العناوين الرئيسيةمحليات

بعد الحرب .. كورونا يحرم الدمشقيين آخر أماكن “السيارين” بقرار رسمي

ودع الدمشقيون الربوة حتى إشعار آخر بعد صدور قرار محافظ دمشق منع التنزه، في الوقت الذي كانوا فيه يعالجون آثار الحرب ويبنون آمالا على شفاء دمشق من نيران القذائف، مستبشرين بعودة الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها.

وجاء قرار منع التنزه والتجول في الربوة ومحيط حديقة الجاحظ والجزيرة 16 بعد أن فشلت نصائح التوعية في إقناع الكثيرين بخطورة فيروس كورونا وضرورة التزام المنازل، وبعد أن رصدت الكاميرات إصرار السوريين على ممارسة طقوس “سيران يوم الجمعة”، حتى في أشد أيام البشرية ظلمة وخوفا.

وتلقى سكان دمشق هذا القرار بآراء مختلفة، منهم من أيده بشدة، ومنهم من اتخذ موقف المحايد كون الأسعار المرتفعة هي شغله الشاغل في الوقت الحالي.

دعاء محفوظ، موظفة في مؤسسة بالقطاع العام تقول لتلفزيون الخبر: “كنا ننتظر أن يتحسن الطقس حتى نحتفل بعيد الأم في الربوة، لكن كان قرار إغلاق المقاهي والمنتزهات أسرع، وكنا ننتظر الربيع لنجهز أغراض السيارين، وأيضاً سبقنا قرار حظر التجول”.

والبعض لم يقدم ولا يؤخر قرار حظر التجول في الربوة والحدائق عليهم ، فأحدهم (فضل عدم ذكر اسمه) يقول: “الأسعار ارتفعت أكتر من 50%، والأساسيات لم تعد تتأمن في المنزل، فالسيران لغيناه أساساً قبل قرار حظر التجول بكثير”.

بدوره أحمد عبد الله، وهو أب لـ3 أطفال يقول: “لقيت القرار فرصة لأقنع ولادي ما نطلع سيران لأن ماعم يقتنعوا انو الوضع خطير هلأ ولازم نبقى بالبيت”.

لم يكن يعلم زوار منطقة الربوة في يوم الجمعة الأخير قبل صدور قرار إغلاق المقاهي والمطاعم في سوريا ، أنه سيكون السيران الأخير، فلو علموا ذلك لما اختصروه على يوم واحد.

قبل ساعات من صدور قرار الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا من قبل الحكومة السورية، كانت ربوة دمشق تعج بزوارها، وكانت المتنزهات تتجهز للبرامج الربيعية والعروض الصيفية، لكن سرعان ما ذهبت تلك الاستعدادات أدراج الرياح.

فبعد أن طويت صفحة القذائف والتفجيرات، تنفس سكان دمشق الصعداء، وعادت متنزهات الربوة وغوطة دمشق لتكون قبلة الدمشقيين في هذه الفترة الربيعية من السنة لكونهما الوجهة الأولى لـ “سيران يوم الجمعة”.

ولكن اليوم تتغير التوجهات وحتى الحدائق التي اتخذها السوريون في بعض الأحيان بديلاً عن الربوة وغوطة دمشق، لم تعد متوفرة، فالظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تستدعي التنازل عن بعض الطقوس السورية، وتقدير جدية الخطر والوعي بالأضرار التي ستنتج عنه.

وفي الوقت الذي كنا عندما نسمع كلمة “سيران” يخطر في بالنا اسم “الربوة” أو “الغوطة”، بتنا اليوم نترقب قرار حظر تجول بعد كل “سيران”، وكأن كورونا يحارب “السيرنجية” أولاً.

فقرار محافظة دمشق الأخير يحمل في طياته الألم كونه يدل على خطورة الوضع الحالي والخوف من تفشي الفيروس، ومن جهة أخرى يؤكد أن هذه الفترة الربيعية من العام ستكون مختلفة عن السنوات الماضية.

من “أبو وحيد” إلى “الشادروان” حتى “بيت ورد” و”المحطة”، لن نرى ذلك الازدحام الربيعي الذي كنا نتذمر منه كل يوم الجمعة، فحتى الازدحام أصبح من الذكريات.. حتى إشعار آخر.

غنوة المنجد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى