فلاش

عن مواسم الأعياد الامتحانية.. متى “يعيد” طلاب الجامعات السورية ؟


طوال العام الدراسي الجامعي، الممتد تقريباً على مدار10 أشهر من العام، تتزامن مختلف الأعياد الدينية ومناسبات أخرى مع مواسم الامتحانات الجامعية، أو قبلها بقليل، خلال الفترة المعروفة بالانقطاع المخصص للدراسة.

فإذا ألقينا نظرة على عيد الفطر هذا العام، نراه سابقاً لامتحانات الفصل الثاني بأيام قليلة، وما يلبث أن ينتهي العيد من هنا، لتبدأ الامتحانات من هنا، في التاسع من حزيران الجاري.

ولم تنسي مرارة القهوة مرارة رمضان، الموسم المليء بالمغريات الدرامية والمأكولات الشهية التي جاء فيها أصعب وأقصى اللحظات على الطلاب خلال أسبوعي تحضير وتقديم الفحص العملي لدى معظم الكليات.

فمشروع تطبيقي للمادة الفلانية، وحلقة بحث أخرى، وترجمة نصوص لا تتفق مع اختصاص الطالب، وغرق في المراجع البحثية، والسباق مع مواعيد التسليم، وانتظار طويل أمام مكاتب الأساتذة لمناقشة ما سبق.

ولا تنتهي المأساة عند انتهاء تقديم الفحص العملي، بل تراهم يقضون العيد بؤساء بنتائج لا تتناسب وكم التعب والجهد المبذول، مع التفكير المستمر في إمكانية النجاح مع هذه العلامات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ومع تحديد موعد امتحانات الفصل الصيفي أو الدورة التكميلية سابقاً، يرى الطالب أن فرصة “التعييد” والحصول على قسط من الراحة غير ممكن، كون العيد يأتي في منتصف الفترة الامتحانية تماماً، تسبقه مواد وتلحقه أخرى.

وحال الأعياد الشتوية ليس بمختلف عن تلك التي تأتي مع ختام الفصل الثاني، فنرى عيد الميلاد يرافق الامتحان العملي للفصل الأول، واحتفال رأس السنة الميلادية تسبق امتحانات الفصل الأول بأيام معدودة.

وإن رغب الطالب أن يحتفل بعيد الحب (الفالنتاين) فلا فرصة أمامه للتعبير عن مشاعره أو الإحساس بها من الأصل، لأن هذه المناسبة تحديداً تتزامن مع تقديم آخر مواد الفصل الأول، أو قبلها بقليل، فلا وقت لشراء الهدية المناسبة، أو حتى للتفكير بالحبيبة.

أما عن العطلة الصيفية المزعومة، فما يلبث أن ينتهي الطالب من الدراسة وامتحان الفصل الثاني ليبدأ الفصل الصيفي، وينتهي، ثم يلحقه بداية العام الدراسي الجديد على الفور.

وإن كان الطالب مجداً ويطمح لتحقيق المجد من خلال اختياره التسجيل في اختصاصين أحدهما في التعليم النظامي، وأخر في التعليم المفتوح، عليه أن ينسى حتى أعياد شهر آذار من عيد الأم وعيد المعلم، والمناسبات الوطنية في نيسان كعيد الجلاء، وحتى عيد الشجرة.

وفي ظل زحمة الحياة الجامعية المتواصلة على مدار أربع أو خمس سنوات، يستبشر الطالب أن عيد ميلاده هو الآخر لا بد أن يتزامن بحسبة بسيطة مع إحدى الفترات الامتحانية السابقة الذكر، لذا قلّ ما نرى طالباً جامعياً يحتفل بأحد الأعياد السابقة، حتى يحين موعد عيده الحقيقي حين يتخرج نهائياً ويحصل على شهادته بعد طول عناء.


لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى