فلاش

“لكل خائن حبيب” .. فهل يخونون اليوم حبيب ؟

في 14 أيلول من عام 1982 دوى انفجار كبير في منطقة الأشرفية في بيروت، في مكتب حزب “الكتائب” اللبناني، وقضى على
إثره “زلمة اسرائيل” ورجلها الأول في لبنان بشير الجميل.

وبعد غياب دام 34 عاماً، تعود قضية اغتيال بشير الجميل، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الجمهورية في لبنان، الى الواجهة، ويحاكم من “نفذ حكم الشعب بالخائن” بتهمة قتله لرئيس الجمهورية.

المتهم بعملية الاغتيال كان شابا لبنانيا يبلغ من العمر 24 عاما، الشاب حبيب الشرتوني، المنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، والذي اعترف دون تردد بعد اعتقاله وفي مؤتمر صحفي قائلا جملة أصبحت مثلا، “لكل خائن حبيب”.

المحكمة اللبنانية أجلت يوم الخميس الفائت النطق بالحكم على حبيب الشرتوني حتى 24 نيسان القادم، وذلك بعد أن كانت وجهت له دعوة لحضور جلسة المحاكمة التي غاب عنها، فقررت المحكمة محاكمته غيابيا بتهمة قتل رئيس الجمهورية، كما تم تجريده من حقوقه المدينة والعسكرية.

ولد حبيب طانيوس الشرتوني في 24 نيسان 1958 بقرية صغيرة تسمى شرتون بالقرب من عاليه في جبل لبنان، وتأثر بالحزب القومي السوري الاجتماعي، وتطوع للخدمة في أحد مواقع الحزب في عاليه عندما بدأت الحرب الأهلية.

درس الشرتوني في باريس وكان بعيدا عن السياسة، حتى عودته للبنان في 1977، حيث انضم رسميا للحزي السوري القومي الاجتماعي، وقام بعدها في 1982 بعملية الاغتيال بحق بشير الجميل.

وبحسب المحكمة التي تحاكم الشرتوني، فإن المدبر والمحرض لعملية الاغتيال نبيل العلم الذي كان رئيس مخابرات الحزب السوري القومي الاجتماعي، دعي لحضور محاكمتها أيضا، مع أنه تم الاعلان عن وفاته في البرازيل منذ عامين ولكن لم يصار لتوفيته في السجلات اللبنانية، فاعتبر محامو الجميل بذكاء يحسدون عليه أنه ما زال حيا.

محامو الجميل أبدوا تعجبهم واستغرابهم من تظاهرة قامت أمام المحمة التي تحاكم الشرتوني، البالغ حاليا من العمر 58 عاما، معتبرين أن من يتظاهر دعما له غير منطقيين، “ضاربينهم بمنية” أنهم لن يرفعوا دعاوي بحقهم.

وبالعودة لعميلة الاغتيال التي تمت بالتنسيق مع نبيل العلم، تم وضع 40 إلى 50 كغ من المتفجرات بانتظار اللحظة المناسبة والتي تمثلت بخطاب الجميل، وبعد 10 دقائق من بدء الخطاب ضغط الشرتوني على المفجر لتهتز بيروت كلها ومن بعدها الكيان الـ “اسرائيلي” على الخبر.

بعد يومين اعتقلت القوات اللبنانية الشرتوني وقضى بعدها 8 سنوات في سجن روميه بدون أي محاكمة رسمية، اعترف خلالها الشرتوني بدون تردد بتهمته، ليقول معلنا “انا حبيب الشرتوني أقر وأنا بكامل اهليتي القانونية بأني نفذت حكم الشعب بحق الخائن بشير الجميل وانا لست نادما على ذلك بل على العكس اذا اتى مرة أخرى فسوف اقتله وستصح مقولة لكل خائن حبيب وأبشركم أن هناك ألف ألف حبيب لكل خائن عميل في بلادي”.

وفي 13 تشرين الأول 1990 فر الشرتوني في ظروف غامضة من سجنه، يقال أن القوات السورية العاملة في لبنان كان لها اليد الطولى في تهريبه، ليختفي بعدها الشرتوني أعواما عدة، ليبرز في السنوات الأخيرة من خلال تصريحات إعلامية هنا وهناك تؤكد أنه على قيد الحياة وأنه متواجد خارج لبنان منذ 1990.

ما بين من يعتبر الشرتوني بطلا نفذ حكم الشعب بعميل “اسرائيلي” كان في طريقه لتسليم البلد لقوات الاحتلال، وبين من يعتبر الشرتوني مجرم تجب محاسبته لقتله رئيسا للجمهورية، يجب الالتفات لحقيقة واحدة هي أن “اسرائيل” عدو، وكل ما دون ذلك هي تبريرات لوجهات نظر، بعضها “الخيانة بعينها”.

والسؤال الأبرز اليوم على الساحة اللبنانية ، أين الحزب السوري القومي من كل ما يجري ، وهل ما يجري وظهور قضية الشرتوني إلى السطح بعد سنين ، يدخل في سياق ما ، في وقت يجب الإشارة فيه إلى أن أبرز المجرمين إبان الحرب الأهلية اللبنانية رشح مؤخرا لرئاسة لبنان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى