شركة “الهرم” تزيد طوابير اللاذقانيين واحداً.. وترفع احتمالات إصابتهم بفايروس كورونا
اشتكى العديد من المواطنين عبر تلفزيون الخبر من واقع تسليم الحوالات في شركة الهرم بمدينة اللاذقية، والذي وصفوه بالكارثي في ظل بدء الموجة الجديدة لانتشار فايروس كورونا في سوريا.
وتحدث المشتكون لتلفزيون الخبر عن العديد من المشاكل “تبدأ بالانتظار الطويل وغير المنتظم إلى التزاحم الشديد، والتلاعب بالدور إلى عدم الالتزام بأية معايير وقاية وتعقيم ضد فايروس كورونا”.
وقال أنس (أحد المنتظرين على الدور) لتلفزيون الخبر: “لا يمكن تبرير تجاهل المواطن للالتزام بإجراءات الوقاية وإنما يمكن تفهمه في ظل الأزمات المتتالية التي تسقط على رأسه تباعاً، ولكن أن تقوم بتجاهلها شركات خاصة من المفترض أن يكون همها الأول رضا الزبون وراحته وسلامته لئلا تستقطبه شركة منافسة أخرى، فهو أمر غريب فعلاً”.
ويضيف أنس: “إن طبيعة عملي تستوجب عليّ استلام راتبي كحوالة مالية في بداية كل شهر، فيأتي يوم استلام الراتب كمغامرة حقيقية يمكن أن تُذهب التزامي بالوقاية والنظافة وحرصي طوال الشهر على سلامتي وسلامة عائلتي سدى.
وتابع “حيث أضطر للوقوف نصف ساعة كحد أدنى في مكان ضيق ومخنوق مع عدد كبير من الناس يفصل بين الواحد والآخر ما لا يزيد عن 10 سم”.
وأضاف: “من بين أكثر من خمسين عميلاً ينتظر دوره لا تجدُ أكثر من أربعة أو خمسة أشخاص يرتدون كمامات، فتجد نفسك أمام خيارين إمّا أن تشقّ طريقك وسط الجموع وتلامس أكثر من عشرين شخصاً ملامسةً مباشرة في طريق الدخول والخروج، أو تتنازل عن حوالتك وتبحث عن شركة أخرى تحترم زبائنها”.
والتقى تلفزيون الخبر عددا من المواطنين كانوا ينتظرون في طابورٍ غير منتظم لا بداية واضحة له ولا نهاية، في فرع الشركة في منطقة الزراعة بمحافظة اللاذقية ورصد معاناتهم في سبيل الحصول على حوالاتهم المستحقة.
تقول سارة لتلفزيون الخبر: “يقوم الموظفون بجمع الهويات الشخصية لتنظيم الدور، فتتفاجأ أن شخصاً دخل بعدك بعشرين دقيقة استلم حوالته وغادر وأنت ما زلت تنتظر.
وحين تعبر عن استيائك وتسأل الموظفة التي تقوم بإدخال البيانات: إيمتا دوري؟، تجيبك بلا نفس: ما بعرف .. عجقة بدك تنطر .. يمكن كمان نص ساعة! .. ثم تتأفف بوجهكَ وكأنك تشحدُ مالك منها”.
وعند الدخول للمركز يجدُ العميل ورقتين، مطبوعٌ بخط عريض على الأولى: “الزبائن الكرام بناءً على قرار السيد محافظ اللاذقية وحفاظاً على الصحة العامة يمنع الدخول بدون كمامة لأي شخصٍ كان”.
ومكتوب على الأخرى: “كمامة الآن أفضل من المنفسة غداً”، ولكنه إذا ما نظر نظرةً خاطفةً على المكان لا يجدُ موظفاً واحداً يضع كمامةً، أو شخصاً واحداً مُنع من الدخول لأنه لم يرتدي كمامة.
يقول حسن: “أنا طالب جامعي وخرجت بين محاضرتين لأستلم حوالة مالية وصلتني من أهلي، ولم أكن أتوقع أن أقف أكثر من نصف ساعة منتظراً دوري وأضيع المحاضرة الثانية لأن إحدى الموظفات شعرت فجأة أنها بحاجة لتشرب فنجان “نسكافيه”
وتابع حسن ” فتوقفت الموظفة عن العمل ربع ساعة لتزيد الحركة تباطؤاً دون الاكتراث لأوقات الناس وأعمالهم، إنهم يعاملوننا كأننا عبيد عندهم، ربما نسي موظفوا الشركة أنها خدمة مأجورةٌ سلفاً”.
ويضيف: ” ليس هنالك مشكلة في الانتظار إذا ما كان عادلاً وكلّ شخصٍ يمشي حسب دوره، ولكن عندما يدخل شخصٌ يعرف إحدى الموظفات فتشق له طريقاً بين الصفوف وتطبع لهُ وصلهُ ثم يقبض حوالته ويخرج دون أن يمضي في المركز أكثر من دقيقتين، نشعر نحنُ البقيةُ الذين لا نعرفُ أحداً أننا مواطنون درجة ثانية، ونتذكر وقفاتنا في طوابير مؤسسات الدولة”.
وقالت سهى لتلفزيون الخبر: “لقد ترددت قبل الدخول للمركز بسبب الازدحام الشديد وصعوبة الوصول للموظفين لحجز دور ولكن لم يكن بإمكاني تأجيل استلام الحوالة لوقت آخر”
وتابع “وفكرت أن أتقدم بشكوى لمدير المركز لأضعه بصورة الوضع الكارثي الذي يحدث في مركزه، ولكنني رأيت باب مكتبه مفتوح وهو يشاهد كلّ شيء فسألت نفسي ما جدوى أن أخبره بشيءٍ أمام ناظريهِ كل الوقت!”.
يذكر أن شركة الهرم تعد أبرز شركات الحوالات المالية الداخلية في سوريا وأكبرها من حيث الانتشار وعدد الفروع في كافة المحافظات السورية، في ظل غياب منافس حقيقي لها في سوق تحويل الأموال.
تلفزيون الخبر