العناوين الرئيسيةمجتمع

تدخل المجتمع والمحيطين بتربية الطفل الأول .. عادات وتقاليد سورية

تعرضت “ولاء” (٣٠ عاما) للضغط من المحيطين بها منذ حملها بطفلها الأول “منذ ظهور علامات الحمل للأقارب والمحيطين بدأت عبارات مثل (بكير وليش ولاد من هلق عيشي حياتك) تتردد على أذني كل فترة وعند ولادة إبني انتقل الأقارب من النصائح إلى التدخل المباشر”.

وتروي “ولاء” التي تعمل كمدرسة في مصياف، لتلفزيون الخبر “تتعرض الأم العاملة للكثير من الضغط خلال فترة الأمومة القصيرة وكيفية الاهتمام بالطفلل، و رغم وضعها الصعب إلا أنّ الأقارب والمحيطين يتدخلون بتفاصيل تزيد وضعها سوءاً مثل اسم الطفل ولباسه بالإضافة إلى طعامه وتحميمه حتى وضع اللهاية لها أساليب لدي المحيطين والأقارب”.

وردت “رولا” على جميع أراء العائلة عند اجتماعها فيهم بمولودها الأول “أحمد” وتدخلهم بتربيته بكملة (لا) كما قالت لتلفزيون الخبر

وأضافت الأم الشابة “عند اجتماع نساء العائلة بدأت أسئلة (ملحتي ،حنكتي وزيتي للولد) تتهافت علي كأن الصغير قطعة سيارة ويحتاج تصليح وأجبت على كل الاسئلة بكلمة (لا) لإنهاء الجدل”.

ويتدخل الأقارب من الدرجة الثانية بدرجة أكبر من تدخل العائلة بشأن تربية المولود الأول وبشكل خاص عند ولادته حسب تعبير “رولا” (اسم مستعار) لتلفزيون الخبر.

وأكملت “رولا”(25 عاماً) “هنالك بعض العادات الضارة التي ينصح بها الأقارب للمولود الجديد كإعطاء اليانسون الذي يؤثر علميا على تطور الدماغ ولكن العلم لاينفع مع موروث العادات وخاصة لدى الكبار بحجة أن أولادهم هكذا تربوا”.

ولم تخف “رولا” صدمتها من نصائح إحدى النساء لها بأن تطعم الصغير بعض الأكل منذ ولادته وبأنها قامت بتجربة هذا الأمر وكان ناجحا والدليل عدم موت الصغير عندما أطعمته كما قالت “رولا” لتلفزيون الخبر.

وتابعت الأم “ينصح جميع الأطباء بالأرضاع الطبيعي إلا مع إحدى نساء العائلة والتي تنصح بالحليب الصناعي حتى يشبع الولد ويوقف البكاء الذي هوي وسيلة الطفل الوحيدة للتعبير أول ولادته وهنالك الكثير من النصائح الأخرى التي لم أتقيد بأي واحدة منها”.

واشتكت “هند” (26 عاماً) والتي فضلت عدم ذكر اسمها الصريح من بعض تدخلات المحيطين المؤذية عن جهل كما قالت لتلفزيون الخبر

وقالت “هند”: ” بعد ولادة ابنتي مكثت في منزل أهلي بسبب عمل زوجي وعمر والدته الكبير لذلك كانت تدخلات الاقارب بتفاصيل حياتنا كثيرة حيث كانوا يتدخلون بطريقة نومي وطعامي وكيفية إرضاع الطفلة وحتى أثناء مرضها يتدخلون بطريقة علاجها”.

يظن معظم المحيطين والأقارب أن الأَم الجديدة لاتعرف شيئا عن تربية الطفل ويصل الأمر إلى حد نكران أمومتها كما قالت “هند لتلفزيون الخبر.

وتضيف “يتدخل الاقارب بأوقات الإرضاع والحمام والتغيير للطفل كأنني لست أمه ولا أهتم لأمره يبقى الجانب الأيجابي الوحيد في وجود الاقارب بجانب الأم الجديدة هو عدم تعرضها لاكتئاب مابعد الولادة”.

ويقول “غانم” (30 عاماً)، وهو زوج “هند” لتلفزيون الخبر: “يبدي الاقارب أراءهم حسب المزاج فالبعض منهم يتدخل بطريقة حمل الطفلة والبعض يقول على الأب أن يجلب له الحليب الصناعي بدلا من الطبيعي رغم فوائد الطبيعي ولكن النصائح تتبع مزاج الاقارب وجميعها خرافات ترّبينا عليها”.

ولم يسلم “أبو جعفر” من ملاحظات أهله عندما قام بمساعدة زوجته أثناء ولادة مولودهما الأول حيث كانوا يطلقون عبارات تدل على عدم الرجولة وبأن الرجل مكانه خارج المنزل أثناء وبعد الولادة وليس بجانب زوجته كما قال لتلفزيون الخبر.

وأضاف الرجل “تحتاج الزوجة لوجود الزوج وبالذات عند المولود الأول حتى لاتشعر بالوحدة والغرابة لكن الأقارب والأصدقاء يتدخلون بأصغر التفاصيل بدءاً من الأسم حتى فطامه رغم أن أولادهم يعانون من مشاكل نفسية ربما بسبب عاداتهم المتبعة”.

تعيش “منى” (35 عاماً) في دمشق بعيدة عن أهلها وأهل زوجها ومع ذلك لم تسلم من تدخلات العائلة التي طبقت بعض منها حسب تعبير “منى” لتلفزيون الخبر.

وتستطرد الأم “هنالك بعض النصائح من الاقارب، اقتنعت بها رغم عدم إثبات علميتها كالتمليح حيث يساعد على التعقيم حسب تعبيرهم ولكن لم أتقيد بنصيحة اللف لجعل رجلي الصغير مستقيمتان فهو على العكس يخنق الصغير ولا يستطيع الحركة أبداً أثناء لفه”.

يتوفر عبر الانترنت جميع ماتحتاجه المرأة لتربية ابنها، لكن تبقى لبعض العادات تأثير على الأهل بسبب تربيتنا عليها” كما قالت “منى” لتلفزيون الخبر.

وأكملت “يتدخل الأهل ببعض الامور التي تخص الطفل كالإرضاع وطريقة تنظيفه وموعدها فهنالك بعض الاقارب يقولون أنّ تنظيف الولد عن الحفاضات يجب أن يكون بعد ٩ أشهر والبعض يقول في الصيف وكل شخص يبدي رأيه حسب تناقل العادات لديه”.

لايختلف كثيراً تدخل العائلة مع أولادهم عند وجودهم في بلاد الاغتراب سوى بعدم متابعة تنفيذها من قبلهم كما قالت “جميلة” لتلفزيون الخبر.

وأكملت”جميلة” المقيمة في ألمانيا لتلفزيون الخبر “يأخذ الزوج هنا اجازة أبوبة مدتها ١٥ يوماً بخلاف بلادنا التي لاتعطي الزوج إجازة ويقيم الطفل أثناء ولادته مع الأم أسبوع في المشفى لمتابعة حالته”.

وتابعت الأم المغتربة “ورغم كل هذه العناية المتوفرة يبقى لوجود الأهل والاقارب نكهة مختلفة وتشعرك بالسعادة فلولا اتصالاتهم كدت أصل الى مرحلة اكتئاب مابعد الولادة بسبب الضغط الكبير الذي تعرضت له بتربية الطفل وبالأخص عند عودة والده إلى العمل المطول خارج المنزل”.

وأكملت “جميلة” تشرح بعض نصائح الأقارب المضحكة بالنسبة لها لتلفزيون الخبر: “نصحتني عمتي بأن اضع تمرة في سقف حلق الطفل حتى يصبح طليق اللسان ولايتأثر بالأجانب كما أخبرتني خالتي بأن لا أغطي الطفل كثيراً حتى لايمرض فيما بعد من نسمة الهواء والكثير من العادات التي جعلتني أضحك في الغربة رغم أنها تدخلات سلبية”.

يشار أنّ إنجاب طفل في ظل هذه الظروف يحتاج للكثير من التفكير والدراسة، يزيدها تدخلات وآراء الاقارب والمحيطين.

بشار الصارم _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى