الرقة المحافظة السّبية.. أربعة أعوام على الّنقاب
مرت سنة أخرى على محافظة الرقة المنسية وهي لا تزال تعيش في عصر أخر غير عصرنا، وما زال يحتلها أناس من خارج هذا العصر، يعيشون ويجبرونها على العيش في عصور مرت واندثرت.
الأخبار القليلة والشحيحة الواردة من المحافظة المنسية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي كفيلة بايضاح الكيفية التي يسير بها تنظيم “داعش” معقله الأساسي في سوريا.
إعدام بطلق ناري، اعدام بتفخيخ كاميرا، اعدام بتفخيخ حاسوب محمول، اعدام بالحرق، اعدام دهسا بالدبابات، اعدام بالصلب، اعدام بالاغراق بالمياه، اعدام صعقا بالكهرباء، هي أبرز ما أدخله تنظيم “داعش” للمحافظة التي احتلها منذ ما يقارب السنوات الأربع.
وتعددت أسباب الاعدامات كما تعددت طرق تنفيذها، من تهمة التعامل مع الدولة السورية لتهمة التعامل مع “التحالف الدولي”، لتهم كالتدخين علنا أو بالسر، أو تهمة التواصل مع أحد أفراد العائلة من خارج المحافظة، وحديثا تهريب الناس خارج الرقة.
وجلب التنظيم معه بعد معركته التي خسرها في مدينة الموصل العراقية أبرز قادته وعائلاتهم ليسكنهم في الرقة، ويفرض تقييدا على التقييد الذي كان مفروضا، ويغرق المحافظة بظلام أشد وطأة من الظلام التي كان يسودها.
وميدانيا، في منتصف 2016 بدأ الجيش العربي السوري عملية باتجاه الرقة انطلاقا من محور بلدة أثرية في ريف حماة الشرقي باتجاه محافظة الرقة، وتمكن الجيش خلالها في 48 ساعة من السيطرة على عدة نقاط وتلال حاكمة على هذا المحور، ووصل إلى مفرق ذكية الاستراتيجي، الذي يفصل محافظة حماة عن محافظة الرقة، حيث توقفت العملية.
ودخلت المحافظة عام 2017 في ظل اشتباكات عنيفة تدور في محيط مدينة الطبقة التي تحاول القوات الكردية متمثلة بـ “وحدات حماية الشعب” السيطرة عليها وطرد تنظيم “داعش” منها، ووصلت فيها القوات الكردية إلى مشارف الطبقة على بعد كيلومترات قليلة جدا من سد الفرات، مدعومة بسلاح الطيران التابع لـ “التحالف الدولي” مع نهاية 2016.
وتؤكد مصادر ميدانية أن “قوات سوريا الديمقراطية – ذات الأغلبية الكردية “المدعومة من طائرات “التحالف الدولي” سيطرت على قرية وديان التي تبعد عن سد الفرات نحو 4 كم غرب الرقة بعد اشتباكات مع مسلحي “داعش” يوم الجمعة.
ويعيش سكان الرقة على أمل أن تكون الهدنة التي أعلنت نهاية هذه السنة بداية لعملية مشتركة، كثر الحديث عنها، تضم جيش أكثر من بلد، من بينها بطبيعة الحال الجيش العربي السوري، لطرد الظلام المخيم على المحافظة المنسية، لتنزع نقابها كمعظم من تحرر من سواد التنظيم، ويترقب العالم الصور التي يمكن أن نشاهدها للمحافظة السبيّة بعد تحريرها.