صفحة مديرية كهرباء اللاذقية : الترشيد والتقنين ثقافة وعلم وفن

من بين كل الصفحات الموجودة على موقع “فيسبوك” تنفرد صفحة “مديرية كهرباء اللاذقية” باهتمامها الكبير بالمواطن وتثقيفه وتعليمه لمعنى التقنين ولأهمية ترشيد الكهرباء، التي “ماعم يشوفها الشعب “ لعدة أسباب أهمها، بحسب الصفحة، انعدام ثقافة الترشيد، مؤكدا أن الترشيد والتقنين هما ثقافة وعلم وفن.

وقال أدمن صفحة مديرية كهرباء اللاذقية في تعريفه عن الصفحة أنها “صفحة خدمية لنقل الواقع الكهربائي في مدينة اللاذقية بداية ثم توسعنا لننشر التوعية للعزيز الغالي على قلوبنا “المواطن”، و حثّه على الترشيد الكهربائي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وطننا الغالي سوريا”.

وأعطانا أدمن الصفحة، وبالرغم من الانشغال الكبير بتوعية المواطن وتثقيفه، بعضا من الوقت ليوضح أهداف وأهمية الصفحة، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، وذلك لأسباب لها علاقة بسرية وحسن سير عملية التوعية التي تقوم بها الصفحة، التي بلغ عدد المعجبين فيها حوالي الـ 50 ألف شخصا، قال الادمن أنه يعتز بوجود 50 ألف “مواطن واعي” بسبب الصفحة.

وأوضح الادمن في بداية حديثه لتلفزيون الخبر أن مشكلة انقطاع الكهرباء لا دخل للدولة بها، لا الوزارة ولا المديرية، بل الحق على “المسلحين اللي دائما بيعتبروا محطات التوليد هدف أساسي لهم والهدف من ضربها زيادة الضغط ع العزيز المواطن وزعزعة ثقته بدولته”، مضيفا أن “طبعاً يوجد جزء من الحق على العزيز المواطن، فثقافة الترشيد غير موجودة، لذلك نحن كمديرية كهرباء اللاذقية موجودين”.

وعن ثقافة الترشيد وأهميته قال الادمن “وضعنا خطط استراتيجية لغرس ثقافة الترشيد في عقل المواطن، ونعتبر أن الترشيد هو الحل لجميع مشاكل الكهرباء في وطننا الغالي سوريا، ولأجل ذلك نحن نشرنا شعار “غذينا لنغذيك .. ورشدها بتكسبها”، مضيفا أن “عملية الترشيد يجب أن تكون نتاج عمل مشترك بين المديرية والمواطن الواعي”.

وعن أهم المصطلحات الكهربائية التي انتشرت في سوريا، التقنين، أوضح الادمن “التقنين بالنسبة للدولة هو كالترشيد بالنسبة للمواطن، مؤكدا تأكيدا قطعيا أن التقنين هو من أهم ما أنتجته الوزارة والمديريات خلال سنين الحرب، مشيرا إلى أن أهداف التقنين، بغض النظر عن بعض ضعاف النفوس ممن يرون فيه ضعفا، هي وطنية بالمستوى الأول.

وأضاف الادمن عن أهداف التقنين ومزاياه “التقنين هو ثقافة وعلم، والتقنين بخففلك من فاتورتك أولاً، وثانيا يطيل من عمر أجهزتك الكهربائية، لان متل ما منعرف جميعا أنو كل قطعة كهربائية لها عمر افتراضي، وثالثاً و هو الأهم، ثقافة “لم الشمل”، لأنو متل ما منعرف كلنا هالايام الشباب مابتشوف غير عيونهم بالموبايلات وخصوصا على الانترنت، وعند انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ما بضل شحن في جوالاتهم أو لابتوباتهم فرح يضطروا آسفين للجلوس مع الأهل وفتح مواضيع بغض النظر إن كانت “بطعمة” او “بدون طعمة”.

ويلخص الادمن أهداف التقنين ومزاياه، التي سيبدأ المواطن بالأحساس بها بعد سنين قليلة، وعمليا بثلاث أشياء أساسية ومهمة هي:
1 – تطويل عمر الأجهزة الكهربائية
2 – توفير مادّي متمثل بالفاتورة الكهربائية
3 – زيادة الرابط الأسروي والاجتماعي بين أفراد العائلة الواحدة

وبين الأدمن أهمية وصعوبة عمل الكهرباء ووزارتها مستعرضا عمل رئيس الحكومة الحالي ووزير الكهرباء السابق، عماد خميس، بقوله “السيد عماد خميس وزير الكهرباء السابق واجه الكثير من الصعوبات في بداية استلامه لمهامه في قطاع الكهرباء كونها من أصعب الوزارات اللي واجهت مشاكل منذ بداية الأزمة ، ومشكلة الكهرباء شبكية بالأساس، يعني اذا بتنضرب محطة توليد رح يصير عندك نقص بالتوزيع لأغلب المحافظات و هنا تكمن مشكلة الانصاف في توزيع الكهرباء و إعطاء الأولوية لمحافظة دون أخرى أو مكان دون آخر مما سيسبب حتماً بحساسية من الأخوة المواطنين”.

وإذا ما أردنا الكلام جديا عن موضوع صفحة “مديرية كهرباء اللاذقية”، بداية نؤكد عبر تلفزيون الخبر وحسب ما قاله الادمن أن الصفحة غير رسمية ولا تتبع لوزارة الكهرباء ولا مديريتها لا في اللاذقية ولا غيرها من المحافظات، ولكن هي كغيرها من صفحات السوريين الساخرة انشأت بغرض رسم بسمة في ظل سنوات حرب لم تترك للسوريين مجال سوى الفضاء الالكتروني ليعبروا فيه عن مواهبهم وقدرتهم على الابتسام في وسط الحرب.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر