في مزرعة صغيرة في قرية بيت يوسف بريف الدريكيش في محافظة طرطوس، تنتشر أزهار صغيرة أرجوانية اللون تنتج أغلى أنواع التوابل في العالم، حيثما أجرى المزارع آصف مهنا تجربة لزراعة الزعفران، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الساحل السوري.
صاحب المشروع، آصف مهنا، وفي حديثه لتلفزيون الخبر قال: “في ظل الظروف الحالية، لم يعد العمل مقتصراً على مهنة واحدة فقط، أنا مدرّس للغة العربية، وقررت البدء بمشروعي الخاص لتجاوز هذه الصعوبات”.
وأضاف: “فكرة المشروع انطلقت من حبّي لزهرة الزعفران، كما يعتبر المشروع الأول بهذا الحجم، هناك عدة مناطق في ريف حماه تقوم بزراعة الزعفران ولكن للإكثار فقط، نحن كمنطقة جبلية نقوم بزراعته بهدف الحصول على أزهاره، ولا تنجح زراعته من أجل الأزهار إلّا في الجبال”.
وأوضح: “حسب تجربتي الشخصية وتجارب عدة لمديرية الزراعة، أثبت أن زراعة الزعفران في جبال الساحل السوري، والتي يصل ارتفاعها إلى 600 م وما فوق، ناجحة، وتعطي أزهار تضاهي بالجودة تلك الموجودة في إيران، علماً أن إيران هي الدولة الأولى المنتجة للزعفران عالمياً”.
وأردف: “هذه الزراعة ذات جدوى اقتصادية هامة، ومردود كبير، وأتمنّى دعمها كي تنتشر زراعتها في عدة قرى ومناطق، وأنا خلال تجربتي لم أتلقى أي خدمة أو دعم من الجهات المعنية بالزراعة في المحافظة”.
وحول إمكانيّة تسويق هذا المحصول قال: “قد نتعرّض لمشاكل في التسويق بدايةً، ولكن في العام الماضي تواصلت معنا شركة سويسرية لأخذ المحصول، ولكنها تحتاج إلى 6 كيلو غرام على أقل تقدير، وهذه الكمية لا اعتقد أنها ستتوفر لدينا قبل عشر سنوات، فالإنتاج لهذا المشروع تراكمي، ويحتاج بعض الوقت”.
وأضاف: “قمت بزراعة 22 ألف بصلة حتّى الآن لإنتاج الزعفران، وبقيمة إجمالية تجاوزت الـ 17 مليون ل.س، المشروع بطور النمو، وهو من المشاريع التنمويّة والزراعيّة الفريدة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الزعفران هو أحد التوابل الأغلى في العالم، له العديد من الفوائد والتطبيقات العلاجيّة، ويستخدم في صناعة الأدوية.
ونظراً لاحتوائه على مضادات للأكسدة، يستخدم لعلاجات تتراوح بين تحسين المزاج وصولاً إلى مكافحة السرطان.
يُذكر أنّ إيران هي أكبر منتج للزعفران في العالم، تليها الهند، لكن طموح “مهنا” يمتد إلى تشييد صناعة مزدهرة على هذا النبات في سوريا.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر