شاي السماور وقهوة الرمل ووصفات الطب البديل في محل أحمد الدندشي بحمص
على أنغام عصفوري كنار، قرب السوق المسقوف بحمص، افتتح طبيب الأعشاب وخبير الطب البديل أحمد الدندشي محله الصغير، ليجمع بين مهنتين تشتركان بالإبتعاد قليلاً عن التكنلوجيا.
بأجواءٍ عربية الطابع، من السجاد والكراسي الصغيرة المربعة، مزينةً بالعديد من الشرقيات والأدوات التراثية القديمة، كالدلات والفناجين ومكاوي الفحم، تحدث أحمد لتلفزيون الخبر عن هذا المحل وهدفه من وراء افتتاحه.
وبينما تنتشر رائحة الهال في أرجاء المكان، يصبّ أحمد لزبائنه من المارة قرب السوق المسقوف بضعة فناجين من القهوة المصنوعة على الرمل، او كوب شاي مصنوع على السماور.
يقول أحمد لتلفزيون الخبر “عملي الأساسي هو الطب البديل حيث امتلكت خبرة تعود لأكثر من عشرين عاماً، درست فيها بالعراق ورومانيا، وافتتحت مركزاً خاصاً في منطقة مشتى الحلو منذ فترة طويلة”.
“كل شي إلا السكري والصلع مالو دوا”، يقول أحمد، ويعدد أصناف الدواء التي يقوم بتحضيرها وأنواع الأمراض التي يعالجها عبر تحضير وصفات الطب البديل التي خَبرها خلال سنوات مضت.
ويكمل أحمد لتلفزيون الخبر “أحضر وصفات للصدفية والجلطات الدماغية والقلب والكولسترول والشحوم وكل الأمراض تقريبا ً، كما قمت بتحضير زيت حبة السودة إضافة لأوميغا 3 النباتي المستخرج من بذرة الكتان”.
وعلى رف علوي، خصص أحمد إحدى مساحات المحل لوضع مختلف الأعشاب الطبيعية المفيدة للصحة كما قال، من الميرمية واليانسون والزعتر والزهورات وغيرها، حيث يقدمها للزبائن الراغبين بالبقاء على المشروبات الطبيعية حد قوله.
يحرك الرمل الساخن لتتوضع دلة القهوة في المنتصف، ويتحدث أحمد لتلفزيون الخبر عن هذه الطريقة المتبعة في التحضير، قائلاً “أمزج الرمل مع الملح كونه يساعد على حفظ الحرارة بعد إشعال نار خفيفة أسفل المزيج”.
وعن فضول آخر حول أداة تشبه السفرطاس الذي اشتهر في مسلسلات البيئة الشامية، يبتسم احمد ويقول “يدعى السماور وهو عبارة عن وعاء مخصص للشاي يتألف من عدة طبقات يوضع في إحداها ماء وفي الأخرى فحم والأخيرة شاي الخمير مع حنفية صغيرة لصب الشاي منها”.
وعن أسعاره قال أحمد “ألف ليرة للفنجان الواحد، قد لا تكون مرتفعة السعر كثيراً إلا أن الحركة ضعيفة بشكل عام، وفيما يخص وصفات الطب البديل، أقوم بتحضيرها في المنزل حسب الطلب، ولهذا السبب قررت تسمية المحل بمقهى الصحة والعافية”.
“إلا السكر”، يوجه أحمد نصيحته للناس بالإبتعاد عن السكر قدر المستطاع، مضيفاً “جئت بعلبة (سكّرين) لتخفيف ضرر السكر على زبائيني إلا أنهم يفضلون السكر دائماً للأسف، كما أقوم عبر صفحتي على فيسبوك بنشر نصائح طبية يومية لنشر المعرفة كون الصحة أغلى ما يملك الإنسان”.
ومع استمرار الفضول حول السماور، أظهرت نتائج البحث على “ويكيبيديا” أن روسيا تعتبر أول من استخدم السماور عام 1717 واقتصر استخدامه على العائلة القيصرية والنبلاء، وبدأ السماور بالانتشار بين عامة الروس بعد إنتاجه من قبل الأخوين إيفان ونزار فايدروفج.
ودخل السماور إلى البلدان العربية عن طريق العراقيين الذين عرفوه من الأتراك، ويرتبط حتى يومنا هذا يرتبط بأهل بغداد حيث يرتاد العراقيون المقاهي لشرب الشاي أو الأستكان بلهجة أهل العراق، كما يستخدم السماور حالياً على نطاق ضيق في شرق سوريا وفي بلدان الخليج العربي.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص