غطّاس من فوج إطفاء حلب يغامر بحياته لانتشال يافع سقط في بئر
أعلن فوج إطفاء حلب عبر صفحته على “فيسبوك”، عن قيام أحد كوادره الغطاسين بانتشال جثة يافع سقط في بئر بريف المحافظة، رغم معاناته من عدة عوارض صحية تشكل خطراً على حياته.
واعتبر الفوج أن الوقت الذي أُنجزت فيه عملية الانتشال قياسي، نظراً لصعوبة المهمة وضعف الإمكانيات والمستلزمات لدى العناصر.
وقال الغطّاس عبد السلام دباغ، وهو المنقذ الذي تطوّع لتنفيذ المهمة، في حديث لتلفزيون الخبر، إن “الحادثة وقعت بتاريخ 9 شباط، حيث سقط يافع يبلغ من العمر 16 عاماً في بئر بمنطقة الباب التي تبعد حوالي 40 كم عن مدينة حلب”.
وأشار “دبّاغ” إلى أن “الفوج وصل بعد مرور حوالي ثلاث ساعات من فقدان اليافع، وبعد البحث تبين سقوطه بالبئر على عمق يقارب 63 متراً”.
وأكمل “دبّاغ”: “لم يكن هناك بديل عن الغطس، لأن العمق يزيد عن 30 متر، ولو أنه بحدود 10-15 متر، كان بالإمكان استخدام أداة حديدية مزودة بالجنازير وقادرة على سحب العالق عبر شعره أو ثيابه”.
وتطوع “دبّاغ” للنزول رغم أن لديه عوائق صحية قد تشكل خطراً عليه، ويقول إن “رؤية ذوي الطفل ولوعتهم عليه، دفعته للنزول دون التفكير بالعواقب”.
وأوضح “دبّاغ” أنه “يعاني من ارتفاع ضغط الدم وضعف بحركة القلب، كما تعرّض لجلطتين من حوالي ثلاث سنوات، كما أن أي تحرك خطير قد يؤثر على الشريان المغذي لعينه اليسرى”.
ويبلغ “دباغ” من العمر 52 عاماً، وقال إنه “بدأ عمله قبل حوالي 25 سنة، حيث خضع لتدريبات عندما اختص بالغطس، وواجه العديد من المهام الخطرة”.
وأضاف أنه “يمتلك الخبرة لتدريب عناصر جديدة، من المفترض أن تخضع أساساً لتدريبات في القاعدة البحرية، أو محلياً ضمن مسطحات مائية في المحافظة”.
وأورد أن “فوج إطفاء حلب فيه عدد من العناصر الشباب، يحتاجون لتدريبات ليتمكنوا من تنفيذ هكذا مهام”.
وتجدر الإشارة إلى أن العناصر المقبولين في أفواج الإطفاء، يخضعون لاختبارات في البنية الجسدية، كالوثب والجري والسباحة، وبعد قبولهم يختصون ضمن الفوج ويتلقون تدريبات على هذا الأساس.
وحول مستلزمات السلامة الفردية في فوج الإطفاء، بيّن “دباغ” أنها “متوفرة، والسيارة مزودة بالعتاد اللازم لكافة أشكال الإنقاذ المائي أو حوادث السير أو الحرائق، أو العلوق في المصاعد، أو انهيار المباني”.
من جانبه، قال مدير الإطفاء في وزارة الإدارة المحلية العميد سعود رميلة لتلفزيون الخبر، إنه “هناك دورة سنوية للغطس والإنقاذ تُجرى في القاعدة البحرية في اللاذقية”
ويخضع المنقذون، بحسب “رميلة” لتدريبات على مستوى عالٍ في مجال الإنقاذ، بإشراف مدربين من الضفادع البشرية، وبالتعاون مع القوى البحرية”.
وأضاف أن “عام 2021 شهد تخريج 21 غطّاساً، والعام الذي سبقه حوالي 30 عنصراً، ويختلف العدد حسب الترشيحات التي تصل من كل المحافظات”.
ويجب على الغطّاس وفقاً ل “رميلة”، أن يتمتع بلياقة بدنية جيدة، وقدرة على التحمل، وأن يجتاز اختبارات صحية عديدة حتى يمارس عمله”.
وختم “رميلة” حديثه بالإشارة إلى أن “تجهيزات الأفواج تؤمّنها الوحدات الإدارية في المحافظات، وتدعمها الوزارة في حال حدوث نقص”.
يذكر أن البلاد شهدت عدة حوادث سقوط أطفالفيآبار، آخرها وفاة طفل العام الماضي في إدلب، وقبلها إنقاذ طفلة في حي الزهور بدمشق عام 2011، وطفل في منطقة حلب الجديدة عام 2008.
وهاج عزام – تلفزيون الخبر