ماذا تعرف عن قناة السويس ؟
تعتبر قناة السويس أهم ممر ملاحي في العالم نظراً لأهميته وموقعه الاستراتيجي، فربطها بين البحرين الأحمر والمتوسط تكون أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا.
تاريخ حفر القناة:
ترجع فكرة القناة إلى الحملة الفرنسية على مصر، عام 1789، بقيادة نابليون بونابرت حيث كان الهدف ضرب أية طرق ملاحية آخرى تربط بين أوروبا والشرق، وبالتالي ضرب المصالح البريطانية على وجه الخصوص.
فشلت الفكرة آنذاك بسبب تقديرات علماء الحملة بأن منسوب البحرين الأحمر والمتوسط مختلفين وبالتالي فإن حفر القناة سيعرض مصر إلى الغرق.
ولكن بعد خروج الحملة من مصر، أكد علماء أن النظرية السابقة خاطئة، حيث تم إحياء الفكرة مرة آخرى على يد مهندس فرنسي يدعى فرديناند ديليسبس.
وبدأ حفر القناة في عهد الخديوي سعيد، وبعد وفاته، استكملت أعمال الحفر شركة فرنسية بالاتفاق مع الحكومة المصرية التي كان يترأسها في ذلك الوقت الخديوي اسماعيل، حيث تم افتتاح القناة عام 1869.
طول وعرض القناة:
يبلغ طول قناة السويس حوالي 5.162 كيلو متر من مدينة السويس جنوباً حتى المدخل الشمالي لمدينة بورسعيد على البحر المتوسط، بينما عرضها حوالي 300 متر أما العمق فقد كان في البداية حوالي 8 أمتار.
ومع عمليات التطوير والحفر المستمرة التي تقام كل بضعة أعوام وصل عمق القناة أو غاطس السفن إلى حوالي 12.20 متر وهو عمق جيد جداً لمرور السفن بأمان تام بدون مشاكل تذكر.
تأميم القناة:
في تموز 1956، أعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس، وجعل إدارتها إدارة مصرية خالصة وتعود أرباحها جميعاً للخزانة المصرية.
ويعتبر مؤرخون أن قرار التأميم هو أحد الأسباب المباشرة لإعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة العدو “الإسرائيلي” الحرب على مصر، ضمن العدوان الثلاثي، والذي انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية.
كم تستغرق السفن من الوقت لعبور القناة ؟
في البداية كانت تستغرق السفينة الواحدة حوالي 40 ساعة أو أكثر، لكن قل هذا العدد، في الستينات من القرن الماضي، لحوالي 16 ساعة، واستمر هذا المنوال حتى مشروعات التوسعة المتتالية بحيث أصبح عدد الساعات الكلية حوالي 13 أو 14 ساعة.
الأهمية التجارية للقناة:
تعود القناة بدخل كبير لمصر، كما تساهم بانخفاض الناحية المادية لعملية النقل التجاري بين الدول، كما أنها توفر الوقت والجهد الذي كانا في السابق قبل حفر قناة السويس،
وتعبر القناة، ووفق البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة قناة السويس، قرابة 24% من إجمالي تجارة الحاويات العالمية، فيما تستوعب القناة نسبة 100% من تجارة الحاويات المارّة بين آسيا وأوروبا.
ويمرّ ما يقرب من 66% من صادرات النفط الخليجي إلى الدول الغربية عبر قناة السويس، وخط أنابيب سوميد الذي يربط الإسكندرية بالبحر الأحمر.
وتقول وكالة بلومبيرغ إنه يمر حوالي 12% من التجارة العالمية، وحوالي 10% من تجارة النفط المنقولة بحراً، و 8% من الغاز الطبيعي المسال العالمي عبر القناة.
أزمة العبور في القناة:
أظهرت بيانات الشحن أن سفينة نقل الحاويات “إيفر غيفن” الضخمة العالقة في قناة السويس تعطل بضائع تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار كل يوم، ويعادل هذا 400 مليون دولار من التبادل التجاري في الساعة على طول الممر المائي الذي يعد معبرا حيويا بين الشرق والغرب.
وبحسب بيانات مجلة لويدز ليست (Lloyd’s List)، المختصة بالشحن، تقدر حركة المرور المتجهة غرباً عبر القناة بحوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً بحوالي 4.5 مليار دولار في اليوم.
يذكر أن سفينة الحاويات التابعة لشركة أيفر غرين جنحت لتسدّ الممر الملاحي الذي يعدّ أحد أكثر الممرات المائية نشاطا في العالم حيث باتت محصورة بين جانبي القناة بعد أن تعرضت لرياح شديدة.
وأعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة مؤقتًا، الخميس، وذلك لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة بالممر الملاحي منذ يوم الثلاثاء.
تلفزيون الخبر