سورية الهوى والانتماء.. الموت يغيب الكاتبة والإعلامية حياة الحويك عطية
غيب الموت مؤخراً الباحثة الأردنية الدكتورة حياة الحويك عطية، بعد صراع مع المرض، وبمسيرة حياة نضالية، ووطنية.
أحبت “حياة” سوريا، ودافعت عنها، وعن الحرب عليها، كما ناصرت فلسطين، قضية وشعباً ونضالاً.
ويروي رئيس البعثة الدبلوماسية السورية إلى الأردن سابقاً، الدكتور أيمن علوش، لتلفزيون الخبر عن حياة أنها “إضافة لكونها باحثة ومترجمة، فهي إعلامية وحاصلة على الدكتوراه في وسائل الاتصال من كلية الإعلام في جامعة السوربون عام 2008”.
وعرف عن الراحلة “حياة”، كتابتها “مقالة يومية في عدد من الصحف العربية وموقع الميادين على الانترنت، كما أعدت وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية”.
وقامت أيضاً “بترجمات من الفرنسية إلى العربية وبالعكس مجموعة من الكتب النوعية، منها: رواية قصر الأحلام، حرب ميتران، وعالم صوفي، ورواية حول تاريخ الفلسفة لجوستيان جاردير، والأساطير المؤسسة للسياسة الصهيونية وغيرها”.
ويردف الدكتور “علوش”: “شاركت حياة بكتابة فصل في المؤلف التوثيقي الذي صدر في دمشق عام ٢٠١٨ بعنوان “سورية في مواجهة الحرب الكونية”.
ويقول الدكتور “علوش” عن الراحلة إنها “سورية الهوى والانتماء والقضية، كانت دوماً في الصف الأول في الدفاع عن القضايا القومية العربية، سواءً في عملها الأكاديمي أو الإعلامي أو في اختيار عناوين ترجماتها”.
ويتابع “كانت حياة دائمة الظهور على محطات عربية وأجنبية مدافعة عن سوريا وما تتعرض له، كما كان لها نشاط على الأرض، فلم تترك مدينة أو منطقة في الأردن إلا وحاضرت بها عن سوريا والقضية الفلسطينية ومحور المقاومة”.
ويذكر أنها “في بداية الحرب السورية، وفي أجواء غير إيجابية لدى كثيرين في الأردن، كانت الدكتورة حياة الحويك عطيّة تتنقل من منطقة إلى أخرى لتتحدّث بالتحليل عن المؤامرة التي تتعرض لها، كافة دول المنطقة”.
ويكمل “كانت تجوب الأردن بلقاءات شعبية مدافعة عن سوريا في الوقت الذي كان الكثيرون يراهنون على سقوطها، ويوم كان الدفاع عن سوريا إثم وخطيئة وذنب، كانت تجوب البلاد مع عشاق سوريا غير مكترثة بالمخاطر التي تحيق بها في تلك الظروف الصعبة مع تنامي التيارات الدينية الأصولية التي حشدت جمهورها لمنع أي صوت يرى مصلحة الأردن وسوريا بطريقة مختلفة عن مفهوم المال الخليجي”.
وخلقت “الحويك” مع عدد من مثقفي الأردن وقواه الوطنية، دوراً مهما في خلق حالة شعبية تقرأ المشهد السوري ببعدها الاستراتيجي”.
وفي رثائها يقول “الكلمات لا يمكن أن تفي الدكتورة عطية حقها، ومن المؤسف أن تتذكرها معظم وسائل الإعلام العربية ووزارات الثقافة في حين نراها مغيبة هنا، حيق كانت أكثر انتماء وأكثر إيماناً وعطاء”.
ويستذكر الدكتور “علوش” حادثة للدكتورة حياة، “في إحدى زياراتها لسوريا، قابلت وزير الإعلام السوري، وتفاجأت أثناء مقابلته أنه لم يسمع باسمها من قبل”.
الجدير بالذكر أن الدكتورة حياة الحويك عطية توفيت في القاهرة عن عمر 72 عام.
لين السعدي – تلفزيون الخبر