سياسة

ماهي مناطق “خفض التوتر” أو ” التصعيد” التي يسمع عنها السوريون؟

دخل مفهوم “مناطق خفض التوتر” أو “التصعيد” القاموس السياسي المرتبط بالحرب في سوريا، وصار متداولاً إعلاميا وسياسياً بعد توقيع “مذكرة تفاهم” عرضتها روسيا أثناء الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا عام 2017، فما الذي يعنيه هذا المفهوم؟

بالتعريف، تعني منطقة خفض التوتر مساحات معينة تعمل دول أطراف على تخفيف وضبط الأعمال القتالية فيها، ومنح السكان ظروفاً أكثر آمناً.

وكان الغرض الأساسي لإنشاء هذه المناطق في سوريا عام 2017، توفير وصول إنساني سريع وآمن وتهيئة الظروف لعودة آمنة وطوعية للاجئين، حسب المقترح الروسي أثناء المفاوضات.

ونصت وثيقة مناطق “خفض التوتر” على ” وجود ضامنين هم روسيا وإيران وتركيا، يتولون القيام خلال فترة زمنية محددة بعد التوقيع، بتشكيل فريق عمل مشترك لوضع خرائط تحدد هذه المناطق”.

كما تضمن الجهات المعنية وفاء الأطراف المتصارعة بالاتفاقات المتعلقة بضبط الأعمال القتالية، كما ينص على مساعدة القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على مواصلة القتال ضد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” (فتح الشام)، والأشخاص والجماعات والمنظمات التابعة لها.

ذلك أن ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة لا يعني الكف عن محاربة التنظيمات الإرهابية التي تتواجد فيها.

تم التوقيع على مذكرة التفاهم بخصوص مناطق “خفض التوتر” من قبل ممثلي الدول الراعية لمحادثات “أستانا” في أيار 2017، بينما أعلن وفد “المعارضة” آنذاك أنه “ليس جزءاً من الاتفاق”.

وكانت المناطق التي حددتها المذكرة ونشرتها وزارة الخارجية الروسية، تشمل محافظة إدلب وأجزاء معينة من المحافظات المجاورة (اللاذقية – حماه – حلب)، إلى جانب مناطق معينة في شمال حمص والغوطة الشرقية ومناطق في محافظتي درعا والقنيطرة.

كما تم الاتفاق على أن تقوم مجموعات العمل المشترك بتحديد حدود هذه المناطق، ووقف استعمال جميع أنواع السلاح فيها، بما فيه السلاح الجوي، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبلا انقطاع.

ومن الضروري التمييز بين مناطق خفض التوتر والمناطق الآمنة أو العازلة التي تتطلب عادة موافقة من مجلس الأمن، وتتطلب فرض حظر جوي، ووجود قوات مجهزة على الأرض لمنع الاعتداء على المدنيين، بينما لا يقتضي إقامة مناطق لخفض التوتر موافقة دولية أو فرق عسكرية خاصة.

وجاء اتفاق “سوتشي” في أيلول عام 2018 ، ليؤكد على إبقاء منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها، بالإضافة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى