حرائق مكب البصة مستمرة .. إلى أين وصل العمل بمكب قاسية في اللاذقية ؟
ماتزال الحرائق مستمرة بالاشتعال في مكب البصة بمدينة اللاذقية،و التي يردها المعنيين بأنها مفتلعة من النبيشة، كما تزال شكاوي الأهالي في المدينة وضواحيها ذاتها، والتي تتركز حول الروائح المنبعثة من المكب، ومايسببه تجميع القمامة من تكاثر الذباب والحشرات.
ومازال الأهالي متأملين بتحقيق الوعود، بنقل مكب البصة لمطمر قاسية الذي “مطّت” مدة البدء بالعمل به لأكثر من عام.
وكان من المتوقع نقل المكب في نهاية صيف 2020 بحسب مدير الخدمات الفنية السابق وائل الجردي، لكن بسبب قرار صادر عن وزارة الإدارة المحلية بشهر أيلول 2020، تأخر الرمي في المطمر بسبب إعادة دراسة إمكانية عزل أرضية المطمر من جوانبه.
لكن المفاجأة “كانت بأن الأرضية لا تحتاج لعزل” بحسب رئيس دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية المهندس يحيى ياسين لتلفزيون الخبر.
وأضاف ياسين “تم التوجه لزيادة عمق الحفر في المطمر لما يقارب 10 أمتار لزيادة عمر المطمر، وأن بدء العمل بالمطمر لم يعرف بعد، وأن قمامة مكب البصة باقية، لحين تقديم دراسات عملية لمعالجتها او الاستفادة منها”.
وأوضح ياسين: أن مطمر قاسية سيتم بدء العمل فيه خلال فترة زمنية معينة لايمكن تحديدها، ولن يتم نقل مايحويه مكب البصة من قمامة، وإنما سيتم الاكتفاء بالتوقف عن الرمي به. ”
وأردفَ: “تبين بعد الدراسة أنه لا داعي لعزل أرضية المطمر، وتم انجاز حوالي 85% من المطمر، وقمنا بزيادة العمر التصميمي للمطمر عبر زيادة عمق الحفر من 17 لـ 23 متر، وبذلك من الممكن استخدام المطمر ل30 سنة قادمة.”
وأضاف: “هناك توجيه لجعل المطمر صحي، عن طريق فرز القمامة وتدويرها، والاستفادة منها، كتدوير البلاستيك والورق وإعادة صناعته، والاستفادة من النفايات العضوية وتحويلها لسماد، ومن الممكن الاستفادة من الغاز المنبعث في توليد الطاقة الكهربائية.”
وتابع ياسين: “منذ أكثر من سنتين لم يعان أهالي المدينة من الروائح أو دخان الحرائق، وان اشتعلت تكون حرائق صغيرة مفتعلة، وخاصة أن المكب قديم عمره أكثر من 20 سنة، ويومياً يورد إليه حوالي 1400 طن قمامة.”
وعن خطورة إنشاء بؤرة أخرى للقمامة بالمحافظة، دون معالجة الأولى، قال ياسين: “نحن جهة منفذة، ومن الممكن أن تقوم الجهات المعنية بوضع دراسات علمية لمعالجة موضوع مكب البصة والاف الأطنان من القمامة الموجودة فيه.”
من جهته قال قائد فوج الإطفاء الرائد مهند جعفر، لتلفزيون الخبر: بشكل شبه يومي نقوم بإخماد حرائق مندلعة بمكب البصة، بعضها مفتعل من قبل “النبيشة”، وبعضها ذاتي الاشتعال بسبب ارتفاع تلال القمامة والحرارة المختزنة.
وتابع جعفر: “خسائرنا فادحة بسبب حرائق مكب البصة التي تندلع يومياً تقريباً، فالطرقات غير مناسبة لآلياتنا وهناك حفر طرقية مطمورة ومخفية، بالإضافة لكميات الزجاج المكسور والمسامير، الحديد، الأكياس التي تدخل بمحركات السيارات، وكل ذلك يسبب أعطال بسياراتنا.”
وأضاف: “هناك دوريات يومية في المكب، وهناك اهتمام بالغ من قبل المحافظ اللواء إبراهيم السالم، لكن النبيشة لهم الدور الكبير بالحرق، بسبب اللجوء لفرز القمامة كالنايلون، النحاس، الكرتون، العبوات ومن ثم بيعها.”
يذكر أن مطمر قاسية يقع في منطقة الحفة ويمتد على مساحة 34 هكتار، ويعاني سكان مدينة اللاذقية وضواحيها من روائح القمامة المحترقة في مكب البصة، ناهيك عن انتشار الذباب والحشرات، بالرغم من أن البصة تمتلك أطول شاطئ رملي وهي أقرب وجهة بحرية لسكان المدينة والقرى المجاورة ذوي الدخل المحدود، كما أن المكب يعتبر باب رزق للكثيرين.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية