تفجيرات دمشق .. كل التنظيمات المتشددة تتنصل
تنصلت كل التنظيمات المتشددة المقاتلة في سوريا من تفجيرات دمشق الأخيرة، وحتى اللحظة لم يتبن أي تنظيم منها العملية، بل سارعت هذه التنظيمات إلى إدانتها، في ظاهرة غريبة.
وكان أول المتنصلين من العملية “هيئة تحرير الشام”، التي تشكل “جبهة النصرة” عمودها الفقري، حيث أصدرت بياناً بعد ساعات من التقجيرات أعلنت عدم مسؤوليتها عنها.
وجاء في البيان المقتضب لـ”هيئة تحرير الشام” الذي تناقلته مواقع “معارضة”، أن “الهيئة تنفي صلتها بتفجيرات دمشق، وتؤكد بأن أهدافها منحصرة في الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية للنظام المجرم وحلفائه”، حسب زعمها.
ومن جهتها، “حركة أحرار الشام الاسلامية”، المحسوبة على تركيا، كانت أكثر تشدداً في تنصلها، حيث أدانت التفجيرات، كما أدانها تنظيم “جيش الاسلام”، المحسوب على السعودية، ولم ينس التنظيمان المتشددان، كعادتهما، اتهام الدولة السورية بالمسؤولية عن التفجيرات.
واللافت أنه حتى تنظيم “داعش” لم يصدر أي بيان حتى اللحظة، كما لم يتبن أي تنظيم محسوب عليه التفجيرات التي ضربت دمشق، فيما تناقلت وسائل اعلامية مقرية منه عدم مسؤوليته عن التفجيرات.
وكانت عدة تفجيرات نفذها انتحاريون ضربت العاصمة في القصر العدلي في شارع النصر بالقرب من منطقة الحميدية أوقع أكثر من 34 شهيداً و 80 جريحا، والتفجير الثاني وقع في أحد المنتزهات في منطقة الربوة وأوقع 3 شهداء وعدد من الجرحى.
وشكك مراقبون في تنصل التنظيمات المتشددة من التفجيرات، وقال أحد الصحفيين أنه من الممكن أن تكون “جبهة النصرة”، أو بمسماها الجديد “هيئة تحرير الشام”، “أرادت استهداف أماكن محددة ولكن لم ينجح انتحاريوها بمهماتهم فتنصلت من العمليات”.
ويأتي تنصل “النصرة” من التفجيرات بعد البيانات المتبادلة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية، حيث أصدرت الولايات المتحدة بياناً اعتبرت فيه “هيئة تحرير الشام” كياناً ارهابياً، فردت “الهيئة” ببيان نفت أن تكون تابعة لأي تنظيم سابق، في إشارة إلى “جبهة النصرة”.
وهناك تخمين أخر يقول أن تنظيم “القاعدة” نفسه هو المسؤول عن التفجيرات، وذلك بعد أن بينت تقارير اعلامية وجود عناصر تابعة للتنظيم في سوريا، منها الرجل الثاني في “القاعدة” المدعو أبو الخير المصري، الذي كان ان مسؤولًا عن الأمور اللوجستية وتنقلات عملاء “القاعدة” ممن ينفذون مهامًا خارجية، بحسب وصف صحيفة “معارضة”، والذي قتل في 28 شباط الماضي بغارة أمريكية على المسطومة بريف إدلب.
وكان تنظيم “جبهة النصرة” أعلن في وقت سابق من السنة الماضية فك ارتباطه بتنظيم “القاعدة” بطريقة “حبية”، كما أن التنظيمات المتشددة الأخرى كـ “أحرار الشام” و “جيش الاسلام” وغيرهما يحملان نفس الفكر الجهادي لـ “القاعدة”.
يذكر أن “هيئة تحرير الشام” كانت تبنت تقجيرين سابقين في هذا العام، أولهما تقجيرات الفروع الأمنية في حمص، والأخر في دمشق في مقبرة باب الصغير في منطقة الشاغور.
علاء خطيب – دمشق