العناوين الرئيسيةثقافة وفن

ستة أعوام على رحيل فنان الشعب رفيق سبيعي

“صارو ست سنين يا زعيم..و لسه الضهر مكسور” بهذه الكلمات أحيى المخرج والممثل السوري سيف سبيعي ذكرى وفاة والده الممثل والمونولوجست السوري رفيق سبيعي.

البدايات كمغني بين الجيران

وكانت بدايات فنان الشعب “رفيق سبيعي”، في عمر الثماني سنوات، عندما كانت تستدعيه والدته ليغني لنساء الجيران، حين يجتمعن في حوش الدار مستمتعين بجمال صوته، في أعراس حي البزورية الذي ولد وتربى به، حيث كان يغني لكارم محمود وعبد العزيز محمود وعبد الغني السيد، منولوجات شكوكو واسماعيل ياسين.

 

واصطدم بعد ذلك بالمنظومة الفكرية التقليدية السائدة اّنذاك التي تنبذ الفنان وتعتبر الغناء شيئاً معيبا، فكان جزاؤه الطرد خارج المنزل والاختباء داخل الخان أو النوم عند الفران.

 

البداية الفنية من مسارح دمشق

بدأ مسيرته الفنية في أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنيّة عدة كفرقة علي العريس، سعد الدين بقدونس، عبد اللطيف فتحي، البيروتي، ومحمد علي عبدو، ومن المسرح الحر، بدأ بتقديم مسرحيات يتخللها أُغنيات خاصة به مثل بالمقلوب، طاسة الرعبة، مرتي قمر صناعي، وصابر افندي.

 

و أسهم “الراحل” في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946)، حيث شارك في نوادي الكشافة وتمكن خلال هذه الفترة من إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل.

 

بصمته في اذاعة دمشق

 

انتقل صاحب أغنية “شرم برم كعب الفنجان” إلى العمل في الإذاعة السورية عام 1954 وتم اعتماده مخرجاً في الإذاعة عام 1960 بعد أن أنهى دورة مخرج إذاعي في معهد التدريب الاذاعي في القاهرة، ودورة ثانية في معهد التدريب الإذاعي في دمشق.

 

وكان أول من قدّم في الإذاعة كتاب “حوادث دمشق اليومية”للبديري الحلاق، والذي يتطرق في كتابه لأواخر الفترة العثمانية مما عاد بالفائدة على العديد من المؤلفين من خلال مسلسلات البيئة الشامية التي قدموها في السنوات الأخيرة.

 

وتابع دوره في التقديم الإذاعي، وأطل على مستمعيه عبر إذاعة دمشق لمدة 12 سنة في برنامجه الأسبوعي الفني حكواتي الفن والذي هو من إعداده وإخراجه أيضاً، فكل حلقة تتحدث عن مطرب عربي من نجوم طرب الزمن الجميل، هدف من خلاله اطلاع الجيل الجديد على منجزات وإبداعات أساطين الغناء من سوريا والبلاد العربية بالإضافة لجوانب كثيرة من حياتهم الشخصية.

 

بداية الظهور التلفزيوني وحكاية أبو صياح

 

وكانت بداية ظهوره في التلفزيون في مسلسل مطعم السعادة (1960) مع عدة فنانين منهم دريد لحام ونهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها، حيث شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية.

 

اشتهر الراحل بدور “أبو صيّاح”، كما يروي في إحدى مقابلاته: “أوّل مرّة قدمتها عن طريق المصادفة، حين أراد الفنّان أنور المرابط أن يتغيبّ عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتّال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي وكنت أعمل وقتها ملقماً في مسرحه، لم أنم ليلتها من الفرحة، واعتبرت هذا الدور نوعاً من الامتحان يمهد لي الطريق كممثل”.

 

وأكمل الراحل روايته “استعرت الشروال وباقي الاكسسوارات، ففوجئ بي فتحي عندما رآني على المسرح، وجسّدت الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة، وحضر المسرحية صباح قباني أول مدير للتلفزيون، والذي عرفه على نهاد قلعي ودريد لحام لتبدأ رحلة أبو صياح مع غوار الطوشي وحسني بروظان”

 

رفيق سبيعي المونولوجست والمطرب

 

وأبدع الراحل بفن المونولوج الناقد ومن أعماله “يا ولد لفلك شال”، “تمام تمام هدا الكلام”، “شروال أبو صياح”، “لا تدور ع المال”، “حبوباتي التلموذات”، “شيش بيش”، و”غوول غوول”.

 

أدى خلال مسيرته أغنياتٍ أُعدت خصيصاً لأفلام السينما كـ “زحليقة وتلج”، “ليش هيك صار معنا”، و”الاوتو ستوب”، كما كتب أغنية “ابن العم” التي غنتها المغنية شريفة فاضل، وفي منتصف سنة 2016 أطلق أغنية جديدة بعنوان “لا تزعلي يا شام” من كلمات وألحان سهيل عرفة، متمنياً فيها انتهاء الأزمة بأسرع وقت، والسلام لسورية.

 

للسينما حصة من حياة فنان الشعب

 

وقدم فنان الشعب للسينما ما يعادل (55 فيلماً) بين الكوميدي والتراجيدي، توزعت مع أفلام القطاع الخاص ذات النمط التجاري وأفلام المؤسسة العامة للسينما في سوريا، ومنها: عملية الساعة السادسة (1966)،سفر برلك، مع الرحابنة والسيدة فيروز (1966)، غرام في إسطنبول (1967)،صندوق الدنيا (2002)، عشاق (2009)،الليل الطويل، إخراج حاتم علي (2009)،سوريّون. أهل الشمس، إخراج باسل الخطيب (2016).

 

أعماله في الدراما السورية

 

وأدى عبر مسيرته الطويلة الكثير من الشخصيات وبأنماط متعددة في العديد من المسلسلات الدرامية السورية والتي تنوعت بين الشامي والاجتماعي والكوميدي مثل “ليالي الصالحية”، “آخر أيام التوت”، “الخشخاش”، “حمام الهنا”،

وغيرها الكثير.

 

الأوسمة والتقديرات

 

مُنح العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، وكان أول وسام ناله في حياته “نوط الفداء”، الذي منحته إياه منظمة التحرير الفلسطينية في عام تأسيسها 1964، ومنحه الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2008، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.

 

كما منحه الحزب السوري القومي الاجتماعي وسام الصداقة في شهر أيلول من عام 2014 سلمه إياه “علي قانصوه” رئيس المكتب السياسي المركزي في الحزب نيابة عن رئيس الحزب “أسعد حردان”.

 

وفاته وجنازته

توفي في منزله بدمشق في يوم 5 كانون الثاني 2017 عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد مسيرة فنيّة طويلة كان خلالها أحد أعمدة الدراما السورية، في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما وقد دفن في مقبرة باب الصغير بعد تشييعه في جنازة شعبية حاشدة في دمشق حضرها وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ووزير الإعلام وقتها محمد رامز ترجمان وشخصيات رسمية وإعلامية وفنية.

 

يشار إلى أن للفنان رفيق السبيعي ثلاثة أبناء ذكور هم الممثل الراحل عامر السبيعي الممثل والمخرج سيف الدين السبيعي والمخرج السينمائي بشار السبيعي، وابنتان هما هبة وصبا ولهن تجارب محدودة في التمثيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى