تعرف على “ أستانا “ .. مالئة الميديا وشاغلة السياسيين
أستانا واحدة من مدن آسيا الوسطى الأكثر غرابة، تقع على نهر “أشيم” الذي يجري في السهول الشمالية الوسطى من كازاخستان، و هي عاصمة كازاخستان منذ عام 1998، واستمرت بالتطور والعمران لتاخذ شكلها المعاصر الحالي.
و نشأت المدينة عام 1810م بوصفها قاعدة عسكرية للجيش الروسي. ثم ما لبثت أن ازدهرت وأصبحت مدينة عرفت باسم “أكمولنسك”.
و بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، أصبحت كازاخستان دولة مستقلة، واتخذت المدينة اسمها الكازاخي “أكمولا”.
وفي عام 1997م، تم نقل عاصمة كازاخستان من “الما آتا” إلى “أكمولا” التي تقع وسط البلاد، وفي عام 1998م، أطلق على “أكمولا” اسم أستانا الذي يعني عاصمة في اللغة الكازاخية.
و يتبادر إلى ذهن الكثيرين لماذا تم اختيار أستانا عاصمة كازاخستان مكاناً للمحادثات السورية، برعاية روسية تركية في 23 من الشهر الجاري، بدلاً من جنيف أو إحدى العواصم العربية.
و يرى خبراء أن هناك عدة أسباب وراء اختيار العاصمة الكازاخستانية أستانا، فكازاخستان هي دولة صديقة لتركيا وروسيا على حد سواء، ولعبت دوراً هاماً لرأب الصدع في العلاقات التركية الروسية بعد إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية قرب الحدود السورية.
وتعتبر كازاخستان قريبة جغرافيا من تركيا والشرق الأوسط، لكن بنفس الوقت يهمين عليها النفوذ الروسي، وكانت في ما مضى جزءاً من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفيتي بعد ذلك.
وأستانا بعيدة عن جنيف وباريس والعواصم الأوروبية التي استضافت غالبية الاجتماعات والمحادثات بشأن الصراع السوري عندما كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسي. لكن ذلك تغير في الآونة الأخيرة لتصبح روسيا صاحبة اليد العليا في اختيار موعد وموقع وظروف عقد المفاوضات السورية.
وأيضاً تحاول أستانا جاهدة لعب دور المدينة الهادئة التي تشكل مركزا مثاليا للحوار بين الثقافات والأديان بشكل دوري، حيث فازت أستانا بلقب “مدينة من أجل السلام” في مسابقة لليونيسكو عام 1999.
ومن المقرر أن تعقد محادثات سورية- سورية برعاية روسية تركية إيرانية، في العاصمة الكازاخستانية استانا في الـ23 من كانون الثاني الحالي. ومن المفترض أن تشكل محادثات أستانا تمهيداً لمفاوضات بين السوريين في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة المقررة في الثامن من شباط المقبل.
و يرى البعض العاصمة الكازخية أستانا مدينة من عجائب العالم، لأنها بـنيت في وقت قصير جدا، في حين يرى الكازاخ أنهم ليسوا وحدهم من بنى أستانا، بل العالم كله شاركهم بناءها، ولذلك ستستضيف أستانا العالم في “إكسبو 2017”. ويعتبر معرض العالم ثالث أكبر حدث دولي، بعد دورة الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم.
وعلى الرغم من أن كازاخستان تمتلك مصادر غنية من الطاقة، إلا أنها تقاسم العالم الهموم الناتجة عن مخاطر نضوب مصادر الطاقة التقليدية وضررها على البيئة، ولهذا السبب دعت أستانا المجتمع الدولي للتفكير الجماعي في قضية “طاقة المستقبل” خلال معرض “إكسبو”
وتشغل أستانا اليوم 2710 كيلومترات مربعة، في حين يبلغ عدد سكانها أكثر من 700 ألف شخص. الطراز المعماري للمدينة الذي يجمع بين أفضل تقاليد الثقافات الأوروبية والشرقية، يعكس تماماً مظهر العاصمة الجديدة مركزاً وطنياً للاقتصاد والسياسة والثقافة.
ومراراً استضافت أستانا منتديات قادة الأديان العالمية. وفي عام 2011 نظمت في أستانة دورة الألعاب الآسيوية، وأصبحت مقراً لكل من منظمة شنغهاي للتعاون القمة والجمعية العالمية للكازاخيين، وتمكن جميع زعماء العالم الذين زاروا أستانا من الحصول على تصور عام حول كازاخستان كبلد أوروآسيوي ديناميكي التطور.