السوريون في تركيا .. فقراء أكلتهم لحما هزيلا ورمتهم عظما
تدخلت، منذ بداية الحرب في سوريا، عدة دول بالشأن السوري، كل بحسب مصلحته وغاياته، واستخدم كثيرون لتحقيق أهداف هذه الدول الجهات أو الدول، الأهداف البعيدة أو القريبة، ولكن لم تصل أي دولة لما وصلت إليه تركيا من سلب ونهب واستغلال ومتاجرة، وأخيرا للفظ السوريين لديها والتضييق عليهم أكثر.
وكانت تركيا من أوائل من استغل الحرب في سوريا، فتاجرت بالفقراء والمشردين، وأعدت المخيمات على الحدود قبل الأحداث في سوريا بثلاثة اشهر على الأقل، تمهيداً فيما بعد لاستغلالهم سياسيا.
وتزعم تركيا اليوم أن هناك على أراضيها ما يناهز الـ ٣ مليون سوري، اندمجوا في المجتمع التركي اقتصاديا واجتماعيا.
ميدانيا، تركيا دعمت أغلبية الفصائل المتشددة المقاتلة ضد الجيش العربي السوري، ووصل الأمر بها إلى دعم تنظيم “داعش الإرهابي، والأدلة باتت أكثر من أن تحصى، وتم نشر فيديوهات للتجارة النفط بين “داعش” وتركيا، عدا عن السماح للألاف منهم بالعبور عبر أراضيها من أوروبا إلى سوريا تحت مسمى “الجهاد”.
وبدءا من اذار ٢٠١١، قدمت تركيا كل التسهيلات للسوريين الذين قرروا دخول أراضيها، وقدمت المنح والأموال لأنصاف السياسيين ونشطاء الفيسبوك، وبقي مقر “الإئتلاف السوري” ومن قبله “المجلس الوطني” المعارضين، الدائم هو تركيا، منطلقا لمهاجمة بلادهم سياسيا وافتراء الأكاذيب.
بعض من هؤلاء الناشطين السوريين من جانبهم، حولوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى “نبي الزمان”، فطبلوا وزمروا له، وسبحوا باسمه، قبل أن يستفيقوا مؤخرا على “الحقيقة المرة”، وانقشع الغبار وعرفوا أن ما تحتهم ليس فرس.
واستغل أردوغان اللاجئين السوريين ليبتز الأوروربيين، وفتح الحدود من سوريا إلى تركيا، وثم من تركيا لأوروبا، وكل ذلك من أجل أن يستغل الأتراك هذه المعاناة ليحسنوا شروط تفاوضهم مع الأوروبيين.
وبالفعل نجح الأتراك “بمسك الأوروبيين من ايدهم يلي بتوجعهم” ووقعوا معهم اتفاقية في 2015 أفضت إلى إغلاق طريق البحر تركيا-اليونان بوجه اللاجئين مقابل دعم مادي هائل ومكتسبات سياسية حصلها الأتراك من الأوروبيين، ومن يعتقد أن المتاجرة باللاجئين انتهت عند توقيع العقد فليستمع فقط لتصريحات الأتراك التي تهدد أوروبا بإغراقها باللاجئين، الأتراك زادوا في طنبورهم وتر اللاجئين واستغلوه وما زالوا.
وفي الداخل التركي، مما لاشك فيه أن أحوال اللاجئين السوريين في مخيمات تركيا هي سيئة ولكنها ليست بالتأكيد بسوء مخيمات الأردن مثلا، ولكن مع ذلك يعاني السوريون في مخيمات تركيا ، والتقارير التي نشرت في وسائل الاعلام عن استغلال الأتراك للسوريين لتشغيلهم بنصف الأجر أن لتشغيل الأطفال لا تعد ولا تحصى.
وانتشر مقطع فيديو منذ حوالي السنة لشاب سوري لاجئ في تركيا يقوم بهدم جدار، ويتضح من كلامه مع من يصور أنه سوري وقام ببناء هذا الجدار لأحد الأتراك الذي لم يعطيه أجره، فما كان منه إلا أن هد الجدار، هذا الشاب “متلو متايل”، تقارير عدة أفادت بحالات استغلال للسوريين في تركيا، إحداها ما حصل مؤخرا أيضا حين انتشرت قصة لشاب سوري قام عدة شبان أتراك بضربه فقط لأنه سوري، “تسلاية يعني”.
أما بخصوص الأطفال، كم التقارير الكبير الذي ينشر عن الأطفال السوريين في تركيا يمكن اعتباره مؤشرا على طريقة تعاطي الأتراك، التي يريد البعض تجميلها، ونستطيع اختصارها بتقرير لصحيفة “حرييت” التركية التي نشرته هذا الأسبوع وقالت فيه أن حالات التحرش بالأطفال في مخيم “نيزييت” بلغت حوالي 40 حالة بين عامين 2015-2016.
واللافت في التقرير أن أحد الأشخاص المتهمين تم الحكم عليه بـ 101 سنة، ولكنه “فسد” على أشخاص أخرين ممن ينتمون للجمعية التركية التي تدير المخيم، والتي قامت بطي صفحة حالات التحرش كي لا يتم تشويه صورتها، و”بحفض هالأطفال السوريين”، هكذا بكل بساطة.
وفي مطلع هذا الشهر بدأت السلطات التركية بإغلاق المراكز الصحية السورية على أراضيها، كونها، وبحسب صحيفة سورية “معارضة”، “عم تضارب ع شغل الأتراك”، فالمراكز الصحية السورية تتقاضي ما يعادل أقل من نصف أجرة المراكز التركية، فقررت السلطات التركية إغلاق المراكز السورية والعمل على تدريب أطباء تحت إشرافهم وفتح مراكز تابعة لهم لتعالج السوريين والعراقيين فقط.
كما تتهم السلطات التركية بغضها النظر عن ممارسات المتاجرة بالأعضاء البشرية في صفوف اللاجئين السوريين في تركيا من أجل توفير لقمة العيش، حيث وصل سعر الكلية لحوالي 30 ألف يورو تشمل تكاليف العملية في إحدى المشافي التركية.
وبحسب تقرير إعلامي ألماني، فإن التجارة غير القانونية للأعضاء البشرية راجت مؤخرا بين اللاجئين السوريين الذي يبيعون أعضائهم والمشترون بأغلبهم هم من أثرياء دول أوروبا والسعودية، وكانت تقارير اعلامية كثيرة ظهرت منذ بدأت رحلة النزوح السورية لتركيا مع بداية الحرب، بينت وجود عصابات تستغل الناس وتقتلهم بهدف الإتجار بأعضائهم.
ويعتبر تركيا حاليا قوة احتلال، كون عناصر من جيشها دخلت الأرضي السورية بدون التنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية، وترفع الأعلام التركية وصور رئيسها في المدن التي تحتلها كجرابلس، وقصة اللاجئين أصبحت منذ زمن مفضوحة في كيفية المتاجرة بها، بالإضافة للتضييق على اللاجئين حاليا على أرضيها.
ولا زالت تركيا حتى اليوم تتاجر بالفقراء السوريين على أراضيها ، بؤسهم وفقرهم صار سلعة للمسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم أردوغان للظهور الإعلامي، بينما يتابع قطيع ناشط على فيسبوك ، التسبيح باسم الرئيس التركي.