فلاش

عامان على التحرير.. كهرباء حلب “ عصية “ والمحافظة لم تنفذ وعودها بشأن ”الأمبيرات “

مضى عامان على تحرير مدينة حلب من المسلحين المتشددين الذين كانوا متواجدين في الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية للمدينة، ومع دخول العام الثالث، ما زال نصف المدينة يغط في الظلام نتيجة عدم وصول التيار الكهربائي إليها حتى الآن.

وعدا عن تأمين الكهرباء لأجزاء من بعض الاحياء المحررة، لم يطرأ أي تحسن في وضع الكهرباء الحكومية في تلك الأحياء، أو حتى مد الشبكة الكهربائية اللازمة، نتيجة الدمار الكبير .

وأولى تلك الأحياء المحررة التي تم إيصال الكهرباء إليها بعد تحريرها، هو حي بستان القصر، بعد أن حضر وزير الكهرباء لافتتاح محطة تحويل بستان القصر، لكن حتى هذه المحطة لم تغطِ سوى جزء من الحي.

ويبقى الجزء الواقع بعد حديقة بستان القصر بدون تيار كهربائي، وبالتفصيل الأدق، فإن منطقة بستان القصر “لم يصلها كهرباء عدا عن بعض المباني المحاذية للحديقة، وبعض المباني المحاذية للمنطقة الصناعية جانب جامع البشير”.

ومن الأحياء التي عادت إليها الكهرباء أيضاً منطقة محيط القلعة وجب القبة وبعض المناطق الملاصقة للقلعة، لتختفي أيضاً بدورها في باقي مناطق حلب القديمة، التي تعاني من آثار دمار كبيرة بالأصل.

وفي حي صلاح الدين، و هو أحد الأحياء التي وقع جزء منها تحت سيطرة المسلحين المتشددين منذ بداية الحرب، فإن التيار الكهربائي متوفر فيه منذ البداية في القسم الذي بقي بيد الدولة.

أما القسم الآخر الذي تم تحريره ما يزال معظمه دون تيار كهربائي، فالجهة الواقعة خلف الشرعية بقيت كما هي بدون أي شبكة كهربائية.

والحال ذاته في حي الشعار الذي تم تغذية المنطقة الواقعة منه عند دوار الشعار والشارع الرئيسي بالتيار الكهربائي، وبات الدوار يعرف بـ “دوار الزيارات الحكومية”، في حين أن الشوارع التي تبعد عنه حوالي مئة متر تعاني من سوء شديد بالوضع الخدمي.

ومع استثناء منطقة العرقوب والشيخ نجار الصناعيتين، اللتين زودتا بالكهرباء الصناعية، فإن باقي الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية من المدينة بلا تيار كهربائي، على الرغم من مد الأعمدة في بعضها، دون وصول التيار إليها، ليعيش أهالي تلك المناطق تحت رحمة “تجار الأمبيرات”.

وعندما تتحدث عن الكهرباء ، يمكنك أن تقول إن وزارة الكهرباء تبذل ما بوسعها أمام مدينة شبه مدمرة، وشبكة كهرباء مدمرة أو مسروقة، لكن الأمر غير المفهوم هو التعاطي السلبي لمسؤولي المدينة مع قضية الأمبيرات.

وتصل أسعار “الأمبيرات” في تلك المناطق حتى 2000 ليرة سورية للأمبير الواحد في الأسبوع، كما أن كافة تلك المولدات غير مرخصة، أي أن ارتفاع أسعارها يعزو تجار الأمبيرات أسبابه إلى كلفة المازوت المرتفعة، مع عدم سماح المحافظة بترخيص الأمبيرات أسوة بالمناطق التي كانت تحت سيطرة الدولة السورية.

وما يجب استذكاره هنا، أن مناطق حلب الغربية عانت من المشكلة ذاتها بشكل كبير، وبعد مطالبات عديدة، تدخلت محافظة حلب عبر وضع تسعيرة محددة لتلك المولدات، وتقديم رخص لها لتزويدها بالمازوت المدعوم.

وبعد تحرير المدينة وعودة أهالي المناطق المحررة لمنازلهم، وعدت المحافظة بتكرار ذات العملية بالنسبة لأمبيرات تلك المناطق، إلا أنه عدا عن التصريحات لم يتم ترخيص المولدات، ليبقى استغلال أصحابها طاغياً على حاجة الأهالي هناك.

وفي محاولة لكسر هذا الظلام، قامت العديد من الجهات الإغاثية والخدمية بمشاريع تركيب إنارة “ليدات” في الشوراع والمستديرات، الأمر الذي أصبح مألوفاً ومعروفاً عن مدينة حلب التي أضيأت شوارعها بتلك “الليدات” طيلة سنوات الحرب.

وكانت وزارة الكهرباء خلال أوائل العام الحالي، أوضحت لتلفزيون الخبر مستجدات الشبكة الكهربائية لأحياء حلب المحررة، وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن “عام 2018 هو عام دخول التيار الكهربائي للأحياء المحررة في مدينة حلب”.

وأكد المصدر أنه “تم البدء بتنفيذ تلك الدراسات عبر تنفيذ 40 مركز تحويل في حي صلاح الدين وسيف الدولة، وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في السبع بحرات وباب جنين وخان الجملاك وباب النصر، بالإضافة لشارع باب الحديد وجب القبة”.

وسرد المصدر عدة مشاريع تم الانتهاء منها بنسب معينة “كالانتهاء بنسبة 90% من إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في حي أقيول، و85% من إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في حي الكلاسة الصناعي”.

وأضاف المصدر: “يتم إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في حي بستان القصر وحي الكلاسة وباقي الأحياء الشرقية تباعاً”.

وأخيراً فإن أخبار المحطة الحرارية اقتصرت على التصريحات بداية العام حول العمل عبر إعادة تجهيزها عبر عقود مع ايران، تتضمن تركيب مجموعات جديدة، وأخرى تتحدث عن إصلاح مجموعتين من المحطة، بالإضافة للتصريحات حول تجهيز محطة كهروضوئية عبر عقد مع شركة روسية.

وتعد المحطة الحرارية الواقعة بالسفيرة واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية بسوريا، وكانت تغذي عبر مجموعاتها الخمسة كافة المنطقة الشمالية السورية، بالإضافة لمدينة حلب وريفها، مع تزويد الكهرباء لدول الخارج أيضاً.

يذكر أن كلفة الأضرار التي تعرضت لها المنظومة الكهربائية في كافة أحياء حلب المحررة قدرت من قبل وزارة الكهرباء بـ 46 مليار ليرة سورية، حيث تعرضت حوالي 2000 مركز تحويل للتخريب مع كامل الشبكات.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى