محليات

تسمم عائلتين بسمك “بالون” اشتروه من سوق اللاذقية.. وتساؤلات عن دور “حماية المستهلك”

قالت مديرة مشفى الشهيد حمزة نوفل الوطني في مدينة اللاذقية الدكتورة سهام مخول لتلفزيون الخبر: إن “عائلتين بينها طفلين ظهرت عليهم أعراض التسمم جراء تناول سمك البالون، دخلوا إلى شعبة العناية للمراقبة مساء الخميس وحالتهم السريرية جيدة “.

وأوضحت مخول أن “العائلة الأولى مؤلفة من خمسة أشخاص هم أب وأم وثلاثة أولاد بينهم طفلة عمرها ثلاث سنوات تم تحويلها إلى مشفى التوليد والأطفال، فيما العائلة الثانية مؤلفة من أب وأم وطفل رضيع عمره ١١ شهراً تم تحويله أيضاً لمشفى الأطفال”.

وأشارت مخول إلى أنه “تم تخريج جميع المتسممين في المشفى الوطني بعد اعطائهم الأدوية الاسعافية اللازمة وخصوعهم للمراقبة لعدة ساعات، فيما لا يزال الطفلين بمشفى التوليد والأطفال وحالة الرضيع حرجة”.

وبينت مخول أن “المتسممين وصلوا إلى المشفى يشكون من أعراض خدر وتنميل حول الشفاه وبعض الأطراف العلوية، بالاضافة إلى دوار وغثيان، وقد تم تقديم العلاج المناسب لهم”.

بدوره، قال أخصائي طب الطوارئ ومسؤول قسم التسممات في مديرية صحة اللاذقية الدكتور لؤي سعيد لتلفزيون الخبر: “سمك البالون محظور بيعه بسبب السمية الشديدة الموجودة فيه والتي قد تكون قاتلة، لذلك يرجى توخي الحذر والانتباه وتجنب تناول هذا النوع من الأسماك”.

وأضاف سعيد: “منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه وصلت إلى مشافي المدينة حالات فردية لأشخاص تسمموا بسبب تناولهم سمك البالون، وكان من بين الحالات أحد الصيادين”.

وحذر سعيد من أن “سمك البالون السام يتكاثر خلال الأيام القادمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعليه سيتم اصطياده بكثرة من قبل الصيادين ولذلك يتوجب على المواطنين توخي الحذر وعدم شراء أسماك غير معروفة النوع”.

ولفت سعيد إلى أن “العائلتين اللتين تسممتا الخميس بسمك البالون قد اشتروه من أحد محال السمك في سوق اللاذقية”، محذراً في الوقت ذاته “المواطنين من قيام بعض أصحاب المحال بسلخ السمك وبيعه مجمداً كسمك فيليه”.

وأوضح سعيد أن “المادة السمية الموجودة في هذا النوع من السمك تعتبر أقوى من الزرنيخ بـ10 آلاف مرة ولا يوجد أي دواء معاكس لها حتى تاريخه”.
وتابع سعيد: “من أعراض الإصابة بالتسمم، الإقياء والتنميل في الشفاه والأطراف ثم يتفاقم إلى شلل عضلي وتنفسي يكون خلالها الشخص المصاب بالتسمم مشلولاً تماماً ثم تحدث بعدها الوفاة”.

وأردف سعيد: “كل 0.75 ملغ من هذه المادة قادرة على قتل شخص بوزن 70 كلغ، أما إذا كانت قليلة السمية فتتم معالجة المريض بالمشفى حصراً عن طريق دعم هوائي باكر للقلب وإفراغ المعدة من السوائل”.

وعن وصف الشكل الخارجي لسمك البالون الأكثر شيوعاً، أوضح سعيد “أنها تنفخ جسمها عند اقتراب أي خطر منها عن طريق ابتلاع كمية زائدة من الماء أو الهواء ليصبح شكلها منفوخاً كالبالون، وتتميز بوجود كيسات غدّية سامة تسمى “تترادودوكسين”.

ويثير تسمم العائلتين بسبب تناولهم سمك البالون التساؤل التقليدي والممجوج لكثرة المطالبات التي لم تجد طريقها الى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لإجبار محال بيع السمك بوضع منشورات تعريفية بسمك البالون والتحذير من شراءه بوصفه قاتلاً.

ناهيك عن ضرورة قيام دوريات التموين بجولات يومية على سوق السمك والتأكد من نوع الأسماك التي يتم بيعها وخاصة فيما يتعلق بالسمك المسلوخ والمجمد والذي لا يعرف أحد نوعه سوى الصيادين وأصحاب الخبرة.

وشهدت محافظة اللاذقية خلال الأعوام الأخيرة الماضية حالات وفاة بسمك البالون السام وذلك بسبب تناول الأهالي لهذا النوع من السمك لجهلهم حقيقته من جهة ولعدم توعية الناس وخاصة الصيادين وهواة الصيد بسمية سمك البالون الذي يشكل تهديدا حقيقياً تصل إلى حد الوفاة خلال ساعات قليلة.ث

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى