جوليا سعيد.. رسامة اختارت التراب أداةً لفنّها
اختارت الفنانة جوليا سعيد أداة مختلفة لتفرغ مشاعرها نحو البيئة المحيطة، والإحساس بالجمال حولها، إذ مسكت تراب الوطن الأحمر وبدأت تخربش على صفحات عمرها البيضاء منذ الطفولة حتى الآن.
وقالت جوليا لتلفزيون الخبر: “اللوحة هي عالمي والفن موهبة من الخالق ورثتها من والدي النحات أحمد سعيد رحمه الله، أدواتي كانت بسيطة لا تخطر ببال أقراني”.
وذكرت جوليا أن “الرسم بتراب الوطن من أسهل وأروع أنواع الرسم من حيث طريقة استخدامه والتعامل معه، كما توجد درجات لونية للتراب تعطي اللوحة روحاً ورونقاً مختلفاً”.
وتابعت جوليا: “بالإضافة إلى إمكانية فركها بالمنديل للحصول على درجات لونية بإحساس رائع، مادة التراب بسيطة لكنها تحقق الغاية المطلوبة وإنهاء اللوحة بشكل كامل”.
وشرحت جوليا “التدرجات اللونية للتراب تختلف من منطقة لأخرى، وأستخدم أصابعي المبللة بالماء لإنجاز اللوحة، كما أحتاج لريشة ناعمة أحيانا لرسم الشعر والعيون والأجزاء الدقيقة”.
وعن سبب اختيارها لهذه الأداة تقول جوليا: “استمتعت بلون التراب الجذاب، وبقيت في ذاكرتي هذه المشاعر راكدة، حتى جاءت الفرصة المناسبة لتنهض وتشع نوراً للوحاتي، على عكس الظلام الذي حل علينا فترة دمار بيتنا ومغادرة الرقة الحبيبة، حين تركت أحلامي في زوايا بيتي الدافئ على أمل العودة قريبا”.
وأشارت جوليا إلى أنه “مع موجة غلاء الآجارات وارتفاع الأسعار، وكوني أم لأربعة أولاد، وصلت للحظات كنت سأتوقف عن الرسم أو الانتظار طويلاً حتى تتحسن ظروفي المعيشية وأستطيع شراء ألوان”.
وتابعت جوليا: “هذه الظروف دفعتني للعودة إلى الرسم بتراب الوطن الأحمر، بتقنية خاصة بي، فنفذت لوحات فنية عديدة عن التراث والأمومة والجمال في بلدي سوريا، وخلقت فرصة رسم جديدة تتناسب مع وضعي الجديد، ولشغفي بتراب الوطن الذي أنبت سنابل القمح، وارتوى بدماء الشهداء الأبرار”.
وأضافت جوليا: “حصلت على وثيقة إبداع من وزارة الثقافة مديرية حقوق المؤلف بصفتي مؤلفة لوحات فنية بالتراب الأحمر”.
وختمت جوليا بأمنياتها أن “يصبح هذا الفن في متناول طلابنا الأعزاء ضمن منهاج التربية الفنية، وذلك لما يمتلكه تراب الوطن الذي ارتوى بدماء الشهداء وأنبت سنابل القمح أهميه كبرى، كما أنه مناسب لكافة الاعمار”.
تلفزيون الخبر