي، والدب البني، والبيسون وحتى حصان برزوالسكي”.
ومن الجدير بالذكر أن انفجار المفاعل أدى لمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حول العدد الحقيقي لضحايا الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة العدد بـ “4000 شخص”، في حين قالت السلطات الأوكرانية أن العدد “8000 شخص”، بالإضافة إلى “تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا بالإشعاعات”.