فلاش

“صارت أكلة اكابرلية” .. 2000 ليرة كلفة التبولة لأربع أشخاص

“تحضير طبق من التبّولة يكفي 4 أشخاص فقط يحتاج إلى 2000 ليرة”، هذا ما قالته عبير لتلفزيون الخبر، في بداية حديثها عن سوء الحال المعيشي.

و كانت شهدت أسعار الخضار خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيرا اعتبره الكثيرون كارثيا وبلغ سعر كيلو الكوسا 1000 ليرة سورية، في حين بقيت الأسرة السورية تراقب ارتفاع أسعار الخضروات وتحلم بانخفاضها، حتى بات صنع طبق التبّولة على العشاء مشروعا يحتاج لحسبة دقيقة.

واعتاد السوريون إعداد طبق التبّولة كنوع من المقبلات أو السلطات في مختلف الأوقات، أما اليوم فهو “أكلة اكابرلية” حيث بلغ سعر ربطة البقدونس الواحدة 60 ليرة، وكيلو البندورة 200 ليرة، وتباع الخسة بـ 200 ليرة، بينما يباع كيلو البصل الأخضر بـ 800 ليرة، وكيلو الليمون الحامض 200 ليرة.

وتعتبر التبّولة سلطة شعبية متوسطية مشهورة في سوريا، وانتشرت بين باقي بلدان حوض المتوسط، تتكون سلطة التبّولة من البقدونس، والبندورة المقشرة والبرغل، والنعناع الأخضر، ويضاف إليها زيت الزيتون، والليمون والأخضر، والملح.

وتقول عبير لتلفزيون الخبر “إن أسعار الخضروات ارتفعت بشكل كبير، خاصة البقدونس والبصل الأخضر والخس، وبعد أن كانت الخسة بـ 10 ليرات أصبحت بـ 200 ليرة، وأصبح صحن التبّولة يحتاج إلى حسابات مادية قبل التفكير بتحضيره”.

و تضيف “أسعار الخضروات ترتفع، وحجة التجار دائماً ارتفاع أجور النقل، وكل تاجر يبيع على هواه، بينما تختفي الرقابة التموينية، ويبقى المواطن تحت رحمة أصحاب المحال التجارية”.

ورغم ارتفاع أسعار الخضروات، وضرورة تواجدها كاساس غذائي يقوم اعتماد العائلات عليها، لتحضير الطعام، خاصة بعد نسيان اللحوم التي ارتفعت أسعارها إلى ما فوق قدرة المواطن السوري البسيط(وهم الشريحة الاكبر) الشرائية.

وخلال سنوات الحرب استمرت الأسرة السورية بتغيير عاداتها الشرائية، والاستعاضة عن المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بالخضروات، وبقيت ربة المنزل على أمل أن تستطيع الحفاظ على طبق السلطة أو التبّولة بديلاً عن المرتديلا أو اللبنة أو البيض أو اللحوم التي ارتفعت أسعارها أكثر من 3 أضعاف.

لتصبح التبولة اليوم مشروعا عائليا يحتاج إلى خطط استراتيجية، لا تنجح مع معظم الأسر، التي تعيش حياتها اليوم كفيديو كليب يومي لأغنية الصبوحة “عالبساطة البساطة يا عيني عالبساطة غديني جبنة وزيتون وبتعشيني بطاطا”، مع العلم ان آلاف الأسر السورية توقفت عن تموين الزيتون نظرا لارتفاع تكلفته، وذلك بعد سنوات من نسيانهم لأمر تموين الجبنة.

 

سهى كامل – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى