”عيني ربك” و “مية السلامة” .. وللحرب في سوريا وجه آخر
من الطبيعي أن تمتاز كل منطقة بكلمات و مصطلحات خاصة بها، وتميزها عن لهجات باقي المناطق، مما يعطي خصوصية لأبناء هذه المنطقة
“مية السلامة” من كلمات الترحيب التي يغمرك بها الحلبي في أي موضع بسياق حديثة، ولكن صار من الصعب التأكد من منشأ الكلمة لكثرة استخدامها في الساحل.
“عيني ربك” كلمة تحببية كان يقتصر استخدامها على أبناء الساحل السوري، وبعد الحرب أصبح من الكافي أن تقابل العسكري على حاجز الجيش بابتسامة لطيفة و أن تكون “الأمور رايقة معو” حتى يناولك وحدة “عيني ربك” بغض النظر عن مدينتك او قريتك.
“سندويشة” قد تعتقد أن مصطلحات أبناء العاصمة هي الأكثر شيوعاً و الأسهل فهماً، ولكن عندما تحاول أن تفهم معنى كلمة “سندويشة” عند الشوام ستغير رأيك، فهذه الكلمة عالمياً تدل على شكل من أشكال الطعام، إلا عند الشوام فهي تعني سترة “جاكيت” بلا أكمام.
كذلك الحمّص، فهي أكلة حققت انتشاراً عالمياً وتصنع من الحمص المطحون مع الطحينية وحافظت على اسمها العربي، إلا في دمشق أطلقوا عليها اسم “مسبّحة”.
بعيداً عن باب الحارة بأجزائه اللا منتهيه؛ يتفرد أهل حمص بكلمة “زابوقة” التي تعني حارة أو طريق ضيق.
وقد تظن أن “ستة إلا ربع” تدل على الزمان ولكن في دير الزور كلمة ستة إلا ربع تدل على مكان، وهو أشهر سوق في المدينة.
ويشترك أبناء الرقة والدير بالكثير من الكلمات والتعابير ولعل كلمة “تشايدان” والتي تعني إبريق الشاي، أحب الكلمات اليهم بسبب حبهم لهذا المشروب.
الماء مشروب لا لون له ولا رائحة، ولكن الدرعاوي إذا أراد أن يشرب القليل من الماء، يقول أريد “ريحة مي”.
ويتنافس أبناء طرطوس و السويداء بحبهم لمشروب المته، ولكن يختلفون في تسمية الأداة المستخدمة في شربها، حيث يطلق عليها عادةً “مصاصة”، ولكن عند أهل السويداء “بامبيجا”.
وفي الوقت الذي يبدو فيه من الصعب على السوري أن يرى أي جانب مشرق للحرب في سوريا،تظهر إعادة توزع السكان التي أدت الى تداخل اللهجات والثقافات، وأحياناً بشكلٍ طريف، فأصبح من الطبيعي أن يتفوه اللاذقاني -كمثال- بكلمات حلبية “قح” والعكس بالعكس.
إيمى غسان – تلفزيون الخبر