وللحمّامات حصة في أمثالنا الشعبية
مهما تطورت أدوات الحياة وطُرق العيش لا يمكن أن يمر يوم دون أن نستخدم بعض “الأمثلة الشعبية” الموروثة التي تفيدنا في اختصار كلام أو حالة او إيصال فكرة بطريقة أسهل، حيث نستخدم هذه الأمثلة بشكل أوتوماتيكي، ولا ندري أن لكل مثل أصل وقصة.
وللحمّامات حصة وافرة من الأمثلة كتلك التي جاءت من العهد العثماني عندما كانت تنتشر الحمامات العمومية، فقام رجل ببناء حمام ولكن لسوء حظه لم يزره الكثير من الناس.
ولجأ صاحب الحمام الى حيلة أن الاستحمام في هذا الحمام سيكون مجاناً، وفعلا توافد أهالي الحي بالعشرات واستحموا، وعندما همّوا بالخروج واجههم بحقيقة أنّ اللافتة تشير إلى أن “الدخول مجاناً فقط ” ولن يسلمهم ثيابهم مالَم يدفعوا، وحينها انتشر المثل ” دخول الحمام مو متل طلوعو”.
أما قصة ” اللي استحوا ماتوا” تعود الى حمام سيدات، كانت النساء يستحممن فيه عاريات لا يسترهن إلا البخار، وفي يوم من الأيام اندلع حريق كبير في هذا الحمام، حيث وقعت النساء بين خيارين صعبين إما الخروج من دون ملابس أو الموت حرقاً.
وأمام هذا الحرق ، بعض النساء فضلن الخروج وهنن عاريات على الموت حرقاً وعند عودة صاحب الحمام هاله ما رأى وسأل البواب هل مات أحد من النساء؟ فأجابه البواب نعم …. فقال له من مات؟ أجاب البواب: اللي استحوا ماتوا.
وربما أصعب المواقف في الحمامات هو انقطاع المياه فجأة، فعند انقطاعها يبدأ المستحمّون بطرق الطاسات على الأرض ويبدأون بالاحتجاج ونداء أصحاب الحمام، ومن هنا جاء المثل “متل الحمام المقطوعة ميّتة” للدلالة على الفوضى وعدم الانتظام.
وتتعدد مصادر مثل ” ضاعت الطاسة” ومنها ما يخص الاستحمام، ففي أحد الممالك القديمة عاش ملك وملكة وعندما أوشكت الملكة على الولادة جلبوا لها قابلة لمساعدتها.
ودخل وزير الملك ليسأل القابلة عن جنس المولود، وأجابته القابلة بأنه ذكر وابن حرام فتفاجئ الوزير وطلبها منها تفسير فأجابته أنها عندما تنتهي من عملية لولادة تقوم بتنظيف الطفل في طاسة ، وبعدها تتركه في الماء فإذا طفى يكون ابن حرام والعكس يكون ابن حلال.
وعندما رأى الوزير الطاسة أمر برميها في البحر لحفظ وجه الملك وطلب من القابلة إخبار الناس أن “الطاسة ضاعت”.
تلفزيون الخبر