حرب تشرين التحريرية .. بسالة الجيش العربي السوري بوجه خيانة السادات
وصفت رئيسة وزراء كيان الاحتلال في كتابها “اعترافات غولدا مائير” يوم 6 تشرين “بالكارِثة الساحقة والكابوس” الذي عاشته بنفسها و”سيظل معها على الدوام”.
وقالت “مائير” معترفة بفشل تقارير استخباراتها باستقراء الحرب على الجبهتين السورية والمصرية “لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت فيها الحرب فقط ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت أنها خطأ”.
“وحققت القوات على الجبهتين تقدماً ملحوظاً حيث تغلغل السوريون في عمق مرتفعات الجولان وعبرت القوات المصرية القناة.”
“وتحطمت قوات العدو الذي أخذ يطرح إمكانية القيام بانسحاب جذري وإقامة خط جديد للدفاع لاسيما وأن خسائره على الجبهتين كانت في تزايد حتى أن هذا الوضع دفع وزير “الحرب” أنذاك “موشي دايان” لتقديم استقالته التي قوبِلت بالرفض من قِبل “مائير”، بحسب كتابها.
وتابعت “مائير” إنه في خامس أيام الحرب “دفعنا السوريين إلى العودة عبر خطوط وقف إطلاق النار 1970 وبدأنا الهجوم على سوريا.”
“أما في الجنوب فسكن الوضع نسبياً حيث بدأت الإمدادات العسكرية الأميركية بالتدفق لدعمنا في اليوم التاسع للحرب بمعدل طائرة كل 15 دقيقة، وبكيت لأول مرة منذ بداية الحرب عندما علمت أن الطائرات الأميركية وصلت إلى مطار اللد”.
وفضح رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر” خيانة السادات التي ساهمت بترجيح كفت “إسرائيل” على حساب الجيشين السوري والمصري.
وقال الشاذلي “إني اتّهم السادات بجريمة حصار الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر والذي أجهض انتصارات حرب أكتوبر المجيدة وأجهض سلاح البترول وأجهض الحصار البحري الفعال الذي فرضته مصر على “إسرائيل” وأفقد القيادة السياسية المصرية القدرة على الحركة والمناورة وجعلها ألعوبة في يد “إسرائيل” وأميركا”.
وانتقد محمد حسنين هيكل في كتابه “أكتوبر 1973 السلاح والسياسة” تصرف السادات عندما قام بإرسال رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في ثاني يوم الحرب ولم يكن مضى على الحرب 20 ساعة بعد قال فيها “إننا لا نعتزم تعميق مدى الاشتباك أو توسيع مدى المواجهة”.
وبحسب هيكل “قام كيسنجر بدوره بنقل الرسالة إلى رئيسة وزراء العدو “الإسرائيلي” التي قامت بتكثيف ضرباتها على الجبهة السورية واستطاعت القوات المصرية من القيام بعملية العبور ثم أمر السادات بتطوير الهجوم نحو المضائق يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول باستخدام فرقتي الاحتياط اللتين كانتا تستعدان لرد أية محاولة “إسرائيلية” للعبور غرب القناة”.
وتابع هيكل “الأمر الذي رفضه كل من الفريق سعد الدين الشاذلي ووزير الحرب أحمد إسماعيل ونبها من العواقب الوخيمة لهذا التحرك، والتي أدت لثغرة الدفرسوار لاختراق العدو مواقعهم ووقوع كارثة حصار الجيش المصري الثالث، وقبول السادات مُنفرداً من دون إخبار الرئيس الأسد عن قرار وقف إطلاق النار مع العدو والذي أفضى في النهاية إلى اتفاقية كامب دايفيد 1978”.
يشار إلى أنه بعد توقف القتال على الجبهة المصرية، استمرت القوات السورية بعملياتها العسكرية التي عُرفت بحرب “الاستنزاف” في الجولان لمدة 80 يوماً وفي31 أيار 1974 توقفت الأعمال القتالية على الجبهة السورية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات.
يذكر أن الجيش العربي السوري حرر خلال حرب تشرين 1973 مدينة القنيطرة من الاحتلال “الإسرائيلي” بعد تدميره خط دفاع العدو “ألون” والسيطرة على مرصد جبل الشيخ وقتل وأسر كافة أفراد المرصد، فيما استعاد الجانب المصري سيناء بالكامل بعد اتفاقية “كامب ديفيد” التي اشترطت عدم ظهور أي شكل عسكري مصري فيها إلا بموافقة “إسرائيل”.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر