العناوين الرئيسيةفلاش

قمامة وتخريب وتكسير في مبنى أثري دمشقي .. هل وصل القائمون على الدراما السورية إلى هنا؟

تواصل أهال من مبنى في حي القصاع بدمشق، مع تلفزيون الخبر، مشتكين من الأذى والتخريب الذي ألحقته شركة إنتاج تلفزيوني بمبناهم السكني، والإزعاج غير المبرر طيلة مدة التصوير التي تجاوزت الشهر، وتركهم للقمامة حتى بعد انتهاء التصوير في هذا الموقع.

تكسير درج حجري.. والإصلاح بالاسمنت

وقال المشتكون، إن “شركة إنتاج العمل استأجرت شقة في مبنى “الصعبية”، وخلال فترة التصوير ألحقت الأذى فيه، وأقدم القائمون على العمل بترك القمامة والأوساخ ومخلفات التصوير في الموقع”.

وأشار المشتكون إلى أن “أفراداً من طاقم العمل، قاموا بتكسير إحدى درجات المبنى الحجرية، من أجل مشهد يحتاج إلى “درجة مكسورة”، علماً أن البناء أثري، ويمنع تغيير أي شيء فيه”.

وذكر أحد المشتكين من سكان المبنى، لتلفزيون الخبر، أنه “اقترح عليهم قيام مهندسي عمارة أو تصميم، بتصميم درجة أخرى مكسورة على طريقة “ماكيت”، دون الحاجة لكسر الدرج فعلياً

ليفاجأ في اليوم التالي بالدرجة المحطمة، حين أصابت أحد زواره وسقط من عليها، مما يجعلها مصدراً لأذى أي شخص يرتاد المبنى سواء من سكانه، أو زوارهم”.

ونوه المشتكون إلى أن “المسؤولين عن العمل، جاءوا بفكرة إصلاح الدرجة بالاسمنت (شمينتو)، وبالرغم مما يتركه هذا الحل من مظهر مشوه للمبنى، لم يقوموا بأي إصلاح كما وعدوا، تاركين الدرجة مكسورة من أحد أطرافها”.

إيقاف شفاطات الماء دون علم السكان

فوجئ سكان المبنى بعدم وصول المياه إلى خزانات منازلهم، في مبنى التصوير، ليعلموا لاحقاً أن السبب “إيقاف طاقم عمل المسلسل لمضخات الماء دون إعلام سكان المبنى، بعدما أثر صوتها على عملية تصوير أحد المشاهد”.

وغضب المشتكون بعدما علموا أن “المسؤولين عن العمل، قاموا بخلع القفل الموجودة بداخله مضخات المياه، ونزع حساساتها حتى تتوقف، دون إعادتها لما كانت عليه، وبدون علم أصحابها”.

الشاي والقهوة والقمامة تملأ المبنى وإزعاج بالجملة

وتضمنت الشكاوي الموجهة ضد طاقم العمل “وضع لوح خشبي أمام منزل أحد السكان، حيث يضطر كلما أراد الخروج أو الدخول إلى المنزل، إلى الطرق على الباب، ليأتي أحدهم ويفسح له المجال بالمرور، والغرض منه “وضع حدود لقطع موقع التصوير”.

وذكرت إحدى ساكنات البناء أنها “فوجئت بفقدانها “لمبة” موجودة أمام باب منزلها، بعدما قاموا بفكها لضبط إضاءة المشهد، ولم تعاد وتركب في وقت لاحق بعدما انتهوا من التصوير”.

وخلف طاقم العمل، أكوام من القمامة على امتداد المبنى، وفي مدخله، ناهيك عن “بقايا الشاي والقهوة المسكوبة على الدرج، والجدران، وأعقاب السجائر في كل مكان”.

وأشار أحد المشتكين إلى أنه “بعد الطلب المتكرر لإزالة الأوساخ، التي من الممكن أن يصل أذاها لوجود الحشرات والقوارض، هددت بطلب الشرطة في حال لم تزال القمامة، ليكون الرد عليه “بتجيب الشرطة منجيب الدولة كلها”.

وكان سكان المبنى حاولوا عدة مرات تنظيف المكان وشطفه، إلا أن طاقم العمل رفضوا ذلك بحجة “وجود أدوات وكاميرات موضوعة في مدخل المبنى، خارج الشقة المستأجرة”.

ونوه المشتكون إلى أن التصوير انتهى مؤخراً، وكل الوعود بإزالة القمامة وتنظيف المكان بعد انتهاء التصوير، ذهبت هباءً، وتأكيداً على عدم عودتهم للموقع، قاموا بأخذ كل ما لهم من معدات ولم يتبق شيء منها”.

إغلاق أرزاق السكان حتى انتهاء التصوير

وكان طلب المسؤولون عن العمل، من العاملين في صالة تتبع للمبنى، الإغلاق، والجلوس صامتين لعدة ساعات، حتى الانتهاء من تصوير أحد المشاهد.

واضطر أصحاب الصالة إلى إغلاقها أمام الزوار، وإيقاف مختلف نشاطاتهم، بعدما طلب منهم ذلك، دون التنويه للأمر في وقت سابق

بناء “الصعبية”.. 100 عام من التاريخ الثقافي

لا تقتصر أهمية بناء “الصعبية”، بسبب قدمه التاريخي، الذي يعود لأكثر من مئة عام، بل لما كان يشغله من بعد ثقافي يمثل وجهاً مشرقاً لتاريخ سوريا.

وكان المبنى الفرنسي الطراز، سكن فيه، وفقاً لمصادر تلفزيون الخبر، “آل “قندلفت” الدمشقيين، الذين عملوا في المجال الثقافي منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكانوا من العائلات التي أقامت في بناء آل “الصعبية”.

وتعود ملكية البناء إلى آل “الصعبية”، إحدى العائلات الدمشقية، التي كان لها دور في بناء مدرسة الرعاية الخاصة (البيزونسون)، وكنيسة الصليب المقدس.

واستقبل المبنى شخصيات كان لها دوراً هاماً في رسم الهوية الثقافية السورية، حيث كرم فيها الأديب السوري الراحل حنا مينه، وغيره من الشخصيات السورية.

وذكر المشتكون أنهم “طيلة فترة سكنهم، حالوا عدم تغيير أي معلم من معالم المبنى، للحفاظ على هويته وصورته القديمة”، متسائلين “أهذا ما يليق أن يفعل به ببناء دمشقي كهذا؟”.

من يتحمل مسؤولية تخريب المبنى؟

علم تلفزيون الخبر، أن العمل الذي خلف التخريب في مبنى “الصعبية”، قرب برج الروس، هو مسلسل “بعد عدة سنوات”، الذي تنتجه “المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي”.

والعمل من إخراج عبد الغني بلاط، وسيناريو وحوار لبسام جنيد، أما الإشراف العام للمخرج زياد جريس الريس.

ومن المقرر أن يعرض العمل، الذي يلعب دور البطولة فيه كلاً من الفنان سعد مينه، ومحمد حداقي، في موسم دراما 2021.

وبدأت المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني نشاطها سنة 2010، وهي مؤسسة عامة ترتبط بوزارة الإعلام، وكان آخر أعمالها في الموسم الرمضاني الفائت، مسلسل “حارس القدس”، من إخراج باسل الخطيب، وبطولة رشيد عساف.

لين السعدي- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى