تلفزيون الخبر في مخيم الكرنك للنازحين الحلبيين في طرطوس .. “ ريجعين “
هل يعود الحلبيون لحلب بعد تحريرها ؟ سؤال من المنطقي والطبيعي أن يطرحه أي متابع، ومن الطبيعي أن يستغرب أي حلبي من أبناء المخيمات هذا السؤال، وأغلب الأجوبة تأتيك “لكان اش يعني ما نرجع؟”.
وجاءت إجابات الغالبية العظمى من النازحين عن سؤال إن كانوا يريدون العودة لحلب بصيغة الاستغراب، موضحين أنهم بالتأكيد سيعودون هي مسألة محسومة، لنفهم أن السؤال كان يجب أن يطرح بصيغة أخرى، “متى ستعودون لحلب”؟.
فاطمة الحلبي، مواطنة حلبية وتعمل في المخيم مشرفة مع إحدى الجمعيات، قالت لتلفزيون الخبر “العائلات تؤجل عودتها لحلب لأسباب عدة، ولكن بالتأكيد فكرة العودة هي أمر غير مطروح للنقاش”.
وأضافت فاطمة، التي نزحت منذ حوالي الاربع سنوات من حي قاضي عسكر، أن قضية العودة لحلب ترتبط بعوامل متعلقة بالتوقيت، موضحة أن قضية المدارس والبرد هما الأهم.
وقال ماهر الحسن مدير المدرسة التي تخدم المخيم أن الناس تريد العودة ومصممة على ذلك، لكنها تفكر مليا قبل قرار العودة، مؤكدا أن الكثير من العائلات تنتظر حتى ينتهي موسم الدراسة لتعود باتجاه حلب.
وخلال اللقاء مع المدير ماهر الحسن في غرفة الادارة، أكثر من طفل دخل سائلا “استاذ ايمتى الجلاءات؟”، وعلق المدير أن الجلاءات عند بعض الأطفال مرتبطة بالعودة لحلب، مبينا أن بعض العائلات ستعود خلال العطلة الانتصافية القريبة.
و بين مدير مدرسة “الوافدين” في المخيم أن المدرسة، التي تضم حوالي 186 طالبا وتدرس من صف الأول لصف السادس، تشهد نسبة تسرب تعد مقبولة إلى حد ما، موضحا، وحسب وجهة نظره، أن الذين سيرجعون يجب أن يكون في مناطقهم مدارس تتيح للأطفال متابعة دراستهم.
وقالت منال، إحدى الساكنات في المخيم، “لدي ثلاثة أطفال في المدرسة، العودة حاليا مؤجلة لما بعد الانتهاء من المدارس”، مضيفة “لدي ايضا أخ وأخت سيتقدمون هذه السنة لامتحانات البكالوريا، والعودة فورا ستضر دراستهم”.
وأضافت منال، النازحة من حي الشعار منذ أربع سنوات، “نحنا أحق الناس بحلب، بدي ولادي يفتحوا عينن ع حلب، طلعوا منها ما بيوعولها”، مطالبة بأن يتم تخديم المدراس في المناطق التي سيعودون إليها، كما طالبت بمتابعة دورات الدعم النفسي والاجتماعي والتوعية للأمهات والأطفال كما في طرطوس في حلب.
عبد الوهاب، مواطن حلبي أيضا يسكن في مخيم الكرنك، أوضح لتلفزيون الخبر أنه بالإضافة لوجود أطفاله في المدارس، فإن عمله في حلب توقف وإذا عاد لا عمل لديه ليعيله وأسرته.
وقال عبد الوهاب، ابن حي قاضي عسكر، أن عمله في حلب كان على مطبعة في منطقة طريق المطار، وهي حاليا غير متاحة للعمل، فالآلات سرقت أو دمرت، مضيفا “الرجعة شي مفروغ منو بس ايمت ما بعرف، بدي شغلي يرجع لأرجع، وإلا منين بيعيشوا أهلي؟”.
وبين عبد الوهاب أنه حاليا يعمل بالدهان ومستعد للعمل في حلب بالدهان إذا “صحلو”، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية أن تتواجد في المنطقة مدرسة ليتابع أطفاله دراستهم.
أما محمد، أحد المراهقين الذي يعمل على شاحنة نقل “سوزوكي”، فقال لتلفزيون الخبر أن عودته حاليا مرتبطة بمجيء والده الذي ذهب لحلب ليستطلع أوضاع البيت في حلب.
وأضاف محمد، ابن حي الفردوس الحلبي، أنه يريد العودة والعمل في حلب، ولا يحب أن يتابع دراسته ولا يهمه لا المدرسة ولا غيرها، ويشار إلى أن حالات مثل محمد موجودة وبكثرة في المخيم.
أبو جمعة، مواطن حلبي “على قدو” نازح من حي الصاخور، قال لتلفزيون الخبر بعفوية “بدنا بس شوية مي، مو مشكلة الكهربا، المي مشكلتنا، بلا مي ما فينا نعيش”، مردفا “انشالله نرجع هنيك بيتنا وارضنا”.
وأكد المسؤولون عن المخيم أنه وحتى الآن عاد نحو 20، عائلة من المخيم إلى حلب عائدين لبيوتهم، وكل ما يتطلبه الأمر هو براءة ذمة من الشؤون الاجتماعية ومن المخيم فقط.
يذكر أن مخيم الكرنك هو أحد مخيمات النازحين الحلبيين في محافظة طرطوس، حيث تنتشر الخيم وما كان يفترض أن تكون شاليهات، اتخذها النازحون مسكنا لهم بدلا من بيوتهم التي تركوها وراءهم في حلب، وهم الذين أطلقوا الزلاغيط والدموع يوم حررت حلب، وأطلق المتطوعون من أبناء المخيم النار فرحا بالتحرير، علما أن حوالي 111 شخصا يخدمون ضمن صفوف الجيش العربي السوري وقواته الرديفة من المخيم.
وترى في المخيم محلات سمانة فقيرة متوزعة أو سائقي “سوزوكيات” يبيعون الخضار أو ترى من قام باقتناء دجاجات ليستفيد من بيضها أو من بيعها كلحم، أحدهم رد على سؤالنا إذا ما أراد الرجوع لحلب بقوله “كم جاجة منربيا ما منعتبر انو صرنا ببيتنا، بدي ارجع بس ..”.
علاء خطيب