“ريمون وهبي”.. السوري الذي عاد من ألمانيا إلى معلولا لإحياء اللغة الآرامية
كحال العديد من الشبان السوريين سافر ابن بلدة معلولا “ريمون وهبي” إلى ألمانيا منذ سنوات، وفي قلبه بذرة حب للغته الأم، ما دفعه للتخصص أكاديمياً والحصول على درجة الماجستير في الآداب والعلوم الإنسانية من كلية اللغة السّامية في جامعة هايدلبيرغ – ألمانيا.
الشاب المعلولي كرّس نفسه للحفاظ على اللغة الآرامية، فما كان منه إلا أن يعود إلى سوريا بهدف إعادة إحيائها.
يقول الشاب “الأحداث التي تعرضت لها معلولا في العام 2013 زادت من تهجير أهلها وبذلك فقدت اللغة الآرامية أهم عامل من عوامل بقائها واستمراريتها، ويضيف لتلفزيون الخبر “أهل معلولا اليوم مضطرون للتحدث بلغة المناطق التي هُجروا وهاجروا إليها”.
وبحسب علماء اللغة فإن أي لغة يمكنها أن تعيش في المهجر لجيلين أو ثلاثة لا أكثر، لا سيما في ظل العولمة، وربما ذلك ما جعل “وهبي” يشعر بالخطر على لغة أجداده.
الخوف من فقدان اللغة الأم دفع “وهبي” سريعاً إلى بلدته معلناً عن تأسيس منهاج أكاديمي حديث لاستخدامه في التدريس.
يستثمر “وهبي” وسائل التواصل الاجتماع لخدمه هدفه، عبر قناة على اليوتيوب تقدّم محتوى تعليمي عن اللغة الآرامية مصحوباً بألعاب ورسومات تفاعلية للتشجيع على التعلّم، إلى جانب دورات تعليمية مجانية يقيمها في دمشق ويتوجه بها إلى الكبار والصغار.
لكن شغف “ريمون وهبي” باللغة الآرامية لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أسس موقعاً إلكترونياً تحت اسم ” يَونا – Yawna ” وهو اسم آرامي أصيل معناه حمامة السلام التي تحمل اليوم رسالة اللغة الآرامية بحسب ما يرى مؤسس الموقع.
ويشكّل موقع ” يَونا – Yawna ” الإلكترونيّ مرجعاً أكاديمياً موثوقاً للباحثين عن معلومات حول اللغة الآرامية وحول بلدة معلولا، ويضم الموقع مقالات تتحدث عن اللغات السّاميّة بشكل عام وعن اللغة الآرامية بشكل خاص، إضافة إلى مقالات عن جغرافية وتاريخ معلولا.
كذلك، أنشأ “وهبي” صفحة على موقع “فيسبوك” حملت عنوان “يَونا – Yawna” تهتم أيضاً باللغة الآرامية.
وحول الهدف من كل ذلك يقول ريمون وهبي لتلفزيون الخبر: ” أسعى لتحقيق أهداف رئيسية أولها وأهمها هو تشجيع المعلوليين أينما كانوا على التفكير والتحدث باللغة الآرامية”.
ويوضح “أقوم بطرح أسئلة أو طلب جمل من خلال المنشورات عبر الفيسبوك محاولاً بذلك إبطاء كارثة نسيان أهالي معلولا لغتهم الأم قدر المستطاع”.
ويضيف وهبي: “هدفي من المشروع أيضاً يتمثل في نشر مفردات وتعابير آرامية مصحوبة بتسجيل صوتي لكي يتعلمها من يرغب، أو ليصحح من يخطئ في لفظها أو معناها”.
ويتحضر “ريمون وهبي” لإقامة دورة تعليمية للغة الآرامية في دمشق الشهر المقبل، محاولاً توظيف الأرشيف الآرامي الذي يمتلكه في خدمة أبحاث جديدة ومتعمقة عن اللغة الآرامية، ما يسهم في تقديم محتوى تعليمي أكاديمي غني ووفير للراغبين بتعلم اللغة الأم.
الجدير بالذكر أن اللغة الآرامية كانت تمثل اللغة الرسمية في المنطقة وهي لغة ساميّة شرق- أوسطية، تلقى تقديراً خاصاً لدى المسيحيين كونها اللغة التي تحدث بها السيد المسيح، فيما تعد بلدة معلولا من البلدات القليلة في الشرق الأوسط التي مازال أهلها يتحدثون بالآرامية ويكافحون للحفاظ عليها.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر