كيف مرَّ العيد دون بنزين؟
وجدت الكثير من العائلات السورية صعوبات كبيرة في ممارسة أحد أهم طقوسها خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، وهو السيران والخروج إلى المتنزهات، وذلك بسبب نقص البنزين والصعوبة في تأمينه ليتحول التجوال في أطراف دمشق إلى حلم يستذكروه وسط محاولات وحلول بديلة بإيجاد مساحة صغيرة للفرح والسعادة.
وأكدت “لمى” (22 عاماً) وهي موظفة لتلفزيون الخبر أن “العيد غير نافع دون بنزين، كنّا في الماضي (اندوّر السيارة) ونخرج، أما الآن انتهت عطلة العيد ونحن ننتظر رسالة البنزين، تأملنا بالانفراجات التي تحدث بها المسؤولون قبل العيد، صرنا باليوم الأخير والرسالة ما وصلت”.
وقال “وسام” (55 عاماً) يعمل في التجارة العامة: “العيد بالنسبة لي سيران على طريق المطار أو الذهاب إلى بلودان والزبداني مع العائلة، أو حتى مشاهدة أرتال السيارات بطريقها للربوة، والآن اختصرت بفتلة واحدة على منازل الأقارب”.
وقالت “رؤى” (48 عاماً) وهي أم لابنتين في عمر المراهقة: “أخجل عندما يطلبن بناتي مني الخروج مع والدهن في السيارة لأن جوابي هو (مافي بنزين!) بعد أن انتظر زوجي 6 ساعات على إحدى كازيات البنزين المباشر لتعبئة 20 لتر”.
ووقع هؤلاء المواطنين أمام خيار واحد هو اختيار القرب المكاني للتنزهات في العيد التي تغنيهم عن انتظار طرق تعبئة البنزين بأشكالها، أو انتظار وسيلة نقل تقلهم كالسيرفيس إن وجدت أوودفع مبالغ خيالية كأجرة للتكاسي، بحسب تأكيدهم.
يشار إلى أن عملية تعبئة البنزين تستغرق انتظار الرسالة لأكثر من 12 يوماً بشكليها المدعوم (أي سعر الليتر 1100) أو غير المدعوم (أي سعر الليتر3500)، في حين يبحث المواطن بين كازيات بيع البنزين المباشر ( أي الليتر بـ 3500) للحصول عليه، ناهيك عن وجود كازيات أوكتان (سعر اللتر الواحد 4000 ليرة).
يذكر أن الجهات المعنية أعادت تأخر وصول رسائل البنزين للمواطنين السوريين إلى نقص الإمدادات الذي يعود إلى العقوبات الاقتصادية على سوريا نتيجة الحرب، على الرغم من إعلانها قبل عيد الأضحى المبارك عن انفراجات، وهو ما لم يلمسه المواطنون.
جدير بالذكر أن السيران يعتبر بالنسبة للسوريين فرصة للتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران في العيد، ويجده آخرون ضرورة للتخفيف من ضغوطات الحياة، لكن نقص البنزين في سوريا وصعوبة تعبئته جعلت النزهة بعيدة المنال خلال هذا العيد .
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر