فلاش

طريق الحرير الجديد لن يمر مجدداً من بلاد الشام

يُعتبر “طريق الحرير” مصطلحا حديث العهد نسبيا ،تم استخدام هذا الاسم في أواسط القرن التاسع عشر، من قبل احد العلماء الألمان.

ويعود أصل تسمية “طريق الحرير” نسبة لمادة الحرير والتي اشتهر الصينيون بإنتاجها منذ حوالي 3000 عام قبل الميلاد.

ومثلت تجارة الحرير أحد الدوافع الأولى لإقامة الطرق التجارية عبر آسيا الوسطى إلى الغرب، فبدأت بنقل الحرير من الصين إلى بقية دول العالم ثم تطور لنقل مختلف المنتجات من الأنسجة والتوابل والبذور والخضار والفواكه وجلود الحيوانات والأدوات والمشغولات الخشبية والمعدنية والقطع الدينية والفنية وغيرها.

وازداد الإقبال على طرق الحرير وتوافد المسافرين عليها طوال القرون الوسطى، لم يكن “طريق الحرير” طريق واحد، إنما تقسم لعدة طرق برية وبحرية من الصين والهند لباقي العالم وخاصة اوروبا.

وتعتبر تدمر سابقا من أهم محطات “طريق الحرير” الرئيسية فكانت المركز التجاري الرئيسي بسبب موقعها على الطريق الممتد من بلاد الصين شرقاً حتى روما غرباً، وذلك عبر أقطار الشرق القديم (الصين وتركستان وأفغانستان وشبه القارة الهندية وإيران وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام)، وأقطار الغرب كاليونان وايطاليا.

و فتح حوض الفرات للتجارة العالمية والقوافل التجارية جعل طريق الحرير العالمي عبر تدمر هو الطريق الأقصر مسافة، والأكثر سهولة، وأدى ذلك إلى أن يصبح هذا الطريق التجاري متفوقاً بأهميته على طريق الحرير البحري الذي كان يمر عبر البحر الأحمر.

وكان دور التدمريين يكمن في حسن تنظيم رحلات هذه القوافل ورعايتها وحمايتها وتقديم الخدمات لها، مما جعلهم من الأثرياء.
واليوم ، لم يعد طريق الحرير موجودا، حيث اطلقت الصين أول قطار شحن يصل الى لندن، دون المرور ببلاد الشام.

سافر القطار لمدة 18 يوما قطع خلالها مسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر، قبل أن يصل إلى وجهته الأخيرة في بريطانيا.

تجاريا وبالنسبة للصين يعد الطريق الذي مر منه القطار عبر كازاخستان، وبيلاروسيا، وبولندا، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، ومنها عبر نفق المانش إلى بريطانيا هو “طريق الحرير الجديد”، ولكن الطريق الجديد سيضر كثير “بطريق الحرير البحري القديم المستمر” و الذي يمر من سيناء، كما انه لن يمر بالشام مجددا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى