يزداد بفعل البرد.. ما هو “التهاب العصب الوركي” أو ما يسمى “عرق النسا”
تنتشر في أيام الشتاء الباردة وخاصة الأيام الحالية أمراض تنفّسية عضلية عصبية كرد فعل انعكاسي لحالة الصقيع خاصة في ظل انعدام وسائل التدفئة التي تقي الجسد من هذه العلل، وأحد أشهر الأمراض العصبية العضلية هو “التهاب العصب الوركي”.
وعن هذا الالتهاب الشائع قال أخصّائي العلاج الفيزيائي والطب الرياضي الدكتور علي خضّور لتلفزيون الخبر إن “عرق النسا” هو الاسم الشائع لالتهاب وأذيات العصب الوركي وامتداده إلى الطرف السفلي ويتظاهر بألم حاد منتشر من أسفل الظهر إلى أسفل القدم مروراً بالبنى التشريحية التي يغذيها هذا العصب.
وذكر “خضّور”: تزداد حدة الألم بالوضعيات الشاذة أثناء الوقوف المديد والجلوس لساعات طويلة ولذلك تعتبر الوضعيات المذكورة سبباً غير مباشر لـ”عرق النسا” أما الأسباب المباشرة فهي في الغالب من منشأ العصب من الجذور الفقارية.
وتابع “خضّور”: ومن هنا فإن أية أذية في الأقراص بين الفقرات كالإنزلاق الغضروفي و فتق النواة اللبية وبعض أمراض فرط نمو العظم وتربع الفقرات والمناقير العظمية ستكون مسبباً لعرق النسا.
أما عن شيوع “عرق النسا” في الشتاء وخاصة البرد القارس قال “خضّور”: ارتباط هذا الالتهاب بالبرودة هو ارتباطاً وثيقاً، فالبرد الذي يصيب العضلات يتسبب بتقلصات شديدة من شأنها الضغط على مسار العصب وبالتالي تفاقم الحالة السريرية.
وعن الوقاية من الإصابة ذكر “خضّور”: يجب إتباع قواعد حياة صحية وتجنب المسببات الألمية المذكورة كالجلوس لساعات طويلة وعدم التعرض للبرد المفاجئ ومحاولة تدفئة الجسم بأي وسيلة ويفضّل دائماً إجراء حركات “التمطيط” بين الفينة والأخرى.
وعن العلاج نوّه “خضّور” إلى أن العلاج يتبع للحالة السريرية ففي الحالات الحادة يمكننا الاعتماد على المسكنات والمرخيات العضلية وبعض مضادات الالتهاب “اللاستيروئيدية” وبعض الفيتامينات مثل فيتامينات “B كومبلكس”، وفي الهجمات الشديدة أحياناً نضطر للحقن الموضعي للعضلات على مسار العصب.
وأضاف “خضّور”: بعض الأغذية توفر هذه الفيتامينات إلى حد ما مثل البيض بالإضافة لبعض الخضروات مثل البندورة والسبانخ والكوسا والقرع والبطاطا الحلوة التي تنتشر في هذه الأيام.
وذكر “خضّور”: يبقى الدور الأبرز للعلاج الفيزيائي في مرافقة مرضى الحالات المزمنة باتباع خطة علاجية تتضمن الإرخاء و التسكين للعضلات يدوياً أو باستخدام بعض التيارات الكهربائية العلاجية وتليها عملية تقوية عضلات أسفل الظهر والبطن والحوض والطرفين السفليين بمشاركة دوائية لرفع عتبة تنبيه العصب وبالتالي نقص الإحساس بالألم.
وأفاد “خضّور”: تجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات المرضية والعوز الغذائي كاعتلال الأعصاب السكري ونقص الفيتامينات وأورام الفقرات السليمة والخبيثة قد تتظاهر بآلام تشابه ألم “عرق النسا” ويدخل التشخيص التفريقي كأساس لاختيار العلاج المناسب.
وختم “خضّور”: “في دراسة ألمانية أكّد بعض الأكاديميين أن التوتر النفسي والقلق والتعرض لأمواج الراديو والموجات الكهرطيسية القصيرة وغيرها من الأمواج تتنافس مع الكالسيوم على الترسب في البنية العظمية والغضروفية في الجسم وتحديداً لدى الأشخاص قليلي الحركة وأصحاب الأعمال المكتبية فيجب أخذ أقساط من الراحة وتفريغ الشحن الناتج عن الأمواج.
يذكر أنه نتيجة البرد الشديد الذي تمر به البلاد أفاد بعض الصيادلة لتلفزيون الخبر أن الأدوية الأكثر شيوعاً وطلباً هذه الأيام هي أدوية التهاب الأعصاب والتشنّج “الوتّاب” والتهاب الجيوب الأنفية وأدوية علاج الكولون العصبي بالإضافة لأدوية “الانفلونزا”.
حسن الحايك -تلفزيون الخبر