اقتصاد

دراسة لإنشاء مرفأ جديد في ريف اللاذقية .. وتحويل المرفأ الحالي إلى مدن سياحية.. هل ستنجح؟

قال وزير النقل المهندس علي حمود إن “الوزارة تعمل على إجراء دراسة شاملة لإنشاء مرفأ جديد بمواصفات عالمية في ريف محافظة اللاذقية”.

وأوضح حمود، وفقاً لصحيفة رسمية أن “المرفأ الجديد سيتضمن محطة حاويات بطاقة استيعابية لا تقل عن 2.5 مليون حاوية سنوياً، بالإضافة إلى استقبال السفن على أرصفة لا يقل عمقها عن 17 متراً، وتشكيل حوض مائي وقناة دخول مناسبين”.

و أضاف حمود أن “مرفأ اللاذقية الحالي يقع في قلب المدينة، وعلى شاطئها الغربي، ويشغل مساحة كبيرة، يمكن استثمارها واستغلالها بالشكل الأمثل، من خلال النشاطات السياحية التي تمتاز بها مدينة اللاذقية”.

و بيّن حمود أن “وجود المرفأ داخل المدينة لا يشكل أي قيمة مضافة بالنسبة لحركة النقل الاستيراد والتصدير، وإنما يشكل ضغطاً كبيراً، من خلال حركة الدخول والخروج من وإلى المرفأ مروراً بالأحياء السكنية لهذه المدينة”.‏

وتعاني مدينة اللاذقية من امتداد ميناء اللاذقية في قلب المدينة، وحرمانه السكان المنظر البحري، إضافة إلى انتشار الشاحنات والحاويات التي تتجول في شوارع المدينة، أثناء وقت الذروة لتدخل إلى المرفأ، الذي يأخذ مساحة واسعة من شاطئ المدينة ويحجبها عن السكان.

وتعتبر مشكلة امتداد مرفأ اللاذقية، مشكلة قديمة تم التطرق إليها ضمن خطة المخطط التنظيمي الذي لم ير النور بعد.

ونشر العديد من الناشطين على الانترنت فيديوهات تؤكد أن “مرفأ اللاذقية يحرم الكثير من الناس البسطاء من الاستمتاع بالمنظر البحري، عبر استحوازه على الواجهة البحرية، في حين تزداد تكلفة الدخول إلى النوادي والمنتجعات الصيفية”.

ويرى العديد من سكان مدينة اللاذقية أن تحويل المرفأ إلى مطاعم ومنتجعات سياحية، سيبرز جمال المدينة، ويجعلها من أجمل المدن السياحية في العالم ،التي تمتد بداخلها المدن والمطاعم والملنتجات السياحية، بدلاً من توسيع المرفأ وازدياد أعداد الشاحنات في المدينة”.

وأضاف حمود أنه “وزارة النقل تسعى لإنشاء مرفأ جديد خارج مدينة اللاذقية، واستثمار الموقع الحالي للمرفأ لإنجاز العديد من المنشآت السياحية والاقتصادية والتجارية، التي تعود بالنفع الكبير على الدولة”.

ولفت وزير النقل إلى أن “الحوض القديم للمرفأ الحالي شبه شاغر، وتسعى الوزارة من خلال التنسيق مع وزارة السياحة لطرحه للاستثمار، وتحويله إلى منطقة سياحية”.

و يعتبر مرفأ اللاذقية الحالي من المرافئ المتميزة بالنسبة للدول المجاورة، من خلال زيادة الأعماق ليكون مرفأ “أقطرما” يسمح بدخول سفن الحاويات الكبيرة التي تعمل على خطوط عالمية مثل MAERSEK/ CMA-CGM/ MSO و يتصدر حوض البحر المتوسط.

وأضاف حمود أن “توسيع المرفأ الحالي يحتاج إلى كلف مالية كبيرة لا بل وضخمة، وبدلاً من توسيعه على حساب أراضي مدينة اللاذقية أي داخل المخطط التنظيمي، فإنه من الممكن أن تقوم أي جهة راغبة بالاستثمار بإنشاء المرفأ الجديد”.

وتابع حمود “وذلك مقابل استثمار العقارات الحالية الموجودة ضمن المرفأ القديم وفق نظام /BOT/ وبالتالي نكسب المرفأ الجديد ونوسع مظلة الأنشطة السياحية والاقتصادية والتجارية والخدمية داخل المدينة”.

ولفت حمود إلى أن “الوزارة بدأت منذ فترة بدراسة ملف المرفأ الجديد، وبحثه في اجتماعات سابقة، حيث تم الاتفاق على وضع خطة لتنفيذ مرفأ جديد للمدينة، بدلاً من توسيع المرحلة الثانية من المرفأ الحالي”.‏

و يقع مرفأ اللاذقية على مساحة واسعة من الواجهة البحرية للمدينة، وتقع إدراته العامة في حي الصليبة.

ومرفأ اللاذقية هو شركة عامة تتبع للحكومة السوريّة، و يعود تاريخ المرفأ للحقبة الفينيقية، أما تأسيسه الحديث فيعود لعام 1950، وتم توسعه عدة مرات منذ تأسيسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى