ماذا تعرف عن أسطورة المنطقة 51 في أمريكا ؟
المنطقة 51 هي أشهر نظرية مؤامرة متداولة في الولايات المتحدة، والتي يصدق أنصارها أن الحكومة الامريكية تخفي كل تجاربها العلمية، ومن بينها الاتصال مع الكائنات الفضائية في هذه المنطقة.
الأسطورة ولدت في عام 1947 في الرابع من تموز، حيث أفاد مواطنون أمريكيون من سكان ولاية نيفادا بأنهم شاهدوا طبقا طائرا يتحطم في الصحراء قرب حدود الولاية مع نيو مكسيكو.
وتنقل الروايات أن أحد الفلاحين نقل إلى “الشريف” في الولاية بعضا من الحطام، وبدوره “الشريف” أبلغ السلطات الأمريكية التي سارعت لمكان التحطم، وكانت المفاجأة الكبرة، حيث وجدت السلطات على الحطام كتابات هيروغليفية، وبقايا صحن طائر.
ولكن يروي الصحفيون في تلك الفترة أن كل ما سمحت لهم السلطات بمشاهدته كان بقايا منطاد جوي تابع للجيش الامريكي، ومن هذه النقطة بدأت تنتشر أسطورة المنطقة 51 التي تخفيها الحكومة الامريكية عن العالم.
ويصر أنصار نظرية المؤامرة الامريكية أن الحكومة أيام الرئيس ترومان أطلقت مشروعا اسمه “ماجيستك 12” وهي لجنة سرية مهمتها دراسة والاتصال مع الكائنات الفضائية التي تأتي للأرض.
وانتشرت قصة المنطقة 51 وغزت الولايات المتحدة والعالم، والمنطقة التي في الأساس واسمها الرسمي المعلن هو “مركز اختبارات طيران القوات الجوية – قسم 3” تقع جنوب نيفادا وفيها قاعدة جوية مهمتها تطوير الطائرات.
ولكن المنطقة في خيال الشعب والمؤمنين بنظرية الكائنات الفضائية هي مركز تقوم الحكومة الامريكية بالتصال مع الكائنات الفضائية، لا بل ويصر بعضهم أن المنطقة تعيش فيها الكائنات الفضائية.
وبعد عدة سنوات أوضحت الصحافة الامريكية أن ما حصل في الرابع من تموز من عام 1947 كان في الحقيقة تجربة للمناطيد الثابتة التي تحمل مايكريفونات، كان طلاب جامعة نيويورك فشلوا في في تجربتها أول مرة، فانتقلوا إلى منطة ألاموغوردو، وهناك كانت القصة.
في مساء 4 تموز تقرر تجربة المشروع مرة أخرى ولكن المقذوف ضاع في مكان ما غير معروف، وتؤكد المعلومات أن شكل المقذوف غريب يبلغ طوله عدة أقدام وتتدلى منه مناطيد وعاكسات رادرات.
وهكذا طويت قصة الصحن الطائر ولكن ظلت أسطورة المنطقة 51 في أذهان جميع الامريكيين، حتى ظهور فيديو تشريح “مخلوق روزويل”، نسبة لمنطقة روزويل القريبة من مكان الحطام في نيفادا، الذي عرضته قناة فوكس نيوز الامريكية، والذي أعاد بعث النظرية من جديد.
في عام 1996 عرضت قناة فوكس نيوز المشهورة فيلم مدته حوالي الـ 90 دقيقة يظهر عدة أطباء يقومون بتشريح جثة رجل فضائي، أين ؟، طبعا في المنطقة 51 التي تخفي الحكومة الامريكية فيها اتصالاتها مع المخلوقات الفضائية.
الوجه ذو الشكل المعين والعينان الواسعتان المتطاولتان المفتوحتان بلا رموش، إذن النظرية صحيحة والحكومة الامريكية قبضت على مخلوق فضائي والمنطقة 51 موجودة، وانفرجت أسارير المؤمنين بها ولكن لحين.
جون همفريز، خبير في المؤثرات الخاصة اعترف بعد 11 عاما أن فيلم “تشريح الغريب” الذي انتشر عن “مخلوق روزويل” هو خدعة قام باخراجها، موضحا أن الفيلم لم يتم تصويره في روزويل بل في منطقة كادن في العاصمة الانكليزية لندن في 1995.
وأوضح همفريز، الذي صمم المؤثرات في فيلم “تشارلي ومصنع الشوكولا”، الذي مثل فيه الممثل جوني ديب، أن المخلوق هو نموذج ملؤوه بأحشاء وأمخاخ الخراف والدجاج، مبينا أنه صمم النموذج على مدى شهر وصنعه من اللاتكس.
ومع كل الدلائل التي تشير إلى أن المنطقة 51 و”مخلوق روزويل” غير حقيقيين وأوجدهما الخيال الشعبي، إلا أن الامريكيين ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة التي تقوم بها الحكومة الامريكية.
ويصر عدد كبير من سكان العالم على أن المنطقة حقيقة، وساهمت هوليوود في تدعيم ذلك بعدة أفلام منها غزراة المقابر وانديانا جونز وغيرهم.
حتى أن مرشحة الرئاسة الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، وعدت في حملتها الانتخابية بالكشف عن “المنطقة 51” الغامضة والبوح بأكبر قدر ممكن من الأسرار التي تحتوي عليها، وقالت كلينتون قبل ترشيحها عن الحزب الديموقراطي في أحد البرامج إنها في حال فوزها في الانتخابات، ستتفقد جميع الوثائق الخاصة بالقاعدة الأمريكية الخفية “المنطقة 51” وستكشف عن كامل المعلومات التي لا تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.
لا شك أن السرية التي تحيط بها الحكومة الامريكية القاعدة كبيرة الحجم وذات المدرجات الكبيرة في نيفادا مع فرضها حظرا اعلاميا عليها، زاد من أسطورتها، وهي التي أقيم فيها عدة تجارب للاستخبارت الامريكية والجيش الامريكي منها برنامج يو 2، وبرنامج البلاك بيرد، وغيرهم من البرامج ذات الصلة العسكرية.