73 عاماً على النكبة.. “لا يموت حق وراءه مُطالب”
“إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام وأكثر فعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانباً” بهذه الكلمات رسم أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش شكل الحرب بين المقاومين وكيان الاحتلال مشيراُ إلى أنها لا تعترف بالسنوات بل بالحق.
بدأت نكبة الشعب الفلسطيني بتاريخ 15 أيار 1948 وهو اليوم الذي يلي يوم إعلان كيان الاحتلال إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة.
وسبق هذا التاريخ عشرات السنين من التهيئة الصهيونية لهذا اليوم فمنذ عام 1897 بدأت “الحركة الصهيونية العالمية” بالعمل على استغلال كل مُتغير في الساحة الدولية بهدف تخديم مشروعها سواء عبر القنوات السياسية أو ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
واحتل كيان العدو أثناء حرب النكبة ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية بعد طرد أكثر من 800 ألف فلسطيني من أرضه وهو ما يشكل حوالي 85٪ من مجموع الشعب الفلسطيني إضافة لارتكابه عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين.
وهدم كيان الاحتلال قُبيل النكبة وخلالها أكثر من 500 قرية وحاول لاحقاً طمس الهوية التاريخية الفلسطينية عبر بناء المستوطنات وسلب الأراضي من أصحابها وهدم المباني وإحداث قوانين تُسهل “شرعنة” الاحتلال كقانون “مصادرة أملاك الغائبين”.
ما انتهج الاحتلال سياسة “التهويد” المستمرة ليومنا هذا ضد كل ما هو فلسطيني وذلك من خلال تغيير أسماء الشوارع والأماكن في فلسطين المحتلة من العربية إلى العبرية علاوة على دعم حملات تروج إلى أثار ومنتجات فلسطينية على أنها صهيونية.
وتهجر الشعب الفلسطيني من أرضه بعد حرب النكبة للدول المجاورة حيث توزعوا في عدة دول أبرزها لبنان والأردن وسوريا التي شكلت حصناً منيعاً للفلسطينيين من أجل تحقيق حلمهم بالعودة عبر دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ومساواة الفلسطيني بالسوري في كامل الحقوق والواجبات.
وأحيا الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة في كل عام عبر مسيرات يُطلق عليها “مسيرات العودة” والتي كان أبرزها في عام 2011 تحت اسم “مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948”.
وقام الآلاف من الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن ومصر بالتحرك باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة في محاولة للعودة إليها إضافة لتظاهرات داخل الأراضي الفلسطينية وتصدت قوات الاحتلال للمتظاهرين بالرصاص الحي ما أسفر عن استشهاد العشرات وجرح المئات.
وحلت الذكرى 73 لنكبة فلسطين وسط انقسامات على الساحة الفلسطينية والعربية وإعادة اصطفافات واختلاف في الرؤى حول ما جرى خلال العقد الأخير على المستوى العربي عموماً والفلسطيني على وجه الخصوص.
وشهد البيت الفلسطيني الداخلي منذ بداية الكفاح المسلح ضد الاحتلال انقساماً حاداً بين الفصائل الفلسطينية حول أسلوب المقاومة وتبلور هذا الانقسام عقب اتفاقية “أوسلو” ليشتد مؤخراً مُتأثراً بمجريات ما يُسمى “الربيع العربي”.
وبُعيد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عما أسماه “صفقة القرن” الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية قامت عدة دول عربية بتوقيع اتفاقيات سلام مع كيان العدو وهي الإمارات البحرين والسودان والمغرب بخطوة لا يُستفاد منها إلا بدعم وجود الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.
وما زال الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة وخارجها رفقة المؤيدين والداعمين له في كل دول العالم ولا سيما سوريا مؤمن بأن الخيار الوحيد لاقتلاع الاحتلال وأذنابه واستعادة الحقوق هو خيار المقاومة بكل الوسائل العسكرية والثقافية والاعلامية وغير ذلك من أدوات متيقناً بأنه “لا يموت حق وراءه مُطالب”.
يذكر أن “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” وثق في بياناته بأن ما يزيد عن 100 ألف فلسطيني استشهدوا منذ العام 1948 حنى اليوم عدا عن اعتقال أكثر من مليون فلسطيني منذ 1967.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر