“رأفت مهتدي بقيمة 37 مليون ليرة” .. فضيحة مالية في نادي الاتحاد الحلبي
كشفت وثيقة مسربة صادرة عن اتحاد كرة القدم السوري، فضيحة مالية كبيرة في نادي الاتحاد توحي بحجم الفساد الكبير والتلاعب بأرقام عقود اللاعبين في أروقة الرياضة السورية بشكل عام ونادي الاتحاد بشكل خاص.
والوثيقة عبارة عن كتاب موجه من اتحاد كرة القدم إلى نادي الاتحاد، بتاريخ 30 تشرين الثاني الفائت، يخطره فيه بوجوب دفع مبلغ وقدره قرابة 5 مليون ليرة سورية، كأجور تثبيت عقود لاعبي الفريق الأول.
ولم تكن الفضيحة في قيمة أجور التثبيت أو التأخر عنها، بل في ما كشفته الوثيقة من أرقام فلكية سجلتها قيم عقود لاعبي رجال النادي الأحمر، والتي قاربت في مجموعها مبلغ 700 مليون ليرة سورية.
مليار ليرة .. “محروقة”
وشهد سوق انتقالات اللاعبين الصيفي في سوريا تسجيل أرقاما فلكية لناحية قيم عقود اللاعبين، أو الكلفة الإجمالية للفرق، والتي وصلت أو تخطت في بعض الأندية حاجز المليار ليرة ولموسم واحد.
إلا أن الكارثة في نادي الاتحاد العريق كانت، في أن الفريق ورغم حجم الإنفاق الكبير، والتاريخي في مسار النادي، لم يخرج فقط خال الوفاض من الموسم، بل احتل مركزا متأخرا في القسم الثاني من الترتيب، لم يعتد عليه النادي الكبير بتاريخه.
كما أن أندية لم تبلغ ميزانية فرق رجالها نصف ميزانية الاتحاد، تفوقت عليه في الترتيب، أو حتى باتت مرشحة للمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي، البطولة التي توج بها “الأهلي” عام 2010.
وثارت ثائرة “الأهلاويين” عبر صفحات “فيسبوك” بعد تسرب قيم العقود، ووصولها لمستويات قياسية، خاصة بعد الأداء الكارثي للفريق الأول، قبل الحديث في النتائج التي لا تليق باسم النادي العريق.
ويعتبر الجمهور الأهلاوي على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه النسخة من فريق الرجال هي الاسوأ في تاريخ النادي، من حيث المستوى، والانتماء.
وتضمنت القائمة مثلا أن عبد الرزاق الحسين نال قيمة العقد الأعلى بين لاعبي الفريق، بواقع 49.5 مليون ليرة للموسم الواحد، وهو البالغ من العمر 36 عاما، والذي استغنى حطين عن خدماته، علما أن نجوم صف أول بأندية أخرى تراوحت عقودهم مابين 50 إلى 60 مليون ليرة.
وجاء في المرتبة الثانية، الجناح طالب عبد الواحد ب45 مليون ليرة، وهو القادم من دوري الدرجة الأولى، فيما نال المهاجم رأفت مهتدي الذي استغنى عنه حطين أيضاً لعدم فعاليته أمام المرمى، 37 مليون ليرة، كثالث أغلى لاعب في الفريق.
تفاوت في عقود اللاعبين
ورسمت بعض الجماهير علامات استفهام على قيم عقود كل من محمد عنز 9 مليون وهو لاعب منتخب أول، ومصطفى تتان 38 مليون ومحمد كيالي 38 مليون، وقلبي الدفاع شاهر شاهين 30 مليون، ومنهل طيارة 20 مليون.
وتساءل بعض المشجعين فيما إذا كانت تلك الأرقام حقيقية، أي هل قبض وسيقبض اللاعبون كل تلك المبالغ، أم أنها مجرد أرقام رسمية خاصة بالميزانية، والمقبوض أقل من ذلك، غامزين من قناة السمسرة على تلك العقود.
ورأى بعض المعلقين على الوثيقة في “فيسبوك” أن الحارس خالد حاج عثمان هو الأكثر استحقاقا للرقم المتفق عليه مع نادي الاتحاد، والبالغ 35 مليون ليرة سورية، خاصة وأنه الوحيد تقريبا من بين اللاعبين الذي برز بشكل فردي، ورشحه النقاد للتواجد بالمنتخب.
مسؤولية من؟
حمّل بعض المشجعين مدرب الفريق السابق مهند البوشي، ومدير الكرة السابق مجد حمصي مسؤولية تلك التعاقدات الكبيرة، والموافقة على منح لاعبين أرقاما قياسية، رغم ديون النادي الكثيرة، رغم أن هدف الفريق كان البناء لمواسم قادمة، وهو مالا يستدعي كل ذلك الإنفاق.
واستذكر الأهلاويون كيف رفضت إدارة النادي التعاقد مع المدرب ياسر السباعي مطلع الموسم الحالي، بسبب مطالبه المالية الكبيرة، والتي رأى فيها السباعي وقتها أساسا للنجاح، قبل أن تنفق الأموال ببذخ، على لاعبين ساروا بالفريق للفشل الذريع.
وكان حصاد الاتحاد كرويا لهذا الموسم، الإقصاء من نصف نهائي كأس الجمهورية، بعد أن تجاوز دور ال16 والربع نهائي بركلات الترجيح، فيما يحتل المرتبة التاسعة برصيد 25 نقطة، قبل جولتين من نهاية الدوري، أي أن أفضل مركز ممكن أن يناله الفريق، هو السابع.
يذكر أن لاعبي نادي الاتحاد كانوا قد نفذوا إضرابا عن التمرين قبل مواجهة تشرين في الدوري في العاشر من نيسان، بسبب ما قالو أنه تأخر في تسليم دفعات مستحقاتهم المادية، وهو ما نفاه رئيس النادي باسل حموي لاحقا، والذي أكد لتلفزيون الخبر حينها أن الدفعات لم تبلغ مرحلة استحقاق السداد.
وكان رئيس نادي الاتحاد باسل حموي أوضح في ظهور سابق له على صفحة النادي الرسمية عبر “فيسبوك” أنه سيعتمد على أبناء النادي في الكوادر التدريبية، وفي انتقاء اللاعبين، حرصا على بناء فريق واعد، وتجنبا لإرهاق خزينة النادي.
إلا أن حال الفريق لم يختلف عن حاله في الموسم الفائت الذي شهد إنفاقا كبيرا في ميزانية صنفت الأعلى في تاريخه وضم عددا كبيرا من اللاعبين من خارج النادي (تسعة لاعبين)، وانتهى به المطاف سادسا في الدوري وهو ثاني أسوأ ترتيب له بعد الموسم الحالي.
تلفزيون الخبر