“مبيّض الأواني النحاسية”…. حرفة من أسطر التراث
تُعرّف المهن التراثية في أحد أوجهها بأنها صناعات معتمدة بالعمل على يد الحرفي العامل بالإضافة لأدوات بسيطة، وهي حالة حرفية موروثة أباً عن جد تعتمد على المهارة بالإضافة للجمع بين “الاحتراف في الصنعة” و”كسب الرزق” اعتمادا على الصنعة، ومن هذه المهن التراثية “تبييض الأواني النحاسية”.
يقول السبعيني أحمد مصطفى وهو مهني “تبييض أواني نحاسية” لتلفزيون الخبر:” تبييض النحاس مهنة تقليدية موروثة ورثتها عن والدي، وهي منتشرة جغرافياً في سوريا وفلسطين والعراق ومصر”.
ويتابع مصطفى “هي مهنة متعبة بسبب التعرّض الكبير للحرارة أثناء العمل الحرفي، وتعتمد على إزالة الشوائب التي تظهر على الأواني النحاسية، وهذه الشوائب قد تصل إلى درجة السموم أحياناً”.
وحول طريقة تبييض الأواني النحاسية خاصة “الطناجر” يقول مصطفى لتلفزيون الخبر “نقوم بإحضار الوعاء النحاسي ونقوم بتسخينه وتقليبه على النار وقرعه بالمطرقة لوهلة من الزمن”.
بعد ذلك، يشرح مصطفى ” نضع بعضاً من الرمل، ومن ثم نفرك الوعاء باستخدام قطعة جلدية سميكة وفرشاة معدنية بشكل دائري حتى تعلق الشوائب بالرمل”.
ويتابع مصطفى “نقوم بتنظيف الآنية النحاسية من الرمل ومن ثم نضع قصدير ذائب ونقوم بفرك الآنية باستخدام قطعة قطنية مجهّزة لهذا الأمر حتى يتم تبييض الآنية وأخيراً نغسل الآنية بالماء”.
وبحسب مصطفى، فإن هذه المهنة التراثية أصبحت تعتمد على مواد كيميائية بحتة مثل “الأسيد” و”روح الملح” ولكن هذه الطريقة الحديثة لا يمكنها مضاهاة الطريقة التراثية القديمة المعتمدة على النار والرمل.
يرى مصطفى أنه “حالياً تُعتبر مهنة تبييض الأواني النحاسية من المهن الشبه بائدة بسبب انتشار الأواني المصنوعة من الألمنيوم والكروم لانخفاض ثمنها مقارنة بالنحاس”.
ويختم “غدت أسواق النحّاسين التي كانت تعتمد على هذه المهنة تنشط في مجالات أخرى غير تبييض الأواني النحاسية، هذه المهنة التي تم وضعها على رفوف متاحف الزمان وعراقة الماضي”.
حسن الحايك-تلفزيون الخبر