العناوين الرئيسية

مسؤول يكشف أسباب تراجع ساعات التغذية الكهربائية رغم تحسن الطقس

لم تكد تكتمل فرحة السوريين “ببحبوحة” الكهرباء التي حلت عليهم مع حلول شهر رمضان الكريم، حتى وجدوا أنفسهم مجدداً، أمام واقع التقنين الصعب.

وبدا أن الأمر كان أشبه “بمعايدة رمضانية” لا أكثر، حضرت مع أول أيام الشهر المبارك، فأغدقت الكهرباء ساعتين كاملتين متواصلتين كل 4 ساعات قطع.

وتلاشت هدية الكهرباء لدى السوريين، حتى غدت ساعتا التغذية، عبارة عن مخصصات يومية مع العودة بسرعة قياسية لنظام 5 ونص قطع بنصف ساعة تغذية، في مناطق عدة.

ومرّ هذا التراجع بعدة مراحل، فتراجعت التغذية من 4 ب2، إلى 5 ب1، وصولاً مؤخراً لواقع 5 ونصف بنصف ساعة تغذية في اللاذقية مثلا، والرقم الأكبر طبعاً، لساعات القطع.

وشبه السوريون من خلال أحاديثهم الأمر، “ببهجة رمضان”، التي تحضر في أيامه الأولى، مع الزيارات والسهرات، وما تلبث أن تتحول إلى تعب من ساعات الصيام، والعمل خلالها.

وكشف مدير عام مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء فواز الضاهر لتلفزيون الخبر الأسباب التي أدت لتراجع ساعات التغذية الكهربائية في سوريا، بعد تحسنها مطلع رمضان.

وقال “الضاهر”: “حدث في الأيام الفائتة نقص بكميات الغاز الواردة لوزارة الكهرباء من وزارة النفط، أدى لانخفاض كمية الكهرباء التي نولدها، وبالتالي زيادة ساعات التقنين في عموم سوريا”.

وتابع “الضاهر”: “كان يصلنا يوميا 8 مليون ونصف متر مكعب من الغاز من وزارة النفط، وانخفض إلى 7 مليون يومياً، وهو ما أدى لتراجع انتاج الكهرباء من 2400 ميغا واط إلى حوالي 1900 ميغا واط”.

وأضاف “الضاهر”: “كنا نمشي باتجاه تحسين واقع الكهرباء، حيث كلما قل الاستهلاك، قل التقنين، خاصة مع دخول فصل الربيع، وبتوالي أيامه، سعينا لتثبيت برنامج 4 ب2، باستثناء دمشق 3 ب3”.

وتابع “الضاهر”: “الكمية التي كنا نولدها شتاء هي نفسها بالربيع، لكن الاستهلاك خف بفعل تحسن الحرارة، وهو ما خلق حالة من الفائض ساعدتنا على تطبيق برامج تقنين مقبولة بنسبة 4 ب2 عموماً، حيث خف استهلاك المواطنين للكهرباء بنسبة 100% عن الشتاء”.

وأكمل “الضاهر”: “بعد ذلك حدث الفقد بكمية الغاز الواردة، حيث كنا ننفذ عمليات تشغيلية بلحظات الذروة باستخدام المليون ونصف متر مكعب من الغاز التي خسرناها، عبر إدخال أكبر قدر ممكن من مجموعات التوليد، في ساعات الإفطار والسحور، لضمان استقرار برنامج التقنين”.

وأوضح “الضاهر”: “نقص الغاز فرض علينا عدم إمكانية تشغيل مجموعات التوليد الغازية في ساعات الذروة حين الافطار والسحور، وهو ما زاد من رفع ساعات التقنين في عموم سوريا”.

وشرح “الضاهر” لتلفزيون الخبر أنه: “كلما زادت ساعات التغذية كلما قل الاستهلاك، والعكس صحيح، ونقص كميات الغاز وما سببه من 20% نقص في كميات الكهرباء المولدة، أدى لزيادة الاستهلاك بنسبة 80%”.
وتابع “الضاهر”: “استهلاك الكهرباء خلال ساعة أكبر من استهلاكها خلال ساعتين، وبرنامج التقنين يعتمد على استهلاك المحافظة ويتراوح بين ساعة وصل ب5 قطع، إلى نص وصل ب5 ونصف قطع”.

وقال “الضاهر”: “هنالك مجموعات في محطات تشرين ودير علي وجندر خرجت عن الخدمة بفعل نقص الغاز، حيث نقوم بتنزيل الأحمال عن المحطات لضمان استمرارية عملها، وعدم فصل المجموعات البخارية اللي تولد الكهرباء بدون كلفة”.

وأكمل “الضاهر”: “لا يمكن تعويض الفاقد بالتوليد، والناتج عن نقص الغاز من خلال محطات الفيول، لأنها قديمة واستطاعتها قليلة وتعرضت للتخريب، ولا تؤمن سوى 25% من الطاقة المولدة”.

وختم “الضاهر”: “من غير الواضح موعد عودة استقرار كميات الغاز الواردة إلينا من وزارة النفط، وفي حال عودة التوليد ل2400 ميغا واط سيتحسن الوضع بشكل مباشر، ويعود مثلما كان في مطلع الشهر الكريم”.

وكانت عرفت سوريا خلال فصل الشتاء تقنيناً قاسياً، بلغت فيه ساعات التغذية بمعدل ساعتين إلى 4 أو 6 ساعات فقط، خلال 24 ساعة، في أغلب المناطق.

وانحدرت ساعات التغذية مؤخرا إلى حدود ساعة واحدة يوميا، مع اشتداد المنخفضات الجوية، التي ضربت البلاد خلال شهر آذار الفائت.

يذكر أن تصريحات المسؤولين عن قطاع الكهرباء، كانت “بشرت” السوريين بشتاء قاس كهربائيا، أواخر 2021 وأوائل 2022، وسط آمال أن تصدق وعودهم الصيفية المتفائلة، مع دخول مجموعات توليد جديدة، كما صدقت تنبؤاتهم “المتشائمة” للشتاء.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى