“تحسب المراكب بالبحر لها حساب”.. ماذا تعرف عن ريّة العجاز؟
الكثير منّا يسمع بـ “ريّة العجائز” والتي تمر في مثل هذه الفترة من كل عام، وتسمّى أيضاً بأيام “الحسوم” أو بالعامية “ريّة العجاز” وتقول الأمثال الشعبية عنها “ريّة العجاز تحسب لها المراكب في البحر حساب” كدلالة على شدّة هذه الأيام وصعوبتها، فما حكايتها في موروثنا الشعبي؟
تقول الأسطورة أنه كان هنالك عجوز تتمتم ببعض الكلمات غاضبةً ومعترضة على الجفاف الذي يرافق فترة أواخر شباط، فسمعها شهر شباط وخاطب آذار قائلاً: “آذار يا ابن عمّي ثلاثة أيام منّك وأربعة منّي تخلّي هالعجوز تولّي”.
ولهذا السبب يعتبر شهر شباط أقصر شهور السنة لأنه استعار ثلاثة أيام من آذار، وأعادها إليه بعد أن “شبّط ولبّط” وانتقم من العجوز، ولهذا السبب أغلب العجائز تخاف من الموت خلال شهر شباط.
وأصبحت تسمّى هذه الفترة “فترة العجايز” وهي آخر أربعة أيام من شهر شباط إضافةً إلى أول ثلاثة أيام من آذار.
وعلى اعتبار أن هنالك تقويم غربي وآخر شرقي يأتي بفارق 12 أو 13 يوم بعد التقويم الغربي، فهنالك فترة عجايز غربي وعجايز شرقي أو (عجايز الروم) بفارق 13 يوم بينهما، والتي نشهدها حالياً، حيث من المعتاد أن نشهد كل عام منخفضات قوية لمثل هذه الفترة.
يُشار إلى أن فترة العجايز سمّيت بـ “الحسوم” لأنها تحسم بين فصلي الربيع والشتاء، وتبدأ يوم 10 آذار وتنتهي 17 منه، وهي فترة تلاقح النباتات، وتتميّز بكثرة هبوب الرّيح.
يُذكر أن الناس وبحسب الموروث الشعبي كانوا يعتقدون أن فترة الحسوم هي فترة نحس، إذ لم يكن يحدث فيها لا زواج، ولا معاشرة اعتقاداً منهم أن الجنين سيلد مشوّهاً، والفلاحون أيضاً يتشاءمون من هذه الفترة و يمتنعون عن أعمالهم الزراعية، اعتقاداً منهم أن المزروعات لا تثمر خلال هذه الأيام.
تلفزيون الخبر