“ما بين أسعد الوراق وحمام القيشاني”.. في ذكرى رحيل الممثل والمخرج هاني الروماني
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 /2 / 2010 الممثل المسرحي والدرامي والسينمائي والمخرج القدير هاني الروماني.
ولد هاني الروماني بتاريخ 27 آب 1939 في “حي الأمين” في “دمشق القديمة” لعائلة واكبت الهم السياسي والاجتماعي حيث كان والده يعمل في الكتلة الوطنية السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
تعلم الراحل “الروماني” الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس دمشق، وانتهى منها والتحق بكلية طب الأسنان بالإضافة إلى أنه درس الأدب الإنجليزي.
شغفه وعشقه للفن والتمثيل كان له بصمته الواضحة، ولذلك قرر تغيير اتجاهه وترك كلية الطب والتوجه إلى الوسط الفني.
وقرر “الروماني” خوض غمار العمل السياسة فترشح إلى انتخابات مجلس الشعب 1974 ونجح بها، وشارك في ندوة الفن والفكر لمؤسسها كاتب السيناريو الراحل رفيق الصبان.
وتزوج “الروماني” من امرأة سورية ورزق منها بابنته نادين التي توفيت في سن ال 12 عام بسبب مرض مزمن، وتزوج مرة أخرى من امرأة انكليزية رزق منها بابنه الوحيد علي.
وبدأ النجم الراحل هاني الروماني مسيرته الفنية عام ١٩٦١ وكانت البداية على خشبة المسرح في مسرحية “تاجر البندقية” من تأليف وليم شكسبير.
وشارك في غيرها من المسرحيات لمؤلفيها بريخت وبرنارد شو وألبير كامو، وأدى الكثير من المسرحيات لفترة طويلة.
وأنشأ فرقة خاصة به باسم “نقابة الفنانين”، وقام بإخراج بعض المسرحيات أيضاً ومن مسرحياته مسرحية “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”، ومسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر” للراحل الكبير سعد الله ونوس.
وشارك النجم الراحل في العديد من الأعمال السينمائية مثل فيلم “المغامرة” برفقة النجمة السورية نهاد علاء الدين والنجمة سلوى سعيد،، وهو من إخراج محمد شاهين، وتأليف سعد الله ونوس.
وترك الراحل “الروماني” بصمته في العديد من الإنتاجات السينمائية مثل أفلام “الحدود” و”اللص الظريف” و”وجه آخر للحب”.
في الدراما، جسّد الراحل الروماني أدواراً نقشت كالخط المسماري على ألواح الإبداع السوري، ومن لا يذكر دوره في مسلسل “أسعد الوراق” إلى جانب القديرة منى واصف الذي عرض في عام1975 والمأخوذ عن رواية الأديب السوري صدقي إسماعيل بعنوان “الله والفقر”.
وفي دوره بمسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” الذي عُرض عام 1990 كان “للروماني” توقيعه على خارطة الدراما بتكريس ذاته كعملاق في الفن التمثيلي بدور “الشيخ هديبان”.
وفي “الجوارح” لمؤلفه هاني السعدي ومخرجه نجدت أنزور الذي بث عام ١٩٩٥، كانت الصورة الفانتازية حاضرة بقوة في تكريس الروماني لها بدور “أبو طراقة” بصورة ورؤية جديدة لدور أداه الروماني.
كما شارك الروماني في العديد من الأعمال الدرامية مثل “أبو كامل” و”دليلة والزيبق” و”نهاية رجل شجاع” بالإضافة لأعمال كثيرة خالدة في تاريخ الدراما السورية
أما الذهنية السياسية التي تكرّست كرؤيا تاريخية في جعبة “الروماني” جسّدها في إخراجه لمسلسل “حمام القيشاني” بأجزاؤه الخمسة، حيث جسّد العمل الأحزاب السياسية في عشرينات القرن الماضي والواقع السياسي والاجتماعي وانعكاسه على حي اسمه حمام القيشاني.
واستطاع المسلسل من خلال أحداثه أن يظهر الوعي الشعبي والعاطفة الوطنية التي تجلت في طرد الاحتلال الفرنسي عن سوريا، وذلك رغم اختلاف توجهات الأحزاب حينذاك.
وفي الذكرى الثانية عشر لرحيل هاني الروماني يبقى أثره كذكرى تُحكى عن قدرة الدراما على تصوير الحياة والصراعات والعواطف والحوار المُصمم لخدمة الفكرة والجوهر والآداء.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر