“فيونكه” عندما تتحوّل الموهبة إلى مشروع لكسب العيش
“بعض الأحيان قد تتحوّل الهوايات إلى مشاريع لكسب الرزق”، تقول باسلة حتري (29 عاماً)، لتلفزيون الخبر، وهي التي طوّرت موهبتها في صناعة الإكسسوارات اليدوية والكروشيه بساعات من التجارب ولحظات من المتعة لتعبئة وقت الفراغ، بدلاً من المنافسة على فرص شبه غائبة للحصول على وظيفة، وخصصت زاوية في منزلها في قرية “تعنيتا” بريف بانياس لتأسيس مشروعها الخاص.
وقالت “حتري” في حديثها لتلفزيون الخبر: “بدأت التفكير جديّاً بتأسيس مشروعي الصغير انطلاقاً من حبّي الكبير للرسم ولكل عمل فنّي يدوي منذ طفولتي، وحلم بأن يكون لدي زاوية فيها مرسم، ريشة، وألوان، علماً أنني عشت في واقع يتعامل مع الرسم والفن على أنه مجرّد حصة فراغ في صفوف المدرسة”.
وأضافت “حتري”، إنه: “خلال مرحلة اختيار الاختصاص الجامعي كان طموحي دراسة كلية الفنون الجميلة، وكنت واثقة من خياري، وأنه طريق صحيح لتحقيق هدفي، لكن للأسف لم ألقَ تشجيع من المحيط، وكنت أضعف من أن أتحمّل تبعات خيار بمفردي، ولجأت لدراسة كلية الاقتصاد كبديل وحصلت على الإجازة الجامعية”.
وتابعت صاحبة مشروع “فيونكه”: “بعد التخرّج حاولت تأسيس مشروع صغير خاص ويشبهني، خاصةً مع قلّة فرص العمل للجامعيين، تشجّعت وبدأت مشروعي (فيونكه) قبل نحو سنتين من خلال لوازم مبدئيّة، وكان اختيار الاسم ويعني (بابيون) وهي جزء أساسي من منتجات المشروع، التي تشمل تصميم مختلف الإكسسوارات، كروشيه، وغير ذلك”.
وحول الصعوبات، أجابت “حتري”: “بالبداية ما كان عندي الخبرة والمعرفة بمعطيات وأسعار السوق، أو المحلات الأفضل اللي لازم أتعامل معها، وتتناسب مع رأس المال البسيط المُتاح، وهالموضوع أخد معي شويّة وقت”.
وأردفت “حتري”: “ونظراً لصعوبة استئجار محل، وخاصةً أنّي من سكان الريف وبعيدة عن مركز المدينة، لجأت للتسويق أونلاين من خلال صفحة فيسبوك خاصة بالمشروع، أقوم بنشر صور الأعمال اليدوية المنجزة عليها، وحاولت طوّر من حالي، وكان التشجيع كبير من زوجي، عائلتي، والمقرّبين”.
وذكرت “حتري”: “كثيرة هي المرات اللي يئست فيها وقررت وقّف نظراً لضعف الإقبال والطلب بالبداية، إضافةً لزيادة التكلفة باستمرار وصعوبة تأمين اللوازم والتسويق الكافي، إلّا أنه قررت أتحدّى كل هالصعوبات، وخاصةً أن المعارف والمقرّبين كانوا داعمين إلى حد كبير، وبدأوا باستهلاك المنتجات”.
وأوضحت “حتري”، أنه: “من الصعوبات التي واجهتها بالرغم من حب الناس للأعمال اليدوية، أن معظمهم يلجأ للقطع الجاهزة، كونها أقل ثمناً”، مشيرةً إلى أن الفروقات حقيقةً ليست بالكبيرة، خاصةً بالمقارنة مع جودة وإتقان الأعمال اليدوية وخصوصيتها، إلّا انه لا شك أن كثر لا يزالون يقدّرون هذه الأعمال.
وعن آليّة التسعير، قالت “حتري”: “السعر عم يكون بطريقة كتير مدروسة، من خلال حساب التكاليف بدقة مع ربح بسيط جداً بحيث أقدر حافظ على رأس المال الضعيف أساساً.. وهون وظّفت اختصاصي الأكاديمي (الاقتصاد) بمشروعي الصغير”.
وحول القادم وما تطمح إليه، بيّنت “حتري”، أنه: “لدي اهتمام وحب كبير للخياطة، تجميل الشعر والأظافر، والتاتو، حالياً عم أتعامل مع هالقصص كهواية فقط وعم طوّر حالي، وبطمح أقدر حقق حلمي بيوم وتتحوّل لمشروع لمّا تتوفّر الإمكانيات والظروف المناسبة”.
وختمت “حتري” حديثها بالقول: “أنصح وأوكّد على كل شخص لديه اهتمام أو موهبة ما، يحاول يطوّرها ويحقق رغبته وشغفه بدون ما يتأثّر بكلام الناس والمحيط، كما أتمنى أن يحظَ أصحاب المشاريع الصغيرة بالاهتمام والدعم المادي بدون شروط صعبة أو معقدة”.
يُذكر أنه في ظل الظروف المعيشية التي تعصف بالسوريين وقلّة فرص العمل وضعف الرواتب والأجور، لجأ كثير من الشباب لتأسيس مشاريعهم الصغيرة الخاصة أو متناهية الصغر لتأمين مصادر دخل إضافية تساعدهم على مواجهة الحياة الصعبة، حيث لاقى بعضها نجاحاً وإقبالاً كما تطوّر العديد منها، لتصبح مصدر عيش للعديد من العائلات.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر