العناوين الرئيسيةثقافة وفن

بعد بدء ترميمه عام 2017.. سوق السقطية يفوز بجائزة “إيكروم” للآثار

فاز مشروع إعادة تأهيل “سوق السقطية” الأثري في مدینة حلب بالمركز الأول في جائزة “إیكروم الشارقة” للممارسات الجیدة في حفظ وحمایة التراث الثقافي في المنطقة العربیة، وذلك ضمن أعمال الملتقى العربي الذي حمل عنوان “الأصالة والمجتمع وحفظ التراث في الفكر العربي”.

المشروع بدأ في عام 2017 وتم تنفیذه قبل نحو عام كمشروع نموذجي ورائد ضمن أسواق مدینة حلب القدیمة من قبل صندوق الآغا خان للثقافة كجهة مانحة وممولة ومشرفة، بالتعاون مع العدید من الشركاء المحلیین، مثل مجلس مدینة حلب والمدیریة العامة للآثار والمتاحف والأمانة السوریة للتنمیة.

وبعد إعلان الفوز قال الدكتور علي اسماعيل مدير الآغا خان في تصريح خاص لتلفزيون الخبر: المشروع عمل جماعي تكاملي، وأهم ما فيه هو المنهجية التي اتبعناها في تطوير استراتيجية متكاملة لإعادة إحياء مناطق من التراث الإنساني العالمي الموضوعة على لائحة الخطر، ومن ضمنها مدينة حلب القديمة.

وأضاف: إعادة تأهيل السقطية كان نتيجة وليس هدفاً، إذ سيليه سوق الحرير الذي انتهى الشغل عليه من الخارج، كما سيتم العمل على ما حولهما وفق ذات المنهجية، فالهدف أن يكون هناك منطقة متكاملة تنهض مع بعضها، والسعي لعودة الحياة الطبيعية إليها.

وقال اسماعيل: المهمة شاقة، لأنه من الأسهل أن تتعاطى مع بناء حديث، لوجود معايير واضحة، أما الأبنية القديمة فهي بحاجة لعناية أكبر، وتزداد الصعوبة إن كان مسجلاً على لائحة التراث العالمي، وهذا يحمل مسؤوليات كبيرة، خاصة أنه يتم التعاطي مع واقع مفروض بتعقيداته.

ونفذ المهندس باسل الظاهر مشروع إعادة تأهيل سوق “السقطية” في حلب، وأشرف على دراسته بالشراكة مع ممول المشروع “مؤسسة آغا خان”، والمديرية العامة للآثار والمتاحف، والأمانة السورية للتنمية.

وأوضح مدير الآغا خان بأن الجائزة جاءت لتؤكد أن عملنا يراعي أفضل المعايير على مستوى العالم وليس فقط على المستوى المحلي، و”جائزة الإيكروم” شهادة نعتز بها، لأننا كنا نبذل كل جهد كفريق لنضمن أن عملنا سيكون وفق تلك المعايير.

“إلى جانب سوق السقطية، وسوق خان الحرير، هناك من تكامل مع مشروع إعادة التأهيل” هذا ما قاله “اسماعيل”، موضحاً: “ذلك تم في سوق الخابية، وسوق النسوان الذي قام تجارهما بجمع تمويل ذاتي، وسوق الحدادين الذي أنجز أصحابه الكثير من أعمال الترميم والتأهيل، وما أفرحنا أن المعايير التي اشتغلنا عليها يتم اعتمادها من قبل الغير، وهذا مؤشر مهم”.

وقال مدير الآغا خان إن هدف المشروع هو إعادة الحياة إلى تلك الأماكن الأثرية أكثر منه تحويلها إلى متاحف يزورها الناس، أي أن یعاود التجار نشاطاتهم الاقتصادیة والاجتماعیة، بعد أن توقفت أعمالهم تماماً نتیجة للدمار الكبیر الذي لحق بالسوق.

ولفت الدكتور علي اسماعيل إلى أن دور الإعلام كبير في تسليط الضوء على ضرورة إعادة أصحاب المحلات الحياة إلى تلك الأماكن.

ویعتبر سوق السقطیة واحداً من أسواق حلب الشهیرة التي تعود أصول أقدمها إلى القرن الرابع قبل المیلاد، والتي كانت تزخر بالمحال التجاریة التي تقع على طرفي الشارع الذي یمتد بین قلعة حلب حتى أطراف باب إنطاكیة (كما یعرف الیوم).

وشاركت “الأمانة السورية للتنمية” في مشروع ترميم سوق السقطية، عبر برنامج التراث الحي الذي تديره، وشمل عمل “الأمانة” في تأهيل السوق على عملية مسح اجتماعي لطبيعة المهن والأسواق بالتعاون مع مجلس مدينة حلب.

وتركز برامج “الأمانة السورية للتنمية” على ترميم المعالم التاريخية البارزة وإحيائها كما كانت في سابق عهدها قبل الحرب، ومن بينها سوق “السقطية” في حلب لما له من مكانة تاريخية وتراثية في المدينة.

وتعمل “الأمانة” كذلك على إحياء النسيج العمراني المحيط بها لتأمين الحد الأقصى من الفرص لتحقيق تنمية اقتصادية مجتمعية مستدامة بما في ذلك ترميم مظهر السوق التراثي، وتعزيز قيمته التجارية، وتشجيع الصناعات الإبداعية المناسبة.

يقع سوق السقطیة إلى الجنوب من موقع المسجد الأموي الكبیر على مقربة من خان البنادقة وخان الحریر وإلى الغرب من سوق العطارین، ویتألف من 53 محلاً تجاریاً تباع فيه مختلف أنواع الأطعمة والمعجنات والمواد الأولیة التي تدخل في صناعة الحلویات، والعدید من المواد الأخرى.

وتضمنت أعمال التأهيل محور السوق الرئیسي والسطح الخارجي والبنیة التحتیة للسوق وإعادة تشغیل شبكات وأجهزة الإنارة باستخدام الطاقة الشمسیة.

وامتلك سوق السقطية كل العوامل التي أهلته للفوز، ومن أبرزها الدراسات العلمية التي تمت للموقع وتحضيرات إطلاق عمليات الترميم، والتي بدأت في عام 2017، والمنهجية المتبعة لمشروع الترميم وتحديد المهام، ووضع آلية مشتركة للتعاون بين الجهات المعنية لإنجاز الأعمال المطلوبة في الوقت المحدد، والعودة إلى الحقب التاريخية لكل مبنى وتاريخ إنشائه مع التركيز على الأبنية في محيط الجامع الأموي. حيث انتهى الترميم في الشهر السابع لعام 2019.

بديع صنيج- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى