لأن عطش المدينة يستحق .. الحكاية الكاملة لمياه حلب
لا مجرى للمي يسلم على أهالي الشهباء العطشى، الوعود والتصريحات كانت على الدوام لا تسمن ولا تغني عن جوع ، أما اليوم فهي لا تروي العطش ، الخد تعود ع اللطم، وحلب تعودت على الإهمال.
السكان في المدينة العتيقة يثقون برجل واحد، هناك في دمشق، يطلبون منا دائما أن نوصل له شكواهم، أما في مدينتهم فتراكم الكذب والتصريحات والتلاعب بأهل المدينة بنى جسوراً من عدم الثقة بين سكان المدينة ومسؤوليها.
المنظمات لها دورها في “استهبال“ المدينة التي تبلغ من العمر عدة الاف من السنين، وعلى “أجت المي“ و”راحت المي“ ضاعت الطاسة، والجميع يتهرب من قول الحقيقة، بل ويكذب لـ “ يتبروظ “ .
أما الهلال الأحمر ومديره، فحكايته مع المياه المقطوعة لها شجون، لا أحد يعرف لماذا صرح وكيف صرح وما الهدف من التصريح ؟!، وهل عطش الناس لا يستحق لدى منظمته احترام مشاعر الناس.
تلفزيون الخبر ولد في هذه المدينة، وكان على الدوام ملماً بوجع أهلها، وفي رحلة تغطية قضية المياه صادفنا الكثير من القصص نتركها لمجال اخر، وفيما يلي حكاية مياه حلب بالتفاصيل وبكل مصداقية كما تعود جمهورنا.
بدأت حكاية الأخيرة لمياه حلب منذ حوالي الشهرين وأثناء هجوم المسلحين على منطقة غرب الزهراء، ونتيجة تفجير ضخم، انقطعت المياه عن خزان تشرين الرئيسي الذي يغذي أحياء حلب الغربية بالمياه، بدءاً من حدود سكة القطار وحتى اقصى غرب المدينة بما فيها مناطق الحمدانية، بينما استمر الضخ من محطة سليمان الحلبي إلى الأحياء الشرقية وأحياء وسط المدينة.
وتم حينها تكليف الهلال الاحمر من قبل محافظ حلب للتنسيق مع المسلحين لإدخال ورشات التصليح إلى منطقة التماس غرب الزهراء لإصلاح الأعطال مكان التفجير لإعادة الضخ الى خزان تشرين.
وبعد حوالي الشهر لم يحصل أي تقدم في الإصلاح عبر الهلال الاحمر رغم تأكيدات مدير الهلال بأن “الإصلاح سيكون عاجلاً”.
وبقيت الأحياء الغربية لمدينة حلب بلا مياه إلى أن قامت مؤسسة المياه بتأمين قسطل ضخ قديم باستطاعة وسعة محدودة وبدأت كميات محدودة من المياه تصل لخزان تشرين ولكنها غير كافية وزادت فترة التقنين لكل حي.
وبالتزامن مع هذا، تقدم الجيش العربي السوري باتجاه مدينة الباب في الريف الشرقي وتسببت الاشتباكات منذ حوالي ٤٥ يوماً بتضرر القسطل المتفرع من قناة الجر الرئيسية القادمة من الخفسة لحلب، وهذا القسطل يغذي أيضاً الباب التي تسيطر عليها “ داعش” انطلاقاً من محطة عين البيضا.
ونشر تلفزيون الخبر حينها أن تنظيم “داعش“ قام بايقاف الضخ من الخفسة على اعتبار أن الماء لا تصل للباب بسبب العطل في منطقة عران وبالتالي لا مصلحة لهم بايصالها لحلب أيضاً.
وكلف محافظ حلب الهلال الأحمر أيضاً بالتنسيق للإصلاح، وتعهد مدير الهلال بالإصلاح الفوري وإعادة المياه التي انقطعت تماماً عن المدينة منذ خمس وأربعون يوماً.
ومع تقدم الجيش أصبحت منطقة عران آمنة وقامت ورشات مؤسسة المياه باصلاح العطل فيها دون أي تواجد للهلال على اعتبار أن المنطقة آمنة ولاحاجة للتنسيق مع المسلحين، بالتزامن مع بقاء القسطل الرئيسي المغذي لخزان تشرين دون أي اصلاح رغم تكليف الهلال وتعهده بذلك.
وعاد المحافظ، بحثاً عن حل ونتيجة فشل الهلال الأحمر، بتكليف جهة أخرى بالتنسيق لإصلاح قسطل خزان تشرين غرب الزهراء، حيث تم وخلال أسبوع تقريباً الكشف على العطل بعد مفاوضات، وتبين ان الأضرار ضخمة في ثلاثة اماكن متقاربة وتم ادخال الورشات واصلاحها و انتهت أعمال الاصلاح قبل يومين.
وبالتزامن مع ذلك بدأ ضخ المياه من الخفسة ووصلت المياه لحلب، وهنا انبرى مدير الهلال على صفحته الشخصية على “فيسبوك” معلناً أن “فريق المياه بالهلال قام بالإصلاحات الكاملة ونسق مع “داعش” لبدء الضخ”.
وقام مدير الهلال بالتواصل مع الصحفيين لنشر ذلك، في الوقت الذي لم ينشر الأمر على صفحة الهلال الرسمية لأنه لاحقاً “حين يعرف السبب يبطل العجب”، حيث صرح حينها محافظ حلب بشكل رسمي، على صفحة محافظة حلب، أن “بدء الضخ كان بجهود حكومية فقط”.
ونفى مصدر مسؤول في مياه حلب لتلفزيون الخبر أن يكون للهلال الاحمر “أي علاقة بعودة المياه”، مستغرباً نسبهم الأمر لهم، “علماً أنهم لم يقوموا بأي عمل تجاه إصلاح عطل عران أو إصلاح عطل الزهراء”.
وبحسب مصدر خاص لتلفزيون الخبر، اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن “ داعش “ “قرر وقف ضخ المياه و قام بطرد موظفي مؤسسة المياه الحكوميين من محطة الخفسة”، معتبراً أنه “مخترق أمنياً، وأن أحد الموظفين كان يسرب قرارات “ داعش “ لمدير الهلال الذي كان ينسب القرارات لنفسه، وأنها تمت بوساطته، ليقوم “داعش” بالتحقيق مع الموظفين حول هذا الأمر”.
وهنا قام محافظ حلب “بإنهاء تكليف الهلال بالتنسيق لإعادة ضخ المياه من الخفسة وكلف رسمياً مبادرة أهالي حلب”، والتي يتمنى الحلبيون ألا تكون مسيرتها مع المياه كمسيرة الهلال.
ويستحق أهالي المدينة فتح تحقيق مع الهلال الأحمر حول ما سبق، وخاصة محاولته نسب أعمال لم يقم بها لنفسه، ووضع النتيجة أمام الرأي العام، لأن عطش المدينة يستحق من مسؤولي المدينة “ شوية صراحة “، إلا إذا كان كل ما جرى مسرحية، وخاصة أن التصريحات الرسمية غابت خلال هذه الفترة غيابا تاماً.