العثمانان خارج المنتخب وجيوش من الإداريين داخله.. ولا توضيحات
بينما يستعد السوريون لمشاهدة منتخبهم في لقاء كوريا، بصفوف كاملة للمرة الأولى منذ سنتين تقريبا، تفاجأ متصفحو “الفيسبوك العائد للعمل” بخبر روتيني في صفحة المنتخب الرسمية.
وتضمن تقرير نشرته الصفحة المعنونة باسم “عيشوا مع نسور قاسيون”، سطراً صغيراً جاء في مؤخرة الإيجاز الصحفي المنشور عن واقع المنتخب وتمريناته ومسحاته السلبية، ومعه ثارت ثائرة المتابعين لمنتخب سوريا، والمشجعين له.
وتضمن السطر بحرفيته التالي: “تعذر انضمام محمد عثمان وأياز عثمان بسبب صعوبة إجراءات سفرهما على أن يلتحقا بصفوف نسور قاسيون في الأردن قبل مواجهة المنتخب اللبناني يوم الثلاثاء القادم ضمن التصفيات الآسيوية لمونديال قطر2022”.
إذاً، اثنين من أهم نجوم الجيل الحالي لمنتخب سوريا، والمحترفان في الدوريين الممتازين في هولندا واليونان، سيفتقد لخدماتها المنتخب، الذي عجز منذ عامين عن دخول مباراة واحدة، بصفوف مكتملة، والصفحة التي تدعونا “للعيش” مع نسور قاسيون، وبالتالي معرفة تفاصيلهم، لم توضح الأمر تماماً.
وإن كانت كل منتخبات العالم معرضة لغياب بعض نجومها لظروف ما، فإن “صعوبات السفر” يشكل عذراً غريباً بعض الشيء، لتبرير غياب لاعب عن منتخبه الوطني، خاصة وأن توضيح ماهية تلك الصعوبات، غاب عن المنشور المذكور.
وكيف يتمكن المنتخب من حل جميع صعوبات السفر، حتى لو كنا في زمن كورونا، ل28 لاعباً من بينهم عبد الرحمن ويس القادم من اليونان، ويعجز عن حل تلك الصعوبات بالنسبة لإياز ومحمد عثمان؟
وكيف يلتحق كل من إياز عثمان ومحمد عثمان بسلفهما الياس هدايا، الذي أعلن الاتحاد موافقته على تمثيل المنتخب، ودعوته لمعسكر الإمارات، ورغم ذلك غاب عن معسكر الإمارات، وعن قائمة لقاء كوريا ولقاء لبنان، دون توضيح لما حصل معه؟.
وكيف يقبل القائمون على منتخبنا، بقرار كوري مستغرب، رفض فيه الكوريون منح فيز الدخول لبلادهم، لكل من عبد الله جنيات، و علي الرينة، بعد الموافقة الضمنية على قرار إيران إقامة لقائها معنا، دون وجود تقنية الفار، في مخالفة لتعليمات الاتحاد الآسيوي؟.
وهل سيتمكن مثلاً اتحادنا بفرض وجهة نظر سوريا مثلاً في لقاء الإياب، والذي لنفترض جدلاً، أقيم في دمشق، بعد فك الحظر عن ملاعبنا، “بالمناسبة ما جديد هذا الملف”، وعدم “التفييز”، لنجم كوريا “هيونغ مين سون”، لدخول سوريا وحرمان الكوريين منه؟.
وهل فعلا يمكن للكوريين حرمان منتخبنا من أربعة لاعبين، بعضهم غير أساسي في الفريق، أم أن في الأمر خطأ إدارياً ما، خاصة وأن اتحاداتنا المتعاقبة “جسمها لبيس”، وليس قضية استبعاد تشرين والوحدة من كأس الاتحاد الآسيوي، ببعيدة.
وعلى سيرة الإداريين، تشهد بعثة منتخب سوريا في كوريا سفر جيش كبير من الإداريين والموظفين في الاتحاد، فكيف “زبطت أمورهم” بسلاسة، بينما لاعبون يحتاجهم المنتخب، يجدون صعوبات بالسفر فيغيبون؟.
وبحال صدقت الروايات المتناقلة حول خطأ إداري أدى لاستبعاد إياز ومحمد عثمان، “وهنا لابد من التوقف عند كثرة الإشاعات حول الموضوع، والتي شكل غياب التوضيح الرسمي، بيئة خصبة لنموها”، فماذا يفعل في الإمارات وكوريا، ذلك الجيش الإداري الكبير؟.
وهل يتحمل اتحاد الكرة مسؤولية الضغط الكبير الذي ألقاه على كاهل المنتخب حالياً؟، فالجمهور لن يقبل سوى بالانتصار على الكوريين، أو الخروج بنقطة مع أداء قتالي، وغير ذلك سيجد الإتحاد والمدرب و والجميع نفسهم في مرمى الانتقاد الكبير.
فالخسارة في حال وقعت “لا سمح الله”، ستعزى لغياب العثمانين، وستجعل جميع النقاد والمحللين والمدربين والفنيين والمتابعين، يطرحون السؤال التالي: “كيف يخسر منتخبنا لاعبين من أساسييه وبسبب من، وكيف نهدي الكوريين سبب تفوق إضافي توج بانتصارهم، بحرمان ذاتنا من نجمين في منتخبنا؟”.
وحاول تلفزيون الخبر استيضاح سبب غياب اللاعبين عن لقاء كوريا، لكنه فشل في ذلك، فمنسق اتحاد الكرة الإعلامي يامن الجاجة لم يرد على اتصالنا، علماً أن مواجهة سوريا وكوريا الجنوبية، في ثالث مراحل التصفيات، ستقام الخميس، في الثانية ظهرا بتوقيت دمشق.
يذكر أن السجل السوري حافل، بارتكاب أخطاء إدارية، أدت في نهاية الأمر، لخروجنا من تصفيات مونديالين متتالين، عندما جهل إداريو المنتخب آلية احتساب الترتيب بين فرق أهداف أو مواجهات، في2008، وفي 2011، عند إشراك جورج مراد، اللاعب المخالف لمعايير الفيفا للعب مع منتخبنا، ما أدى لإقصاء سوريا من الدور الأول لتصفيات مونديال 2014.
تلفزيون الخبر