ما الذي تحتاجه سوريا للتخلص من التقنين الكهربائي نهائياً؟
يدور في ذهن السوريين سؤال دائم، يشغل بالهم، ويعيدهم لأيام الخوالي، والزمن المضيء الأول، بعيداً عن “اللدات” والبطاريات “واللذي منو”.
ويسأل السوريون بكل بساطة وبلا تكليف، “هل من الممكن العودة إلى أيام تتواصل فيها ساعات التغذية، بدون انقطاع، وهل من الممكن نسيان كلمة تقنين، و3 ب3 و4 ب2 و6 ب1 وغيرها من الأرقام؟”.
يطرح السوريون سؤالهم هذا وهم يتأرجحون بين برامج التقنين المتعددة، والتي ما يلبثون أن يعتادوا على إحداها، حتى يباغتهم برنامج جديد “أدق رقبة”.
وأجاب مدير عام مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء فواز الضاهر عبر تلفزيون الخبر عن هذا الاستفسار، الذي تحول هاجساً لدى السوريين، بعد سنوات من التقنين والقطع والوصل.
وقال “الضاهر”: “الكهرباء لا تخزن ويجب استهلاكها حين توليدها، ولايمكن تركها بدون استهلاك لأن ذلك يؤثر على عموم الشبكة، وبالتالي لا يوجد لدينا كهرباء مخبأة عن أحد، وما ننتجه نحوله لخطوط السوريين وبيوتهم وأماكن عملهم”.
وتابع “الضاهر”: ” أكثر من ذلك، فإن اكتناز الكهرباء، قد يؤدي إلى عدم الاستقرار فيها، ولاحقا إلى التعتيم الشامل، بناء على مقياس التردد، وهو أمر مراقب بشكل لحظي واني”.
وأضاف “الضاهر”: “بالتالي لا إمكانية لدينا لحجب الكهرباء عن الناس طالما تولدت لدينا، ولب المشكلة يكمن في حوامل الطاقة اللازمة لتوليدها”.
وأكمل “الضاهر”: “نولد حالياً بالاعتماد على الغاز الوارد لنا من وزارة النفط نحو 1900 ميغا واط، ولو توفر لنا قرابة ضعفي ما نولده حاليا أي 5000 ميغا واط، لاستغنينا عن التقنين بشكل شبه كامل”.
وأوضح “الضاهر”: ” هنالك محطات تعمل الغاز متوقفة ومرتبطة بتأمين الغاز لها، ومدى ما تم تأمينه لها تولد 2000 ميغا واط إضافية مباشرة لل1900 المنتجة حاليا”.
وقال “الضاهر”: “إضافة 2000 ميغا واط للشبكة عبر المحطات الغازية المتوقفة، سيقودنا لإلغاء التقنين ربيعا وخريفا، ولتقنين معتدل صيفا وشتاء، مع عودة ال500 ميغا التي فقدناها مؤخرا”.
وأكمل “الضاهر”: “نولد قرابة 1900 ميغا واط حاليا بالاعتماد على 7 مليون متر مكعب من الغاز الوارد من وزارة النفط يوميا، ولو وصلنا منهم 18 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، لوصلنا لطاقة توليد 5000 ميغا واط، ينتهي معها التقنين بشكل شبه كلي”.
وتابع “الضاهر”: “إمكانية صيانة المولدات العاملة على الفيول، (وهو حامل طاقة متوفر لدينا بشكل جيد)، صعبة، ودونها معوقات ترتبط بالحصار، والكلفة العالية، وصعوبة تأمين قطعها، وورش الصيانة اللازمة بفعل العقوبات”.
واستدرك “الضاهر”: “رغم ذلك نحاول قدر الإمكان صيانة محطات الفيول بخطوات متوالية، ومنها موضوع محطة حلب الحرارية التي تعمل على الفيول والغاز، والتي ستبدأ الدخول بالخدمة أواخر أيار”.
وختم “الضاهر”: “كل 100 إلى 200 ميغا واط توليد تعادل 600 ميغا استهلاك، وكلما خف التقنين خف الاستهلاك، والعكس صحيح، ومصلحتنا بإلغاء حالة التقنين لا العكس”.
ويعيش السوريون منذ اندلاع الحرب على بلدهم أزمة كهرباء خانقة، تدرجت من ساعتي قطع مقابل 4 ساعات وصل، وصولاً لنصف ساعة وصل مقابل 5 ساعات ونصف قطع.
وتعاني حلب مثلاً من غياب شبه كلي للكهرباء، حيث يضطر سكانها للاعتماد على كهرباء الأمبيرات، باهظة الكلفة والخاضعة لمزاجية أصحاب المولدات.
يذكر أن السوريين سئموا عموماً من البحث في مبررات كل أزمة، حتى باتت لاتعنيهم بقدر ما يهمهم حل تلك الأزمة، فهم يريدون أكل العنب، لا اختلاق المشاكل مع الناطور، ولا الخوض بجدال معه عن أصل العنب وفصله.
تلفزيون الخبر