كيف يرى السوريون العمل بالتوقيت الصيفي في ظل تأخر شروق الشمس وأزمة المحروقات
لزياد الرحباني مقطع إذاعي ينتقد خلاله تقديم وتأخير الساعة كون الأمر لا يُغير شيء في حياة شعوب منطقتنا، لكن وعلى عكس “الرحباني” الأمر بغاية الأهمية أصبح لدى السوريين، خصوصاً بعد القرار الرسمي الصادر بتوحيد التوقيت صيفاً وشتاء.
وأقر مجلس الوزراء في 4 تشرين الأول 2022 إلغاء العمل بالتوقيت الشتوي، والبقاء على التوقيت الصيفي، واعتماده على مدار العام.
ولاقى هذا القرار انتقاداً كبيراً من قبل السوريين، ولاسيما أهالي الطلاب في مراحل الروضة والتعليم الأساسي في المدن والأكثر القاطنين في الأرياف.
وقالت وزارة التربية في بيانٍ لها آنذاك أنه “سيُعتمد بدء الدوام في جميع المدارس ورياض الأطفال العامة والخاصة وذات الدوام الكامل والدوام النصفي، اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً ويبقى توزيع ساعات الدوام خلال اليوم وفق ما هو معتمد سابقاً”.
ونوهت الوزارة إلى أن “الدراسة الفنية أظهرت أن الدوام خلال كامل العام الدراسي وفق التقويم الجديد، يبدأ بعد شروق الشمس وينتهي لجميع طلاب المدارس قبل ساعة على الأقل من غروب الشمس”.
وتحدثت أم زكريا من دمشق (ربة منزل وأم لطفلين) لتلفزيون الخبر “الشمس لا تشرق فعلياً إلا بعد 7 صباحاً، ونحن نسكن في جبل قاسيون، وهذه المنطقة مليئة بالمقابر وعلى الطفل يومياً الخروج في العتم للذهاب إلى مدرسته وقبل ذلك عليه تخطي الكلاب الشاردة بجانب المقابر وكل ذلك في العتم”.
وتابعت “صحيح الدوام يبدأ عند الثامنة وتكون الشمس أصبحت واضحة وهو ما استندت عليه الوزارة، لكن قبل ذلك التوقيت الذي يحتاجه الطالب للخروج من بيته للمدرسة يكون كله تحت جناح الظلمة، ولا يمكن إيجاد وسائل نقل بسهولة”.
وتحدثت سلوى (موظفة وأم لطفلة بالمرحلة الإبتدائية) “نحن من سكان قدسيا ومدرسة طفلتي في دمشق، وعملي أيضاً، وعلينا الخروج باكراً لانتظار السرفيس كون الأمر يحتاج انتظاراً طويلاً في ظل أزمة المحروقات الحالية، وإذا كان الدوام يبدأ في تمام الثامنة فعلينا الخروج من المنزل عند السادسة صباحاً”.
وأكملت “وفي المحصلة سنخرج من المنزل والشمس لن تشرق لبعد ساعة ونصف، وننتظر في العتمة، السؤال هل خطر في بال المعنيين عند إصدار هذا القرار هذه التفاصيل؟ هل خطر لهم كيف سيتمكن الأطفال أو النساء في الأرياف من الخروج من منازلهم لأعمالهم ومدارسهم بالمدن ولا يوجد وسائل نقل؟”.
واستهل عباس (جامعي) من جرمانا بريف دمشق في حديثه مع تلفزيون الخبر، تفاصيل الأمن والأمان التي لم يفكر فيها المعنيون عند إصدارهم القرار بحسب قوله “نعيش اليوم في وضع اقتصادي سيء جداً هل فكر مُصدر القرار في إمكانية تعرض الأطفال للخطف مثلاً، خصوصاً وأن الظلام يكون مسيطر عند خروجهم للمدارس”.
وأضاف “الوزارة في بيانها تحدثت عن شروق الشمس مع بداية الدوام المدرسي لكنها لم تتحدث عن شروقها ساعة خروج الطلاب من منازلهم، وإن لم تحدث أي مشكلة حالياً هل يجب أن تقع حادثة خطف في هذا التوقيت لنقول أن القرار هو السبب؟ لماذا لا نستبق الحدث ونجري بعض التغييرات على القرار ليتلائم مع توقيت شروق الشمس؟ والأهم مع أزمة المواصلات الحالية”.
وحاول فريق تلفزيون الخبر التواصل مع المكاتب الصحفية لرئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التربية لإيصال تساؤلات المواطنين والوقوف على إمكانية تعديل القرار ليتناسب مع الظروف الحالية لكن دون أي جواب.
وعليه نضع بعض الأسئلة في رسم المعنيين:
ما هي “دية” خروج المسؤول واعترافه أن القرار الصادر يشوبه الخطأ أو بعض الخطأ ويجب تعديله أو أن أموراً طارئة حدثت مثل (أزمة المحروقات) استدعت تغييراً كُلياً أو جزئياً في بعض القرارات لتتناسب مع ما يواجهه المواطن من معاناة؟
حينما أصدرت الحكومة قرارها هل درسوا حقيقةً موعد شروق الشمس في الشتاء، أم أن الدراسة كانت فقط على موعد بداية الدوام المدرسي والوظيفي دون الانتباه للتوقيت اللازم للوصول للمدارس والوظائف خصوصاً من الريف للمدينة؟
لماذا دوماً ننتظر وقوع الكارثة حتى نتحرك للتصحيح، لماذا لا يتم تعديل القرارات التي لن يؤثر تعديلها على هيبة الحكومة وصوابية رؤيتها لمستقبل البلاد، بل أن تعديلها سيريح المواطنين أكثر؟
يذكر أن أزمة محروقات حادة تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين جعلت فرصة إيجاد وسيلة تنقل صعبة جداً، وتحتاج انتظاراً طويلاً خصوصاً في ساعات الذروة أثناء الذهاب للدوام والعودة منه.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر